مع بدء حملة الاشغالات المكثفة علي الميادين المحدد لها بعد عيد الفطر مباشرة كما صرح صلاح عبد المقصود وزير الأعلام لتطهير الميادين والشوارع الجائلين بمشاركة وزارة الدفاع والداخلية والتنمية المحلية رصدنا الوضع بعدد من المناطق واستطلعنا آراء الباعة واصحاب المحال والمواطنين في القرار من الباعة الجائلون بكافة الميادين والشوارع امتلكوا زمام الأمور وفرضوا سياسة الأمر الواقع نتيجة غياب تام للأجهزة المحلية. ففي منطقة بولاق الدكرور تجد نموذجا صارخا لتواجد الباعة الذين احتلوا الأرصفة واغتالوا مواقف الميكروباصات ومحطة بولاق وهو ماحاول المحطة الي سوق شعبي دون مراعاة لحقوق المشاه أو سير السيارات ليجد كل من يسلك هذا الطريق نفسه في رحلة عذاب يومية. وفي ميدان السيدة لايختلف الأمر كثيرا حيث تجد انتشار الباعة الذي يجعلك لاتجد مكانا لقدميك للمرور بكافة جوانب الميدان مما زاد من اختناقه وأصبحت المنطقة بمثابة قنبلة موقوتة لانتشارهم علي كل الأرصفة وبالقرب من الميدان تصطدم بفوضي أخري بمجمع المواردي الذي يتشاجر أصحاب المحال به يوميا مع الباعة لافتراش الباعة لبضائعم أمام المحال. وبالحديث مع الباعة تكتشف أ نهم لايعرفون سوي لغة البيع والشراء ولايعترفون بالقرار الذي سيتم تنفيذه ويطلقون علي عملهم بأنه تجارة يجب الاعتراف بها وأن أي محاولات لنقلهم لسويقات هي وقف لحالهم رافضينت فكرة السوق الواحد هذا ماقالته الحاجة أم دلال التي تفترش بضاعتها يوميا بالمنطقة وأضافت أن تواجدهم بالميادين الرئيسية يوفر لهم لقمة عيش وأن فكرة السوق الواحد ليست مجدية لهم لعدم اقبال المواطنين عليها وهو ماسيدفع الباعة للتواجد مرة أخري بالميادين. ونري أنها تمارس عملا شريفا بدلا من التسول أو السرقة و يجب اعتراف الحكومة بها مضيفة أنها علمت أ نه سيتم انشاء نقابة للباعة الجائلين لحمايتهم وتقنين أوضاعهم ورعايتهم صحيا أو اجتماعيا واصدار رخص عمل لهم. ورغم أن مهنة بائع متجول تبدو قاصرة علي فئة بعينها الا أن حاملي الشهادات العليا يمارسنها بعد فشلهم في الحصول علي وظيفة أحمد علي احد الباعة بمنطقة بولاق الذي دافع عن المهنة بقوة قال ان حالة البطالة التي انتشرت في المجتمع هي التي دفعته للعمل بهذا المجال وعلي الحكومة أ ن تسعي لتوفير فرص عمل للشباب أولا قبل محاربتهم ويجد أنه من الصعوبة القضاء علي الاشغالات قبل اصلاح أ حوال الناس وتوفير لقمة عيش لهم حيث أنهم يتمكنون بعربة صغيرة الانتقال من مكان لآخر دون تحمل تكلفة ايجار أو ضرائب. وأضاف أن الباعة يحرصون علي التواجد أمام المصالح الحكومية أو بالقرب من مواقف الميكروباصات ومحطات المترو لتواجد الزبائن بكثرة الذين يهتمون بشراء البضائع لرخص ثمنها وهو مايجعل الباعة لايرحبون بفكرة سوق اليوم الواحد. أصحاب المحال رحبوا بشدة بقرار تنفيذ الاشغالات ويجدونه مخرجا لأزمتهم فيقول عم جمال أحد أصحاب المحال بمجمع المواردي أن تواجد الباعة بكثرة بمثابة وقف حال لهم مع تعرضهم لتهديد من البلطجية الذين يحمون الباعة ويحصلون علي مقابل مادي منهم وهو ماتسبب في حدوث العديد من المشاجرات في الفترة الماضية ووصلت لاصابة العديد من الأشخاص نتيجة افتراش الباعة لبضائعهم أمام المحال وهو مايعرضهم للخسارة خاصة وأنهم يتحملون ايجارات شهرية وكهرباء وضرائب وغيرها. وبتجولك في الميادين تجد الأسر المصرية البسيطة لاتبالي بالحملة التي ستنطلق بعد أيام لازالة الباعة ولايهتمون بأن هؤلاء الباعة يمثلون تجارة مشروعة أم لا, فمع اقتراب العيد حرص عدد كبير منهم علي شراء مستلزماتهم فيقول علاء سمير موظف وأب لطفلين حيث أن هناك محالا يحرص علي شراء بعض الاحتياجات منها وباقي مستلزماته يشتريها من الباعة الجائلين نظرا لانخفاض الأسعار ويري أن القضاء علي ظاهرة الباعة أصبحت مستحيلة بعد توغلها بالميادين ورغم محاولات الحكومة أكثر من مرة من ازالة الاشغالات الا أنت أغلب الباعة لايبالون ويعودوا مرة أخرزي لاتخاذ أمامكنهم. أما طلعت علي عامل وأب لخمسة أطفال فيقول أنه اعتاد أن يشتري أغلب السلع التي يحتاجها في حياته اليومية من الباعة الجائلين لأن الأسعار أقل بكثير من المحلات والفصال متاح مضيفا أن انخفاض سعر السلعة بنسبة قد تصل الي أكثر من النصف عن المحلات يدفع المشتري الي أن يتغاضي عن معيار الجودة. ولكنه رحب بفكرة السوق الواحد وانتقال الباعة اليها علي أن تكون متوافرة بجميع انحاء الجمهورية وتعيد الوجه الحضاري للشوارع وتساهم في حل أزمة المرور مطالبا الدكتور مرسي بالاهتمام بحل مشاكل الشباب وأهمها البطالة التي تسببت في انتشار وتواجد الباعة بهذا الشكل. وأخيرا فان ازالة الاشغالات يحتاج الي جدية في التنفيذ, ومراقبتها بشكل مستمر وتشديد العقوبات علي المخالفين باعتباره أحد الحلول لتنفيذ مشروع المائة يو م الذي وعد به الرئيس علي أن توفر سويقات تستوعب هذا الكم الهائل من الباعة بعد أن أصبحت مهنة يجب الاعتراف بها رغم محاولات الباعة الجائلين اغتيال الشوارع والميادين والأرصفة بقوة بعد الغياب الأ مني وهو ماسيضع الحكومة في مهمة صعبة لتنفيذ حملة الاشغالات التي أعلنت عنها.