داخل محافظة القليوبية وبالتحديد مدينة شبين القناطر, عزبة يطلق عليها عزبة اليمن يعيش بها13 ألف نسمة داخل منازل عشوائية ووسط برك الصرف الصحي التي ملأت شوارعها وأغرقت أراضيها الزراعية, كذلك تلال القمامة ومخلفات المباني التي اصطفت علي جوانبها والبعوض الذي يلازم أهالي المنطقة أينما ذهبوا والانقطاع الدائم لمياه الشرب والكهرباء. في البداية تقول أمل محمد الشحات أم لثلاثة أولاد ومن قاطني عزبة اليمن, ان أهم ما يعاني منه أهالي العزبة هو الصرف الصحي وأنه برغم تركيب شبكة صرف منذ عامين, إلا أن المعاناة ازدادت سوءا, فبعدما كانت المشكلة تنحصر داخل المنازل فقد طالت الطرق العمومية مما يهددها بالانهيار, بالاضافة الي تبديد المحاصيل الزراعية بعدما امتلأت الأراضي بمياه الصرف المالحة وأصبحت غير صالحة للزراعة, ويضيف كامل بليل الورد مزارع أنه استأجر قطعة أرض حتي تكون مصدر رزق يستطيع من خلاله سد المطالب المعيشية لأسرته وبعدما قام بزراعتها بمحصول الذرة, فوجئ منذ عدة أيام بغرق المحصول في مياه الصرف الصحي وضاع قوته وأمواله بسبب اعطال واخطاء تسببت فيها شركة مياه الشرب والصرف الصحي عند ادخال خطوط الصرف للعزبة, والآن يدفع ثمنها المزارعون الغلابة والأهالي, مشيرا الي أنه عندما اشتغاث بعمال الشركة وقاموا بمعاينة المكان ثم ذهبوا دون أن يفعلوا شيئا. ولم تنته معاناة العزبة الي هذا الحد, فعندما تتجول بشوارعها الضيقة تنغمس قدماك في مياه الصرف الصحي وتعرجات الطرق المتكسرة وتلال القمامة ومخلفات المباني المنتشرة علي جوانبها والباعوض الذي ينهش في أجساد الأهالي بسبب اهمال المسئولين بمجلس المدينة, فيقول رزق محمد مزارع أنه لا يوجد صندوق قمامة واحد بالعزبة كلها وأ عربات جمع القمامة لم تدخل العزبة منذ فترات طويلة مما دفع الأهالي الي إلقاء القمامة علي جانب الطريق وعندما يطلبون من عربات القمامة أن تأتي ترفض الدخول بحجة ضيق الشوارع الجانبية, علي الرغم من أنهم يدفعون رسوم النظافة حتي الآن مما تسبب في انتشار الأمراض, ويقول إن عربات رش البعوض والآفات لم تعد تدخل العزبة منذ عشر سنوات, بالإضافة الي انتشار الفئران, ويضيف أن العزبة تعاني من مشاكل أخري وهي قلة أعمدة الإنارة وانتشار حوادث السرقة والتحرش والخطف, خاصة خلال أحداث الانفلات الأمني. وتكشف صفاء أبوالسعود عبدالعزيز أم لطفلين مصابين بأنيميا البحر المتوسط ومن سكان العزبة, عن اهمال مستشفيات ومكتب التأمين الصحي بمدينة شبين القناطر, حيث أن طفليها يحتاجان الي نقل دم كل15 يوما وأنه علي الرغم من حصولها علي قرار علاج علي نفقة الدولة منذ عامين إلا أنها تقوم بدفع مصاريف التحاليل والأشعة وغسل الدم والعلاج علي حسابها الشخصي. وفي اتصال مع طه رشدي نائب رئيس مجلس مدينة شبين القناطر ومواجهته بشكاوي أهالي عزبة اليمن, قال إن مياه الشرب والصرف الصحي أصبح لهما شركة خاصة منفصلة عن مجلس المدينة منذ شهر يوليو الماضي, وان مهمتهم الآن تنحصر في الاشراف الكامل عليها واستقبال شكاوي المواطنين, أما عن مشكلة القمامة ومخلفات البناء والقمامة ووصلت كمية القمامة التي يتم رفعها يوميا من المدينة بأكملها120 طن, لافتا الي سرقة صناديق القمامة مما يعبر عن أزمة أخلاقية تسببت في تفاقم المشكلة بالاضافة الي الاستخدام السئ للصناديق والقاء القمامة حولها وليس داخل الصندوق, بخلاف سوء استخدام الصرف الصحي والقاء مخلفات لا تتحملها الشبكة مما يؤدي الي انفجار الخطوط والتسبب في أعطال, مضيفا أنهم يقومون بتحرير محاضر مخالفات لعربات نقل تقوم بإلقاء القمامة بالطرق العمومية وتغريمها بقرار من محافظ القليوبية مبلغ وقده7 آلاف جنيه, وفيما يخص عربات رش الباعوض والتي لم تدخل المدينة ككل بشهادة الأهالي, يقول إن هناك وحدة ملاريا داخل مجلس المدينة وهناك مسئول عنها وأي مخالفات أو تقصي يكون من جانبه ولا علاقة له بها, حيث انه يقوم بصرف السولار لعربة الرش والأجهزة شهريا وبرغم ذلك يشتكي المواطنون من عدم وجودها! وعندما سألته عن أسباب الانقطاع الدائم للمياه والكهرباء بشهادة أهالي العزبة وبعض أهالي مدينة شبين القناطر رد قائلا كذابين! في نهاية جولتنا نتمني أن تكون عزبة اليمن وغيرها من المناطق النائية البعيدة عن الأضواء في اعتبار المسئولين.