في2005/9/5 حدثت في بني سويف مأساة بكل المقاييس, هي التي أطلق عليها محرقة بني سويف, التي فقدت فيها مصر أكثر من خمسين موهبة فنية من النقاد والمخرجين وممثلي المسرح. وعامها لم يعاقب وزير الثقافة فاروق حسني أيامها المسئول الأول عن وضع هذه الكوكبة من المثقفين في قاعة صغيرة لا تصلح إلا جراجا ليشاهدوا عروض الثقافة الجماهيرية, فاحترقوا جميعا, وفي2012/9/5( هذا الشهر) حول فاروق حسني إلي محكمة الجنايات بتهمة أخري هي الكسب غير المشروع, التاريخ نفسه بعد سبع سنوات بالتمام, فكأنما ينتقم القدر بطريقته الخاصة لهؤلاء الشهداء الفرسان.. فسبحان الله. ** * يقام هذا الشهر مهرجان المسرح ال34 لهيئة قصور الثقافة, وهي العروض التي تم تصعيدها بين أكثر من مائتي عرض في البيوت والقصور والفرق القومية, ولأن الثقافة الجماهيرية ليس لها مسرح ثابت بالقاهرة فقد توزعت العروض علي عدة أماكن لا تليق بالعروض المسرحية وليس بينها مسرح واحد مجهز مما يفقد تلك العروض رونقها من جهة, ويقلل من عدد مشاهديها من الجهور, وأنا لأ عرف لماذا تحتقر وزارة الثقافة أو المسئولون عموما في الدولة هذا الجهاز المهم الذي يتولي مهمة تثقيف الشباب وجمهور الأقاليم بشكل عام. لقد كان هذا الجهاز( الذي له فروع في كل أقاليم مصر) يقوم بمهمته في بداية إنشائة, حيث لم يكن الروتين أو الكسل أو قل ما شئت عن المسئولين عنه قد وصلوا إلي أن تكون المسألة مجرد ملء خانات, أو مجرد إقامة ندوات ومهرجانات, فمثلا قدمت فرقة مسرح السامر, وهي الفرقة المركزية الأساسية( مكانها قاعة منف) قدمت ثلاثة عروض مسرحية تكلفت ما يقرب من نصف مليون جنيه, ولم يشاهدها أحد تقريبا, فلمن قدمت؟ ولماذا صرف هذا المبلغ؟ وهل هذا توجيه سليم؟ ومن المسئول؟ ** * إن الثورة في مصر تعني ثورة في جميع المجالات.. تعني أناسا متحمسين مؤمنين بما يقومون به.. حيث يفقد المخرج مثلا في هيئة قصور الثقافة معظم الوقت والجهد, بل والكرامة أيضا, إلي أن يوافقوا له علي الميزانية, التي هي هزيلة, مما يؤثر علي العرض, لذلك لا نندهش حين نعرف أن هذه الهيئة لم تفرخ فنانين لهم قيمة متميزة منذ سنوات عديدة, سواء في مجال التمثيل, أو الإخراج, أو النقد. ** * مطلوب أناس متحمسون مؤمنون بما يقومون به أولا, حتي تعود للفن قيمته وكرامته ورسالته الجميلة.