العربية لحقوق الإنسان: البعثة الدولية للمنظمة ستتابع المرحلة الثانية من انتخابات النواب في 20 لجنة عامة ب8 محافظات    وزير الإسكان ومحافظ الفيوم يتفقدان توسعات محطة معالجة "كحك" بمركز يوسف الصديق    مشروع البتلو| طفرة في إنتاج مصر من اللحوم والألبان.. نائب وزير الزراعة: مشروع البتلو وفر فرص العمل للشباب الخريجين.. الصياد: المشروع يمول شراء الماشية والتغذية ويقدم الإشراف البيطري المستمر    معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف نحو مستقبل مستدام    صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي    غزة والسودان والاستثمارات.. تفاصيل مباحثات وزير الخارجية ونظيره النيجيري    الأهلي ينعي نبيل خشبة أمين صندوق اتحاد كرة اليد    سلوت: تحميل صلاح مسؤولية الخسارة أمام مانشستر سيتي «ليس عدلا»    الإعدام شنقا لصاحب محل أحذية قتل صديقه وألقى جثته داخل مصرف بالشرقية    الصحة: الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر مستقر تماما.. ولقاح الإنفلونزا متوفر بالوحدات الصحية    كيف تحمي الأغذية الصحية الدماغ وتؤخر الأمراض المزمنة في الشيخوخة؟.. دراسة تجيب    «من تركيا للسويد نفس الشبكة ونفس النهب».. فضيحة مالية تضرب شبكة مدارس تابعة لجماعة الإخوان    شهيد في غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان    "رويترز" عن مسؤول أوكراني: أوكرانيا ستبدأ مشاورات مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين بشأن إنهاء الحرب    وزيرة التخطيط تشهد الحفل الختامي لجوائز مصر لريادة الأعمال    يخدم 950 ألف نسمة.. وزير الإسكان يوجه بالإسراع في تنفيذ مجمع محطات مياه بالفيوم    مؤتمر عبد الرؤوف: هذا ترتيب حراس الزمالك.. وشيكو بانزا أرسل شهادة وفاة أخيه    يلا شووووت بث مباشر YouTube... مشاهدة مباراة الهلال والفتح في دوري روشن السعودي | شاهد البث دون تقطيع أو تشفير    بث مباشر.. الهلال والفتح.. مواجهة نارية تحمل تاريخًا طويلًا وهيمنة زرقاء مستمرة في دوري روشن    لاعب الاتحاد السكندري: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك    الإحصاء: 10.6% ارتفاعا في حجم الصادرات المصرية إلى مجموعة دول العشرين خلال 9 أشهر    حبس المتهمين بالاعتداء على أطفال المدرسة الدولية بالسلام 4 أيام على ذمة التحقيقات    أبرز 6 مواصفات للسيارة الحضارية بديل «التوك توك» في الجيزة    وزير الثقافة يختتم فعاليات الدورة ال46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي    تحضيرات خاصة لمسلسل "أنا وهو وهم" قبل تصويره لموسم رمضان 2026    نسرين طافش وأحمد صلاح حسني بطلا مسلسل أنا وهو وهم في رمضان 2026    موعد عرض الحلقة الرابعة من برنامج دولة التلاوة على قنوات المتحدة    الحكم على مها الصغير في قضية سرقة اللوحات 27 ديسمبر    مايان السيد: "عانيت من الخوف سنين ومعنديش مانع أتابع مع طبيب نفسي"    الإفتاء يوضح حكم التأمين على الحياة    سفير مصر بنيوزيلندا: ثاني أيام التصويت شهد حضور أسر كاملة للإدلاء بأصواتها    كيف نحمي أطفالنا في المدارس؟.. خبيرة تربوية ونفسية تجيب | فيديو    الرعاية الصحية: الوعي أساس إنقاذ الحياة.. وبرنامج ترشيد المضادات مشروع وطني استراتيجي    سعر اليوان الصيني أمام الجنيه في البنك المركزي المصري (تحديث لحظي)    آخر تطورات سعر الين الياباني أمام الجنيه في البنك المركزي    الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدتين جديدتين في زابوروجيه ودونيتسك    لحجاج الجمعيات الأهلية .. أسعار برامج الحج لموسم 1447ه – 2026 لكل المستويات    إصابة 28 عاملا وعاملة فى حادث انقلاب سيارة بمركز سمسطا ببني سويف    فريق قادرون باختلاف يتألق على مسرح وزارة الشباب والرياضة في أسيوط    الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري    بالأسماء.. إصابة 4 أشخاص إثر انقلاب تروسيكل بالبحيرة    عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية    دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع    مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    انتخابات مجلس النواب بالخارج، التنسيقية ترصد انطلاق التصويت في 18 دولة باليوم الثاني    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    ليلة فرحها.. جنازة مهيبة لعروس المنوفية بعد وفاتها داخل سيارة الزفاف    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏6‏ مليارات دولار أرباح أندية القارة الشقراء بفضل الاستثمارات العربية

صدق أو لا تصدق‏,‏ رغم كل ما يقال عن تداعيات الأزمة المالية العالمية بالنسبة لاقتصاديات المنطقة العربية والشعوب العربية عامة‏,‏ ورغم كل مايقال عن حتمية عودة الاستثمارات العربية.
التي تصل قيمتها إلي أربعة عشر تريليون دولار وفق تقديرات اتحاد رجال الاعمال العرب‏..‏ رغم كل هذا فان جانبا لافتا من الأموال العربية في الخارج لا يستثمر في قطاعات صناعية أو زراعية أو حتي في المضاربة في الأسهم والسندات أو الذهب وإنما في أندية كرة قدم عالمية كبري‏,‏ يأتي ذلك فيما العالم العربي مازال يشكل واحدا من أكبر معاقل الفقر والجهل والمرض والجوع في العالم‏.‏
كرة القدم الأوروبية
فقد أفاد تقرير أعدته مجموعة الأعمال الرياضية العاملة لحساب مؤسسة ديلويت المحاسبية العالمية أن استثمارات صناديق الثروات السيادية وغيرها من الصناديق الاستثمارية الخاصة بدول في منطقة الشرق الأوسط في أندية كرة القدم الأوروبية أسفرت عن تحقيق هذه الأندية لمستويات قياسية‏,‏ من العائدات‏.‏ وقد أكد التقرير السنوي للمؤسسة ارتفاع مجموع عائدات أهم‏20‏ نادي كرة قدم بنسبة‏3%‏ سنويا خلال موسم‏2011/2010,‏ لتتخطي هذه العائدات عتبة الستة مليارات دولار وذلك بفضل عوامل عديدة في مقدمتها الاستثمارات العربية‏.‏
ومن بين النوادي العشرين المدرجة في التقرير المالي الذي اعدته مؤسسة ديليوت‏,‏ فإن خمسة أندية قد استفادت من اتفاقات رعاية قميص الفريق التي أبرمت مع مؤسسات وشركات في الشرق الأوسط‏.‏ ومن بين هذه الأندية نادي فريق برشلونة‏,‏ حيث أن صفقة الرعاية التجارية المبرمة بين نادي برشلونة ومؤسسة قطر‏,‏ والتي تقضي بأن يحمل قميص النادي اسم المؤسسة وهي الأولي في تاريخ هذا النادي وقد بلغت قيمتها‏40‏ مليون دولار في الموسم الواحد‏.‏ وساهمت هذه الصفقة في نمو إيرادات النادي بنسبة‏13%‏ خلال موسم‏2011/2010‏ لتتجاوز عتبة ال‏650‏ مليون دولار للمرة الأولي‏,‏ مما يقلص الفارق مع نادي ريال مدريد الذي حافظ علي صدارته في تقرير ديلويت المالي لإيرادات أندية كرة القدم للموسم السابع علي التوالي‏.‏
وفي تعليق له في بداية موسم كرة القدم‏2013/2012‏ في أوروبا‏,‏ وقال دان جونز‏,‏ الشريك المسئول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت في هذا الصدد يبرهن النمو المستمر الذي سجلته عائدات الأندية العشرين الكبري في عالم كرة القدم صلابة هذه الأندية‏,‏ لا سيما في الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة‏.‏
اتفاق مانشستر
وسيساهم اتفاق مانشستر سيتي بشأن حقوق التسمية لمدة عشر سنوات مع طيران الإمارات‏,‏ والمقدرة قيمته نحو‏600‏ مليون دولار‏,‏ في رفع مكانة هذا الفريق باضطراد في التقارير المالية للسنوات المقبلة‏.‏
ويستطرد جونز قائلا من غير المفاجئ أن نري مؤسسات وشركات الشرق الأوسط‏,‏ التي تسعي الي ترويج اسمها علي المستوي العالمي‏,‏ تتجه اكثر فأكثر الي اختيار كرة القدم كوسيلة لتحقيق هذا الامر‏.‏ فالشعبية العالمية لكرة القدم‏,‏ والشغف الكبير بها توفر فرصة هائلة للقيام بذلك‏,‏ وخصوصا في البطولات الأوروبية الكبري لناحية العرض الواسع للماركات والمنتجات‏.‏ ومع نضال الاقتصاديات الأوروبية للصمود في مواجهة ضغوط الركود الاقتصادي‏,‏ والتي قد تطرح تحديات محلية تواجه المساعي الرامية الي تأمين الرعاية والاستثمار‏,‏ تبرز شهية الأندية الأوروبية والشركات الشرق أوسطية علي حد سواء لبناء شراكات جديدة‏.‏
وقد سلط موسم‏2012/2011‏ الضوء علي تأثير الاستثمارات الشرق أوسطية علي أندية كرة القدم الأوروبية‏,‏ مع المنافسة الشرسة علي لقب الدوري في كل من بريطانيا وفرنسا من قبل أندية برعاية شرق أوسطية‏.‏ ففي الدوري الفرنسي‏,‏ كاد باريس سان جرمان‏,‏ المملوك من هيئة الاستثمار القطرية‏,‏ أن ينجح في انتزاع اللقب من مونبيلييه‏.‏
أما الدوري الإنجليزي‏,‏ فقد شهد يوما دراماتيكيا في البطولة‏,‏ حيث نجح مانشستر سيتي‏,‏ الذي يملكه الشيخ منصور من الإمارات العربية المتحدة‏,‏ في انتزاع لقب الدوري لأول مرة منذ عام‏1968,‏ من أمام غريمهم التقليدي وجارهم مانشستر يونايتد‏,‏ بفارق الأهداف‏.‏
أسواق اللاعبين
وفي حين تركزت أهم استثمارات المالكين الشرق أوسطيين في السنوات الأخيرة في سوق انتقالات اللاعبين مع انفاق مانشستر سيتي أكثر من‏700‏ مليون دولار كرسوم الانتقالات منذ شرائه من قبل الشيخ منصور‏,‏ ومع تصدر باريس سان جرمان لائحة الانفاق لهذا الصيف حتي الآن‏,‏ إلا أن هناك استثمارات كبيرة توظف أيضا في البني التحتية والمرافق المادية في مانشستر‏,‏ بالاضافة الي مخططات لبناء استاد في باريس‏.‏
ولم يتوقف الاهتمام بكرة القدم الأوروبية عند مالكي الأندية ورعاتها فحسب‏,‏ فقد وسعت قناة الجزيرة أخيرا باقة حقوق النقل التي تلمكها لتشمل المزيد من الحقوق في كرة القدم الأوروبية‏.‏
وقد أشار مارك روبرتس‏,‏ المدير المسئول في مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت يشهد الإقبال علي كرة القدم في أوروبا ارتفاعا متزايدا‏,‏ واحدث الأمثلة علي ذلك شراء عائلة الحساوي نادي نوتنجهام فوريست‏.‏ ومع استضافة الشرق الأوسط لأول بطولة كأس العالم في كرة القدم خلال العام‏2022,‏ نتوقع أن نشهد المزيد من الاستثمارات الشرق أوسطية في أندية كرة القدم وبطولاتها ومرافقها المحلية بالإضافة إلي الاستثمار المتواصل في كرة القدم الأوروبية‏.‏
لمسات سحرية
قد يكون من قبيل المفارقة ان عجزت بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة عن أن تقدم إجابة قاطعة علي هكذا تساؤل‏..‏ ولكن كيف؟
ففي أوكرانيا تغنت الحكومة آلاء الليل وأطراف النهار بالمكاسب الاقتصادية التي ستحققها الدولة من وراء استضافتها لنصف فعاليات هذه البطولة المشهودة‏.‏
فمن المتوقع حسب التقديرات الرسمية ان تدر تلك البطولة علي قطاع السياحة المحلي عائدات قد تصل قيمتها إلي مليار ونصف المليار دولار‏.‏
كما أنه من المتوقع رسميا أيضا ان ينمو هذا القطاع الاقتصادي الحيوي بنسبة عشرين في المائة تقريبا وفي بولندا التي استضافت النصف الثاني من البطولة فان الدولة تتوقع مكاسب قد تصل قيمتها المباشرة إلي مائتي مليون دولار‏.‏
لكن في المقابل هناك وجهة نظر أخري تبدو صادمة تحذر من أن الدولتين المستضيفتين لهذه البطولة قد لا تحققان اي مكاسب اقتصادية تذكر بل علي العكس من ذلك قد تتكبدان خسائر تتراوح قيمتها بين سبعة وثمانية مليارات دولار‏.‏
فقد انفقت اوكرانيا علي مرافق هذه البطولة ثلاثة عشر مليار دولار وهو ما يعادل قيمة الديون المستحقة علي الدولة الأوكرانية‏.‏
ومن المستبعد ان تعوض البلاد هذه المبلغ الطائل بعدم فاعلية الحملة الدعائية لبطولة كأس أوروبا‏..‏ أو هكذا يقول الفريق المتشائم‏.‏
أما بولندا فقد أنفقت عشرين مليار دولار علي منشآتها‏,‏ ومع ذلك فانه إذا حتي حققت مبلغ مائتي مليون دولار حسبما يقال فان الجزء الأكبر من هذا الربح ذهب علي الأرجح إلي جيوب الاتحادين الوطني والأوروبي لكرة القدم‏.‏
أكثر من ذلك يقول لنا التاريخ ان اليابان التي استضافت كأس العالم في عام ألفين واثنين عجزت عن تعويض المبالغ الطائلة التي انفقتها علي البطولة لأن كلفة صيانة الملاعب الرياضية الجديدة تصل الي ستة ملايين دولار سنويا‏.‏
كما سيذكر التاريخ ايضا ان بداية انهيار الاقتصاد اليوناني كانت في تنظيم البلاد لدورة الالعاب الأوليمبية في عام ألفين وأربعة إذ انفق اليونانيون احد عشر مليار دولار علي هذه الاوليمبياد ولم تحقق سوي ملياري دولار‏.‏
هذا كله دفع الي الاعتقاد بانه اذا ارادت أي دولة تحقيق مكاسب من تنظيم بطولة رياضية فان العبرة ليست فقط بشهرة البطولة او بالاموال التي ستنفق عليها‏,‏ وإنما العبرة كل العبرة بوضع استراتيجية شاملة تضمن تحقيق عائد اقتصادي وسياسي واجتماعي وانساني علي استثماراتها في هذه النوعية من البطولات‏.‏
الاستثمارات العربية من الخارج
ولكن ماذا عن دالاستثمارات العربية في الخارج؟
قدر اتحاد رجال الأعمال العرب‏,‏ حجم الإستثمارات العربية في الخارج بنحو‏14‏ تريليون دولار‏.‏
وأوضح الاتحاد أنه في الوقت الذي يتزايد فيه حجم الاستثمارات العربية في الخارج فان الرصيد التراكمي للاستثمارات العربية البينية خلال السنوات الثماني الماضية لم يتعد‏30‏ مليار دولار يضاف إليها حصة البلدان العربية في الاستثمارات الأجنبية بالوطن العربي والتي لم تتعد هي الأخري نسبة‏3%‏ من إجمالي التدفقات العالمية التي بلغت قيمتها سنة‏2006‏ نحو‏1.2‏ تريليون دولار‏,‏ واعتبر الاتحاد أن تراكم الاستثمارات العربية بالخارج علي هذا النحو يحتم ضرورة أن يكون العرب طرفا في صياغة نظام مالي عالمي جديد بعد عاصفة الأسواق المالية العالمية من خلال طرح أدوات مالية تسهم بإعادة المال العربي المستثمر في الخارج إلي الوطن العربي‏.‏
يأتي ذلك فيما تسببت الاضطرابات المصاحبة لأحداث الربيع العربي في عدد من البلدان العربية‏,‏ في تراجع قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد للمنطقة العربية خلال العام الماضي بنسبة‏37.5%‏ بالمقارنة لما كان عليه بالعام الأسبق‏,‏ وأنخفض النصيب النسبي العربي من العالم إلي‏2.7%‏ مقابل‏5%.‏
وشمل تراجع قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلي المنطقة العربية‏13‏ دولة عربية‏,‏ هي‏:‏ السعودية ومصر وقطر وليبيا ولبنان والسودان والأردن وتونس وسوريا وسلطنة عمان والصومال وموريتانيا‏,‏ بينما شهدت تسع دول زيادة في قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إليها هي‏:‏ الإمارات العربية والجزائر والمغرب والعراق والبحرين والكويت والسلطة الفلسطينية وجيبوتي وجزر القمر‏.‏
الاستثمار في الدول العربية
وبلغت قيمة الاستثمارات الاجنبية المباشرة الواردة عربيا‏40.7‏ مليار دولار مقابل‏65.1‏ مليار بالعام الاسبق‏,‏ بنقص‏34.4‏ مليار دولار نصفها يخص السعودية بنصيب‏16.4‏ مليار دولار تليها الإمارات العربية بنحو‏7.7‏ مليار دولار‏,‏ ولبنان‏3.2‏ مليار والجزائر‏3.6‏ مليار والمغرب‏2.5‏ مليار لتستحوذ الدول الخمس علي نسبة‏77%‏ من اجمالي الاستثمارات الواردة إلي العالم العربي‏.‏
وتدني نصيب دول عربية أخري ليصل الي الصفر في ليبيا نتيجة أحداث الثورة الليبية وإلي سبعة ملايين دولار في جزر القمر‏,‏ و‏45‏ مليونا في موريتانيا و‏102‏ مليون بالصومال و‏214‏ مليونا لدي السلطة الفلسطينية و‏399‏ مليونا بالكويت‏.‏
وتتعدد مكونات الاستثمار الأجنبي المباشر ما بين مشروعات جيدة يتم تأسيسها‏,‏ ومشتريات من خلال البورصات بنسبة تزيد علي العشرة بالمائة من أسهم الشركات‏,‏ واستحواذات علي الشركات القائمة‏,‏ وتمثل المشروعات الجديدة الأولوية المفضلة عربيا لما تحققه من زيادة للقدرات الإنتاجية ولفرص العمل‏,‏ وبعكس الاستحواذات التي تمثل تغييرا لنمط الملكية فقط‏.‏
وبالنظر إلي قيمة المشروعات التأسيسية من إجمالي قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلي الدول العربية‏,‏ يلاحظ تدني قيمته الي‏28‏ مليون دولار من إجمالي مليار ونصف في تونس‏,‏ وبلوغه‏84‏ مليون دولار من إجمالي نحو المليارين بالسودان و‏247‏ مليون دولار بالمغرب من إجمالي مليارين ونصف المليار دولار‏.‏
وعلي الجانب الآخر بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الخارج من الدول العربية خلال العام الماضي‏27.7‏ مليار دولار‏,‏ كان أكثرها من الكويت بنحو‏8.7‏ مليار دولار تليها قطر بنحو‏6‏ مليارات دولار‏,‏ فالسعودية‏3.4‏ مليار دولار والإمارات‏2.2‏ مليار ولبنان‏900‏ مليون دولار‏,‏ لتستحوذ الدول الخمس علي نسبة‏86%‏ من إجمالي الاستثمارات العربية الخارجة إلي دول العالم‏.‏
وشهد الميزان الاستثماري المباشر عربيا والذي يقارن بين قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل والخارج‏,‏ اتجاها إيجابيا في‏16‏ دولة عربية نتيجة زيادة قيمة الاستثمار الداخل إليها عن قيمة الاستثمار الخارج منها‏,‏ بينما كانت الصورة سلبية في ست دول عربية هي‏:‏ الكويت وقطر والبحرين ومصر واليمن وليبيا‏.‏
وإذا كانت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة الي العالم العربي قد انخفضت بنسبة‏37.5%‏ ما بين العامين الماضي والأسبق‏,‏ فقد أخد الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي اتجاها تصاعديا خلال العام الماضي بنسبة‏16.5%,‏ ليصل إلي تريليون و‏524‏ مليار دولار بزيادة‏215‏ مليار دولار عن العام الأسبق‏,‏ وشمل نمو القيمة كل مناطق العالم عدا تراجعها بالقارة الإفريقية‏.‏
وتضمن التوزيع النسبي للاستثمار الوارد لمناطق العالم استحواذ القارة الأوروبية علي النصيب الأكبر بنسبة‏28%,‏ واقتربت القارة الآسيوية من تلك النسبة بفارق ملياري دولار فقط‏,‏ وبلغ نصيب دول أمريكا الشمالية الثلاثة‏18%,‏ ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي وأمريكا الجنوبية‏14%,‏ والدول المتحولة في منطقة الكومنولت الروسي وجنوب شرق أوروبا‏6%‏ وفي المؤخرة القارة الإفريقية بأقل من‏3%‏ من العالم‏.‏
وكالمعتاد تصدرت الولايات المتحدة دول العالم في الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد‏,‏ بنحو‏227‏ مليار دولار تمثل نسبة‏15%‏ من الإجمالي العالمي تليها الصين بنسبة‏8%‏ ثم بلجيكا وهونج كونج والبرازيل‏,‏ ليصل نصيب الدول الخمس إلي‏39%‏ من الإجمالي الدولي‏,‏ وبإضافة سنغافورة وإنجلترا وجزر فرجن البريطانية وروسيا وأستراليا يصل نصيب الدول العشر الأوائل إلي‏56%‏ من الإجمالي العالمي‏.‏
وإذا كانت السعودية صاحبة النصيب الأكبر عربيا في الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد بنحو‏16‏ مليارا دولار‏,‏ قد احتلت المركز الثاني والعشرين بين دول العالم خلال العام الماضي‏,‏ فقد جاءت إندونيسيا كأكبر دولة إسلامية في الاستثمار الوارد بالمركز الثامن عشر عالميا بنصيب‏19‏ مليار دولار‏,‏ وتركيا بالمركز الثالث والعشرين بنحو‏16‏ مليارا وكازاخستان‏13‏ مليارا وماليزيا‏12‏ مليار دولار‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.