أكثر من30 عاما علي اتفاقيات السلام ظل خلالها الشعب المصري بأغلبيته الساحقة رافضا لتلك المعاهدة المجحفة وظل رجل الشارع العادي شديد الحزن والكراهية للسيادة المنقوصة لمصرنا علي أرض سيناء. وبعد ثورة25 يناير المجيدة لم يكن أحد يتوقع أن تكون تصريحات حكومة أول رئيس منتخب تؤكد الإبقاء علي المعاهدات دون تبديل أو تعديل أو حتي إلغاء رغم السخط الشعبي الذي بدا واضحا أمام السفارة الإسرائيلية, وكذلك بعد حادث سيناء. الأهرام المسائي تستطلع رأي بعض المصريين حول تصريحات حكومة قنديل عن التزام مصر بالمعاهدات مع إسرائيل عبر السطور التالية: البداية كانت مع أحمد عبدالجواد طالب بكلية الإعلام والذي قال: إن هشام قنديل وحكومته يقفون علي باب صندوق النقد الدولي للحصول علي قرض, وبالتالي لابد وأن تكون تصريحاتهم بهذا الشكل لضمان مرور القرض. وأضاف أحمد: أن المصالح مع أمريكا لن تسمح بأن يتم إلغاء المعاهدة. أما هبة صلاح فقالت: إن تلك التصريحات ما هي إلا استمرار لنظام مبارك والسادات اللذين اعتبرا أن إسرائيل يمكن أن تصبح حليفا سياسيا طبيعيا مثل أي حليف آخر, وهو ما يتناقض مع موقف الشعب المصري. وأضافت هبة أن هذا هو مطلب الجماهير والقوي الوطنية جميعها, وكانت من بينها جماعة الإخوان والتيار الديني قبل وصولهم للسلطة, وكانت آخر المظاهرات في أحداث السفارة الإسرائيلية التي كانوا ضمن المشاركين فيها بقوة وقت انزال العلم الإسرائيلي ورفض وجود السفير الإسرائيلي. وأضافت هبة: أن معاهدة كامب ديفيد لا يمكن الاستمرار فيها كما هي لأن مدة صلاحيتها قد انتهت كما نقول بالعامية وطرأت تغييرات عديدة في البلدين ولابد من إعادة النظر في جميع الأحوال. أما محمد علاء فقال: مازالت سلطة كامب ديفيد تلزم البلاد بنفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات الانفتاح والخصخصة التي دمرت الوطن وأفقرت المواطن فشعار الشعب يريد إسقاط بقايا النظام الآن هو شعار وطني قبل أن يكون ثوريا فيجب إسقاط سلطة كامب ديفيد وإنهاء التبعية لأمريكا والانتباه إلي خطورة اتفافية كامب ديفيد بوضعها الحالي علي الوطن خصوصا بعد أحداث رفح الأخيرة وأهمية زيادة قوات الجيش وفرض سيطرتنا وتأمين كامل الحدود المصرية. ونقول للرئيس محمد مرسي, والدكتور هشام قنديل اسقطوا كامب ديفيد قبل أن تسقط مصر, خصوصا أن إلغاء الاتفاقية أصبح مطلبا شعبيا وثوريا أيضا. أما إسلام أنور فقال إن تلك التصريحات أمر طبيعي, وأحاديث الإخوان مع المسئولين الأمريكيين أكدت التزام الإخوان كفصيل سياسي بالمعاهدات. وقالت هادية خليل صيدلانية بغضب هذا التصريح ليس ببعيد عن وزارة جماعة الإخوان وهو المتوقع. وقال حسن عبدالبر: أنا من الأساس رافض لمعاهدة كامب ديفيد التي تجعل من سيناء كأنها أرض إسرائيلية وليست مصرية, فكيف لأرض داخل الحدود المصرية لا يمكننا حمل السلاح فيها, وأرفض عندما يحلو لنا أن نبحث مع أي دولة سبل التعاون يجب أولا أن نطمئن إسرائيل. أما أحمد مجدي فقال: أنا أري أن هذه الحملة الهدف منها ليس الشارع المصري, ولكن طمأنة أمريكا وإسرائيل: إن الهدف من هذه التصريحات في هذا الوقت هو تطمين صندوق النقد الدولي الذي تتحكم فيه بشكل كبيرأمريكا مشيرا إلي أن اتفاقية كامب ديفيد مجحفة جدا وأنها علي الأقل واجبة التعديل كي تستطيع مصر أن تبسط سيادتها علي سيناء. وأكدت مواطنة مصرية هكذا فضلت تعريف نفسها أن المعاهدة كانت خطأ كبيرا ولم يستفد منها المصريون بأي شيء مثلما استفاد منها الإسرائيليون أو أصحاب المصالح من الكبار في مصر علي حد قولها مضيفة أن كل ما تم في هذا الشأن كان شغل سياسة ومسرحيات كانوا يتبادلون أدوار البطولة فيما بينهم أمام الشعب المصري. وعن الحال بعد مرور كل هذه السنوات علي المعاهدة قالت: لازم نشوف مصلحة بلدنا قبل أي شيء وعندما نكون دولة قوية سوف نستطيع تحقيق السلام اللي عايزينه مش اللي مغصوبين عليه. محمد عبدالجواد بكالوريوس تجارة قال: نحن كشباب نأخذ التاريخ من روايات متضاربة لا نعلم الصحيح فيها من الخاطئ وسواء كان السادات محقا أو لا فهو كان لا يستمع لرأي المخالفين, فالتاريخ معتم عليه ولا نعلم حقيقة الظروف والأوضاع الداخلية والخارجية وقتها وأري أن الموافقين حاليا علي المعاهدة هم من استفادوا منها مثل رجال الأعمال خاصة أصحاب مصانع النسيج بعد اتفاقية الكويز. وأضاف أنه مهما مر من سنوات فلن تكون هناك علاقة طبيعية بيننا وبينهم إلا بعد استرداد جميع الحقوق العربية وفي مقدمتها المسجد الأقصي ليكون وقتها السلام سلام الند للند وليس سلاما علي مضض كما هو حادث حاليا, وأكد محمد أن تصريحات حكومة قنديل بإبقائها علي المعاهدات والاتفاقيات مع إسرائيل لا تعبر علي الإطلاق عن رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب المصري. أما إيمان عثمان طالبة فقالت أرفض الإسرائيليين, ومهما حدث فلن يكون هناك سلام مع الذين احتلوا أرضنا سواء المصرية أو العربية, وأري أن الدبلوماسية فقط هي التي دفعت الحكومة المصرية إلي مثل هذه التصريحات, لكن هذا لا يعبر علي الإطلاق عن رغبة الشعب المصري. ويضيف شوقي إسماعيل موظف أن المعاهدة وقتها كانت صحيحة لأنها دعمت عملية السلام, واستفادت منها مصر بأن ظهرت أمام المجتمع الدولي دولة سلام وليست دولة حرب, مؤكدا أن هناك ثأرا قديما بيننا وبينهم ورغم الاتفاقية والسلام فالتعامل سيظل كما يريده المصريون علي طريقة لا ضرر ولا ضرار وأن هناك من يري أن التطبيع أفضل والحروب لا يأتي من ورائها سوي الدمار.