سمعت مثل الآخرين المهتمين والعاملين بالحقل السينمائي عن مهرجان( لقاء الصورة) الذي يرعاه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة, وعلمت بالمشاكل التي واكبت هذا المهرجان نظرا لوجود فيلم مشارك به لمخرجة إسرائيلية عملت لسنوات بالجيش الإسرائيلي كمونتيرة سينمائية. بالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام وبدأت عاصفة من الشجب والتنديد والمظاهرات والمزايدات وأيضا الوقفات الاحتجاجية المصحوبة بالظهور الإعلامي بالصحف والبرامج الليلية منها والصباحية!!,تابعت كل هذا باندهاش شديد ووجدت عفوا في اللفظ أن الجنازة حارة والميت كلب كما يقولو في بالأمثال الشعبية!! هذا بصدق شديد كان رأيي وأنا أتابع المشكلة عبر وسائل الإعلام المختلفة الي أن تلقيت اتصالا هاتفيا من الزميل المخرج والناقد السينمائي أحمد عاطف الذي كان أول من فجر الأزمة بانسحابه من لجنة تحكيم المهرجان الفرنسي, طلب مني عاطف أن يقيم قصر السينما الذي أشرف برئاسته مهرجانا بديلا متعهدا أن يأتي للقصر بكل الأفلام المصرية التي انسحبت من المهرجان والبالغ عددها ثمانية عشر فيلما لأكثر من جهة إنتاج, جلسنا ودرسنا وتناقشنا وحضر معنا المخرج مسعد فودة نقيب المهن السينمائية الذي تعاطف وتضامن مع صناع الأفلام المنسحبة بدوره كنقيب وخرجنا من مناقشتنا الطويلة إلي أن قصر السينما سيقوم بعمل المهرجان البديل تحت اسم الصورة الحرة وذلك بمباركة الوزير الفنان فاروق حسني وتحت رعاية الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأنا أعتقد وأصدق أن مباركة السيد الوزير ورعاية الدكتور مجاهد لم تأتيا من فراغ وإنما جاءتا من أجل ترسيخ قيمة رفيعة تكمن في الانتصار للسينما نفسها ولصناعها بعيدا عن الأجواء السياسية والدبلوماسية التي لاتعد من ضمن دورنا بل دورنا الحقيقي هو إتاحة الفرصة لشباب السينما وتعويضهم عن انسحابهم من مهرجان المركز الفرنسي بالقاهرة الذي أكن له كل الاحترام والذي له مطلق الحرية في اختيار الصبغة التي تروق له في مهرجان يحمل اسمه كما هو الحال عندنا أيضا حيث إنه من حقنا إتاحة الفرصة لأبنائنا بوطنهم للتنافس والتنفس في مهرجان يشعرون من خلاله بالراحة والفرحة والانتماء..فكان مهرجان( الصورة الحرة) من11 إلي15 أبريل2010 وأخيرا كل الشكر والاحترام للفنان فاروق حسني..