كانت حياته المعيشية عليه الصلاة والسلام كلها دروسا وعبرا لكل من يأتي من بعده حتي نقبل الحياة بمرها وحلوها, لقد دخل رجل علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو علي حصير وقد أثر في جسمه الشريف مع وسادة من ليف أثرت هي الأخري في خده. يقول:مارضي بها كسري ولاقيصر, انهم ينامون علي الحرير والديباج وأنت يارسول الله عليه الحصير, فرد الرسول صلي الله عليه وسلم علي ذلك الرجل قائلا: لأنا خير منهما, لأنا أكرم منهما والله مالنا والدنيا انما مثل الدنيا كمثل رجل مر علي شجرة ولها فيء فاستظل تحتها فما إن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها. وأيضا قال الرسول صلي الله عليه وسلم: جاءني ملك فقال يامحمد ربك يقرؤك السلام ويقول لك ان شئت جعلت لك بطحاء مكة رخدار ذهب فرفع النبي عليه الصلاة والسلام رأسه الي السماء فقال يارب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك. ويوضح الرسول الهادي فضل الزهد حيث قال عليه الصلاة والسلام ماتعبدون الله بشيء مثل الزهد في الدنيا. وأيضا قال: ان أردت أن يحبك الله فازهد في الدنيا وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس ومن أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره وفرق عليه ضيعته وجعل فقره في عينيه ولم يؤته من الدنيا الا ماكتب له ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له همه و حفظ عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.