لا يختلف اثنان علي ان النجم محمد ابو تريكة حظي بكل هذا الحب والتقدير من كل فئات المجتمع المصري والعربي من المحيط الي الخليج ليس فقط لموهبته التي توجها في الملاعب بالعديد من الالقاب لناديه وللمنتخب الوطني ولنفسه شخصيا. ولا لاخلاقه العالية وتواضعه الشديد وهو في اوج نجوميته وتألقة, ولكن ايضا لمواقفه الانسانية و الوطنية من قضايا وطنه وامته العربية وهو ما تجلي في العديد من المواقف التي خطف بها النجم المحبوب كل الانظار والاضواء ولعل ابرزها اظهار تي شيرت حمل شعار تضامنا مع غزة في بطولة الامم الافريقية عام2008 في غانا وتحمل تبعات موقفه من عقوبات باعتبار ان اللوائح تمنع اي لاعب من استخدام شعارات دينية أو سياسية في البطولات الرياضية, وتضامنه مع اسر ضحايا مجزرة ستاد بورسعيد وغيرها من المواقف التي جعلت منه شخصية عامة قبل ان يكون نجما رياضيا بكل ما تحمله الكلمة من معني. اصاب ابو تريكة في العديد من مواقفه واخطأ في مواقف اخري ولكن في النهاية يظل قيمة كبيرة من العيب أن تمحي بجرة قلم لمجرد انه اعلن موقفه الرافض من المشاركة في لقاء السوبر مع انبي تضامنا مع مطالب التراس الاهلي بالقصاص من قتلة ضحايا ستاد بورسعيد كشرط لعودة النشاط الكروي, كما انه من العيب ان يكون ابو تريكة بكل ما قدمه وشارك فيه علي مدار السنوات الماضية من انجازات وبطولات للاهلي والمنتخب الوطني مادة للسخرية والتهكم من المتحولين من مقدمي البرامج بالقنوات الفضائية الرياضية الذين يجيدون الاكل علي كل الموائد و تأليب الرأي العام والرياضي ضده لا لشيء الا لان موقف ابو تريكة يتنافي مع مصالحهم وهم معروفون للجميع بأن شعارهم عض قلبي ولا تعض رغيفي! لا اقول ان ابو تريكة علي حق لأن موقفه احرج زملاءه بالفريق وايضا الادارة ولكن في نفس الوقت لا يحق لأحد اتهامه بالمزايدة والمتاجرة بالمشاعر فالقرار قراره وهو وحده من سيتحمل عواقبه وتبعاته التي مهما كانت قسوتها لن يتكلم او يلجأ ابو تريكة للمتحولين للدفاع عن نفسه وقراره النابع من قناعة شخصية.