لم يكن مجلس إدارة النادي الأهلي الذي رأسه حسن حمدي في السنوات الأخيرة في يوم من الأيام راعيا لقيم ومبادئ النادي الكبير التي أرساها ورعاها الراحل صالح سليم. ولم تكن هذه القضية تشغله من قريب أو بعيد, ولم يكن يلجأ إليها إلا في الأوقات العصيبة التي يحاول فيها أن يكسب تأييد الجماهير ومساندتها أو علي الأقل تحييدها, إضافة إلي حرصه علي أن تكون هذه الشعارات داعمة له إعلاميا لأسباب انتخابية بعد أن كان يظن هو ورجاله أنهم سيظلون علي الكراسي مدي الحياة لولا أن سقط النظام الذين كانوا يؤيدونه فيفتح لهم الأبواب علي مصاريعها! ولا يمكن بأي حال أن يتم ذبح محمد أبو تريكة تحت شعارات القيم والمبادئ التي استخدموها للتخلص ممن لا يريدون من الضعفاء غير الشركاء أو الموالين.. فما قدمه محمد أبو تريكة في سنواته القليلة بالنادي منذ وطأت قدماه قادما من نادي الترسانة يفوق ما قدمه الذين يريدون طرده لأنه اتخذ موقفا عجزوا عن اتخاذه, وقال رأيا خالف رأيهم, وكان صريحا مع نفسه ومع أسر الشهداء الذين فقدوا حياتهم غدرا وهم يشجعون فريقهم في مدينة بورسعيد رغم التحذيرات من السفر في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. هم مثلوا الحزن في لقاء السوبر مع إنبي, وبدا حسن حمدي متجهما بعد أن أحرجهم محمد أبو تريكة, وذكرهم بأنهم خدعوا الجميع, وأن ما قالوه ووعدوا به بعد المذبحة التي لن تنساها ذاكرة كرة القدم لم يكن أكثر من وسيلة معروفة للهروب من المسئولية, فيما بقي النجم الكبير بشهادة كل المصريين علي موقفه وصورته الجميلة التي جعلت منه رمزا في وقت لم يبق فيه إلا أشباه الرموز الرياضية! مسألة مناقشة إبعاد أبو تريكة عن النادي الأهلي في حد ذاتها مهينة له ولتاريخه لأنه ما فعل ما فعل إلا إيمانا بقضية كفيلة برج الإنسانية كلها, ولم يكن ساعيا لمزايدة أو طالبا لتوريط ناديه في خسارة بطولة لأنه أبو البطولات ومحققها للفانلة الحمراء.. وهذا لا يمنع توقيع العقوبة التي تحددها اللوائح إن وجدت- وهو ما حدث بالفعل تحت ضغوط جماهيرية لا قبل لا لحسن حمدي بها الذي خسر الرهان هذه المرة.. وما تقبل اللاعب للعقوبات إلا دليل قوي علي أنه لم يقصد الإساءة لأحد, وإنما أراد أن يبعث برسالة إلي الذين ينسون أو يتناسون ما يقولون[email protected]