بدأ حياته السينمائية عام1940 كمتدرب بشركة أركيه أو( شركة الراديو والسينما الهوليودية الكبيرة التي أنتجت أفلام أورسن ويلز الأولي) ليصبح بعد ذلك مساعدا للمخرج الكبير ألفريد هتشكوك ليعمل بعد ذلك مع مترو جولدن ماير ولكن بدايته لم تكن ناجحة. لفت داسان الانتباه له من بعد إخراجه فيلما عن حياة الشاعر الفرنسي إدجار ألان بو, مما جعله يستمر في العمل مع مترو ويخرج فيلما بعنوان لقاء في فرنسا في عام1942 من بطولة جون واين وجون كروفورد وقد قامت شركة مترو بالتدخل واعادة مونتاج فيلمه, وهو ما أغضبه وجعله يترك العمل مع شركة مترو. ومع شركة يونيفرسال يقوم بعمل فيلم القوة الغاشمة مع بيرت لانكستر وفيلمه الأكثر شهرة( المدينة العارية) عام1948. يمر داسان في يونيفرسال بنفس تجربة مترو حيث تم التدخل في فيلميه بإعادة عمل المونتاج لهما, فيترك الشركة ليعمل مع فوكس. ويقدم فيلما بعنوان( طريق اللصوص السريع) عام1949. يتم اتهامه بمعاداة الروح الأمريكية والميول اليسارية ويمنع من العمل في هوليود مع الكثيرين من الفنانين ويهاجر إلي أوروبا وتمنع أفلامه من العرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية. يذهب إلي فرنسا ليقدم فيلمه( خصام بين الرجال) الذي حصل عنه علي جائزة أفضل اخراج في مهرجان كان عام1955. تعرف داسان علي الممثلة اليونانية ميلينا ماركوري ليقدم معها أفلاما يونانية لعل من أروعها ما أخذ عن رائعة الكاتب اليوناني نيكولا كزانزاكيس والتي تحمل أسم المسيح يصلب من جديد. نالت ميلينا ميركوري جائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان عام1960 لدورها في فيلم( أبدا الأحد) وقدم رائعة فيدرا مع زوجته ممثلة اليونان الأولي. عمل مع جوزيف لوزي في لندن وهو أحد المخرجين الأمريكيين المطرودين من هوليود لنفس السبب( معاداة الروح الأمريكية) وهو تعبير يستخدم لكل من كانت له ميول يسارية. وكان المخرج اليوناني الأمريكي جول داسان قد قال في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية في عام2004 أريد أن أقتل شارون.. وهذا طموحي. وأضاف المخرج وهو من اصل يهودي أن لب المشكلة في العالم هو العنف والموت الذي يحكم هذا العالم وقال انظروا ما يجري الآن مع الفلسطينيين.. انه وضع مرعب. وأضاف داسان أريد أن أقتل شارون انه طموحي.. لقد قلت لابنتي إنني الآن عجوز ولو قتلت شارون فماذا سيحدث.. سأذهب إلي السجن حيث أواصل القراءة حتي آخر العمر. وخلص داسان إلي القول لا اعرف ما يمكن أن يحدث الآن, شارون عبارة عن آلة عسكرية. اصبح جول داسان مواطنا يونانيا بعد وفاة زوجته ميلينا ميركوري التي رحلت عام1994 وكان يكرس حياته لنشاطات مؤسسة ميلينا ميركوري ولإنشاء متحف الاكروبوليس الجديد وإعادة لوحات معبد بارثينون الموجودة لدي المتحف البريطاني. يموت جول داسان في31 مارس عام2008 بعد حياة طويلة من الفن والسينما والنضال ضد كل أشكال الظلم والديكتاتورية سواء في الولاياتالمتحدة التي تركها مطرودا أو في اليونان الذي نفي منها مع زوجته أثناء حكم العسكريين, وفي نهاية حياته بجانب الشعب الفلسطيني ومعاناته ضد السفاح شارون. تحية لهذا الفنان في ذكراه الثانية. [email protected]