أول المعوقات التي تواجه التأمين الصحي في مصر عدم وجود أماكن لآلاف الحالات التي تخطت الحجم المرصود للإستقبال بتلك المستشفيات بالإضافة إلي ما يتردد علي لسان الكثير من المرضي والمترددين علي عيادات التأمين الصحي بشأن ضعف فاعلية الدواء بصيدليات التأمين الصحي أو غياب بعض الأنواع المهمة علاوة علي المشاكل الأخري التي سنكشف عنها في السطور التالية: بداية توجهنا إلي مستشفي6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي وقابلنا العديد من الحالات خارج أبواب المستشفي حيث يقول محمود الحديدي35 عاما من البدرشين عامل بشركة منصور شيفرولية أتيت بوالدتي منذ3 سنوات إلي هنا حيث كانت تعاني من حساسية مزمنة في الصدر ولكن للأسف الشديد هناك نقص شديد في المعدات والأجهزة دائما غير جيدة والفريق الطبي كله غير مؤهل لعمل فحوصات جيدة وأحيانا يتم تغيير الأدوية من أدوية غالية الثمن إلي رخيصة وكلها مغلفة في عبوات التأمين الصحي الأمر الذي أدي إلي عدم شفاء والدتي السريع ولولا ظروفي المادية لكنت ذهبت بها لعيادة طبيب كبير( ويقول محمد صالح الجمل31 عاما مدرس بمدرسة الثانوية العسكرية بإمبابة نقلنا والدي في منتصف الليل إلي مستشفي6 أكتوبر للتأمين الصحي وكان يحتاج إلي عناية مركزة وظللنا3 ساعات في انتظار وجود سرير خال له واضطررنا في النهاية لنقله إلي قصر العيني الفرنساوي ودفعنا6 ألاف جنيه مقابل ليلتين بالعناية المركزة. ويضيف أحمد شعبان37 سنة موظف بمديرية شباب الجيزة ودنيا صلاح زوجته تقابلنا مشكلة متكررة وهي مشكلة الحضانات والتي يعاني منها العديد من أولياء الأمور والأسر المصرية نتيجة لإنجاب أطفال مبتسرين غير كاملين منها يجعل الأسرفي حاجة ماسة لإنقاذ أطفالهم إلي حضانات وهي شيء غير متوافر بنسبة كبيرة جدا في مستشفيات التأمين الصحي وغيرها. وحول ما سبق من مشكلات يقول الدكتور/ حسن ناجي مدير عام مستشفي6 أكتوبر للتأمين الصحي أن المستشفي عليه ضغط كبير جدا يستقبل يوميا حوالي120 مريضا وبه عدد أسرة265 سريرا وهو ما لا يتساوي مع حجم العمل لأن قائمة العيادات الخارجية وصل إلي260 الف منتفع وبهذا المستشفي يستقبل حالات العيادات والحالات المحولة بالإضافة إلي حالات الطواريء ونظرا لقلة عدد الأطباء بالنسبة لحجم العمل توجد مشاكل عديدة حيث يقوم المستشفي بمتوسط عمليا ت580 عملية اسبوعيا بعدد أطباء238 طبيبا وخدمة تمريضية225 ممرضة وهو ما لايتماشي مع حجم الاستقبال أو كفاءة الاداء. يقول الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد أول وزير الصحة للشئون السياسية ان القطاع الصحي بوجه العموم كتأمين صحي ومستشفيات وزارة الصحة ومعاهد صحية عالج آلاف البشر وقد تبنينا في الوزارة بعد أحداث25 يناير سياسة الإرتقاء بالقطاع الصحي ككل ولكن هناك مشاكل عديدة لابد أن نتغلب عليها أهمها مشكلة ضعف التمويل الصحي حيث بلغت ميزانية القطاع الصحي4,7% من ميزانية الدولة في حين نطالب بزيادتها إلي12% أو15% من الموازنة حتي يتسني لنا تحقيق قطاع صحي قوي, علاوة علي ضعف الرواتب الخاصة بالكوادر الطبية العاملة وكذلك ضعف ميزانية المستشفيات التي تقدر ب1600 جنيه يوميا للمستشفي الواحد في حين انه مطلوب منها علاج مئات البشر يوميا الأمر الذي يؤدي إلي أن الانفاق الصحي من جيوب المرضي يبلغ72% وأضاف الدكتور عبد الحميد أباظة هذا في شق التمويل مضاف إليه مشكلة كبيرة وهي ضعف الإدارة بالمستشفيات وهو ما نخطط له في الشهور القادمة حتي تكون هناك إدارة شابة مدربة متعلمة توجه الاستثمار في الصحة بشكل جيدوصراحة ينتج عنها انضباط في العمل الطبي وتقدم في القطاع الصحي وهو ما نقوم به في هذه الفترة من دورات تدريب واتفاقيات مع جهات أجنبية للإدارة. وبالنسبة لنقص أسرة العناية المركزة وحضانات الأطفال بمستشفيات التأمين الصحي أوضح د. أباظة أن السبب الرئيسي في هذا النقص ليس بسبب نقص عدد الأسرة أو أجهزة الحضانات ولكن السبب الرئيسي هو غياب الكوادر المدربة علي العناية المركزة والحضانات وأجهزة الغسيل الكلوي وهروبهم من المستشفيات الحكومية إلي الخاص للحصول علي بدل مادي أفضل مما أدي إلي فقدان ثقة المواطن المصري في المستشفيات الحكومية والتأمين الصحي وجعله يرتمي في أحضان الخاص وهي المشكلة التي تواجه أغلب مستشفيات مصر التابعة للوزارة أو للتأمين الصحي ويشير إلي أنه يجب تدريب كوادر جديدة من أطباء وممرضين علي أليات العناية المركزة والحضانات ولهذا نحاول خلق كوادر وتدريبهم علي أجهزة المبتسرين وإصلاح وضعهم المالي وهو ما نحاول عمله من خلال كادر المهن الطبية وفعليا قد أعتمد الوزير فؤاد النواوي مبلغا لشراء أجهزة عناية مركزة بتجهيزاتها وأجهزة مبتسرين وغسيل كلوي ولكن إلي الآن نواجه نفس المشكلة وهي أن الأجهزة متاحة ولكن العمالة غير متوفرة. وبخصوص أدوية التأمين الصحي قال إن الوزارة تقوم بعمل مناقصات وعمل لجان مختصة بها للكشف عن مدي صحة وجودة الدواء وفاعليته وهذا هو الشرط الوحيد لضمان التعاقد علي أدوية التأمين الصحي والتي ستشهد طفرة في الفترة القادمة ستعيد لأدوية التأمين الصحي سمعتها وثقة الجمهور فيها.