أغلب المصريين وأنا أحدهم يتمنون للرئيس محمد مرسي النجاح, فمهما تكن التحفظات علي علاقة جماعة الإخوان( وهي علاقة غمت ملامحها) بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية فإن انتخابه كان أفضل البدائل التي بدت مطروحة علي مصر بعد الثورة. والسبب في هذا الاستنتاج الذي أطرحه واثقا به أن تدمير القوي الثورية علي النحو الذي حدث خلال ولاية المجلس الأعلي للقوات المسلحة كان يمهد الطريق لاستبداد عسكري رأيته شديد الخطورة علي البلاد. لكن النجاح لابد أن يكون له تصور, فضلا عن أن له شروطا, وإلي الآن يبدو أن تصور الرئيس وحكومته للنجاح هو(1): إبعاد مسئولين وموظفين وتعيين آخرين في مناصبهم ووظائفهم.(2) جذب استثمارات من الخارج والحصول علي قروض أجنبية, وهذا التصور يبسط العبء الرئاسي الذي تقول أحوال البلاد إنه أكثر تعقيدا بكثير. فمصر تواجه عبء نظام سياسي, ونظام اقتصادي, ونظام اجتماعي, ونظام ثقافي, ونظام ديني, وهي أنظمة هدمها الرئيس السابق لتظل مصر بعد خرابها مملوكة له ولأسرته. وبناء كل نظام من تلك الأنظمة يتطلب حرصا سواء من ناحية رسم معالمه أو اختيار من يؤدون وظائفه, وربما نتسامح مع الرئيس في العام الأول من حكمه إذا بدت بعض اختياراته غير مناسبه, فلنعتبر ذلك العام فترة انتقالية داخل الفترة الرئاسية. وأقول ذلك بمناسبة تقرير نشرته صحيفة( صوت الأمة) يعج باتهامات بالفساد لأسرة مساعدة الرئيس الدكتورة باكينام الشرقاوي التي نسب لها رد علي الاتهامات رأيته كلاما لا يقنع, بل فيه لهجة الحزب الوطني الذي كان حاكما وإلي التفاصيل والتحليل غدا.