أحتفل الصينيون أمس بعيد تشيشي أو "عيد الحب في الصين" الذي يوافق اليوم السابع من الشهر السابع حسب التقويم القمري ويحل في أغسطس دائما، وتنوعت الاحتفالات بطرق مختلفة، حيث يعد عيد تشيشي أحد الأعياد التقليدية الرومانسية الصينية، فيخرج الجميع إلي المتنزهات خاصة الشباب المقبلين علي الزواج ويتبادلون الزهور والشيكولاته وعرائس الدمي التي تعبر عن الحب والعشق في محاولة للحفاظ علي تراث الأجيال السابقة. وكان لافتا هذا العام القصة الإنسانية التي تعبر عن رومانسية العاشق مهما بلغ من العمر، عندما تناقلت الصحف الصينية قصة، قونج ده يون المسن في ال99 من عمره، والمقيم في قرية قونججيا ببلدة بايشاتان في مدينة روشان بمقاطعة شاندونج في وسط الصين، عندما استيقظ مبكرا كعادته كل عام ليقدم باقة زهور جمعها من باحة منزله إلي زوجته البالغة من عمرها 102 عام لتكون هدية خاصة بعيد تشيشي، وهو العيد ال83 بالنسبة إليهما. وذكر التقرير أن المسنين العاشقين اعتمد كل منهما علي الآخر خلال حياتهما الزوجية التي استمرت 82 سنة وكانت قد بدأت في مارس 1930 بالتقويم القمري لتصبح بذلك أطول حياة زوجية في العالم، وخلال هذه المسيرة الطويلة، أنجبا وربيا ثلاثة أبناء وثلاث بنات، وحتى الآن، ما زالت لديهما قدرة علي رعاية نفسيهما، وكل يوم يطبخان طعامهما وينظفان ويتربان نباتاتهما ويمشيان سويا، ولا يفترقان كالجسم وظله، ويعيشان حياة سعيدة مسالمة. ومن القصص الإنسانية التي نقلها التليفزيون المحلي الصيني في "عيد تشيشي" هو قيام سلطات سجن مدينة سينيانج بمقاطعة خنان الصينية تصاريح زيارة لخطيبات 13 سجينا بمناسبة "عيد الحب في الصين" لتشجيع السجناء وحثهم علي بدء حياة جديدة مليئة بالحب. وتصاحب عيد تشيشي التقليدي أو "عيد الحب في الصين"، أساطير قديمة تتناقلها الأجيال عن معاني الحب علي مدي آلاف السنين، لكن عيد تشيشي "الصيني" لا يحظي باهتمام الشركات التجارية والمواطنين بشكل عام مقارنة بعيد الحب "الغربي" المتعارف عليه الذي يحل في اليوم ال14 من فبراير كل عام، حيث يحاول الجميع إنقاذه من ملامح الاندثار تدريجيا. من جانبه أشار بان شاو يون نائب رئيس معهد العلوم الاجتماعية بمقاطعة شانشي شمالي الصين إلي أن ضعف اهتمام الصينيين بعيد تشيشي يرجع بشكل أساسي إلي اختفاء ملامحه الثقافية والتقليدية، رغم أنه يعد أكثر الأعياد الصينية رومانسية، حيث تقول أسطورة قديمة أن عيد تشيشي يدعوا إلي البحث عن معاني "الحب المثالي" من خلال الثقافة الزراعية التقليدية الصينية، وعشق من يشاركون في صنع الخير والرزق والطعام النابع من الأرض حيث يدعوا الرجال إلي الزراعة والنساء إلي النسج ليشارك الطرفان حب حياتهما وأسرتهما.