مأساة إنسانية تعيشها عشرات الأسر والآباء والأمهات من أبناء الفيوم, فهم في كابوس مزعج لا يستيقظون منه أبدا, فهم محرومون من أبنائهم المعتقلين في عدد من سجون السعودية, دون أن يعرفوا تهمة محددة لهم. وطالبوا وزارة الخارجية بضرورة التدخل للدفاع عن المقهورين والمسجونين من أبناء مصر في سجون بعض الدول العربية الشقيقة. هؤلاء الشباب تكبدوا العناء في اقتراض المال ليسافروا إلي السعودية, سعيا وراء الرزق الحلال, وفرصة عمل تحسن من مستوي أسرتهم الاقتصادي, فهناك من يسافر ليعول أسرته الفقيرة بعد أن ضاقت به سبل العيش في بلد انتشرت فيه البطالة والفساد والمحسوبية, وهناك من حمل حقيبته علي ظهره بعد أن وعد عروسه أن يسافر لاستكمال ما تبقي من عش الزوجية ليتمتعا بمستقبل أفضل. وهناك من ترك والدته تنتظر ما يرسله لها كل شهر لتنفق منه علي دوائها, وهذا قد ودع زوجته الحامل وهو لا يدري أنه لن يري هذا الجنين بعد أن مرت علي ولادته سبع سنوات, وتكرر المآسي لعشرات الأسر المعتقل ذووهم في السعودية دون توافر المعلومات اللازمة عن ظروف اعتقالهم والتهم الموجهه اليهم. وقد تبني حزب النور مبادرة لمساعدة أهالي المعتقلين, ومقابلة المسئولين للوصول إلي حلول جذرية لتلك المعاناة, وقد تبني الحزب بالتعاون مع نقابة الصحفيين إقامة مؤتمر منذ عدة أسابيع لعرض تلك المشكلة إعلاميا حتي يتم حلها. وقالت أم مصطفي: أنا والدة المعتقل مصطفي أحمد البرادعي يجواز سفر رقم(A01074264), ابني سافر الي السعودية وهو عنده20 سنة لان والده توفي, وقرر ان يترك دراسته لاعالتي فسافر الي السعودية وبعد ستة أشهر من عدم اتصاله بي أو معرفة أي أخبار عنه علمت أنه تم اعتقاله دون أي تهمة وجهت إليه إلي الآن. أضافت الأم والدموع تمنع صوتها من الخروج, أنا ابني متبهدل ومنهار, فقد الأمل في خروجه للدنيا مرة ثانية, ابني مرمي تحت الأرض من غير تهمة ولا قضية ولا محاكمة. وتناشد أم مصطفي, الدكتور هشام قنديل, رئيس الوزراء, أن يرحم شابا ويرجعه للدنيا, شاب تحت الأرض لا حول له ولاقوة, وأضافت أننا في الخارجية بنتعامل أسوأ معاملة. وأكد عشماوي, والد المعتقل يوسف عشماوي أنا ابني المهندس يوسف عشماوي تخرج من كلية الحاسب الآلي بتقدير جيد جدا وحصل علي كورسات, وبدأ يعمل في مصر ثم طلب ان يكمل دراسته فخفت عليه يسافر الهند أو أمريكا فرفضنا وكانت السعودية من البلاد التي طلبته لاستكمال دراسته وعمله في مؤسسة تقنية بالرياض, وافقنا وسافر للسعودية من اكتوير2007 عمل كمطور برامج حاسب آلي لمدة عشرة أشهر برقم إقامة(2244977845), وكان يعمل بمنتهي الإخلاص والجد وفجأة يوم24 أغسطس2008 اختفي وانقطعت أخباره واتصالاته بنا. ويضيف: بدأنا نتصل لنجد إجابات مبهمة بعدم علم أي أحد عما حدث له, إلي أن علمنا بأنه تم اعتقاله وظل في سجن المباحث العامة لمدة أربعة شهور تحت الأرض, وتحركت عدة آلات إعلامية من جرائد وتليفزيون فقد ذهبت الي كل المسئولين في مصر لتصعيد قضية ابني لدرجة أنني قمت برفع قضية علي الرئيس المخلوع وعلي تقاعس الخارجية في عملهم وإهمالهم للمصريين بالخارج. ويستكمل عشماوي الحديث أنه طالب بإقالة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية في وقتها والسفراء والقناصل المصريين بالسعودية ورغم كل هذا الضغط لم يحرك المسئولون المصريون للدفاع عن كرامة مصر والمصريين. وأضاف أننا قمنا بالعديد من وقفات احتجاجية أمام السفارة السعودية, وكانت نتيجتها أن السلطات السعودية قامت بحبس يوسف حبسا انفراديا ستة أشهر, ودفعوه للاتصال بي تحت ضغط منهم أن يبلغني بأنه تحت الحبس الانفرادي نتيجة لعدم استسلامي وضغوطهم علي ابني وبسؤال السفير السعودي في احد برامج التليفريونية هل يضمن أن يوسف عشماوي حي يرزق فكان رده أنا لا أضمن وتقول أن حذيفة: أنا زوجي المعتقل خالد محمد موسي عمر رقم جواز سفره(256019), ذهب للسعودية للعمل في مكتب للحج والعمرة بالرياض, وبعد إقامته في المملكة12 سنة تم إلقاء القبض عليه دون أن توجه إليه أي تهمة وبعد سنة من اعتقاله علمنا بالأمر والي الآن زوجي أمضي ما يقرب من8 سنوات في معتقل تحت الأرض لا يعرف حتي سبب وجوده فيه. وتتساءل: هل هذه السنوات تحسب من عمري وعمر زوجي وعمر أطفالي, فأنا أم لخمسة أطفال لا عائل لنا, منذ8 سنوات. وقالت أم هارون: إنا والدة المعتقل مصعب محمد الديب صابر ووالده محمد الديب المعتقلين منذ ست سنوات ونصف السنة كل منهما في حبس انفرادي لا يريان بعضهما البعض ذهبت للخارجية العديد من المرات وكتبت عشرات الطلبات لم أجد أي استجابة أنا أم لثلاثة أطفال في مراحل عمرية مختلفة هم عيسي وموسي وهارون, لا عائل لنا سوي زوجي وابني المعتقلين بدون تهمة الي الآن, وأنا أعاني منذ سنوات برغم حالتي الصحية السيئة فإلي متي سيدوم اعتقال زوجي وابني ونظل أسرة مهشمة اذا اشتد علي المرض ما مصير أطفالي الثلاثة. قالت أم أحمد: والدة أحمد محمد السعيد حسن رقم إقامته(2220067439), أن والده توفي وهو في سن12 سنة وهو عائلي الوحيد ومتزوج ولديه4 أطفال, وكل اللي عوزاه اني أشوف ابني أنا محتجاله لاني مريضة ولا حد بيسمعنا ولا حد بيرد علينا, وتشير إلي أن آخر مكالمة بينهما كان صوته يدل علي حالته الصحية السيئة, بعد أن عمل إضرابا10 أيام عن الأكل لأنهم وعدوه بالخروج و متصلش بيا من ساعتها. وقال منصور: أنا أخ المعتقل أحمد محمد هلال رقم اقامته2093786354 أخويا مدير بالأزهر وأمام وخطيب تم اعتقاله منذ3 سنوات لم يتصل بنا إلا4 مرات فقط وذلك بعد الحاحي علي الخارجية بطلبات مفادها ان والدته تريد سماع صوته لأنها بين الحياة والموت. ويستكمل حديثه بصوت خافت حزين كل ما نتمناه أن نراه إحنا مش عارفين نعيش حياتنا الطبيعية لا عارفين نشتغل ولا عارفين نوصل لأي معلومات عن أخونا فين العدل. ويؤكد محمد بخيت, مسئول اللجنة الإعلامية بحزب النور بالفيوم, أن الحزب صاحب المبادرة لتولي هذه القضية والعمل علي حلها لإنهاء معاناة تلك الأسر التي تسبب اعتقال ابنائهم وأزواجهم في سوء ظروفهم الاقتصادية والمادية, كما أن العديد منهم أصيب بالعديد من الامراض حزنا علي أبنائهم وذويهم. أضاف أن ما يؤيد تهمة الإهمال علي الخارجية المصرية أن هناك بعض الحالات قد تجاوز اعتقالها العشر سنوات بلا تهمة أو محاكمة ورغم ذلك لم تتحرك الخارجية ولم تتدخل للإفراج عنهم.