بوضوح

عين علي التليفزيون‏!‏

لاشك أن الثورات تعيد تقليب التربة‏..‏ وتعرضها للشمس بعد طول موات‏..‏ وهذا مافعلته الي حد كبير الثورة المصرية بعد يناير‏..‏ إذ هي أظهرت أجمل ما في التربة المصرية.
كما أظهرت أسواي مافيها من ديدان وحشرات كانت مختبئة في ظلام القاع‏..‏ فهل وصلت الثورة الي التليفزيون بصفته الجهاز الأكثر تأثيرا وتأثرا بما يحدث في المجتمع؟‏!‏أردت أن أجد إجابة علي هذا السؤال فتابعت الي حدما مسلسلات وبرامج هذا العام حيث تتكثف في شهر رمضان المبارك بصفته الشهر الأكثر عرضا ومشاهدة لها‏..‏ وبصفة تلك المسلسلات والبرامج كبيرة الأثر في تشكيل الوجدان الجمعي للانسان المصري والعربي عموما‏.‏
اول ملاحظة لي كانت اهانة المرأة بشكل حاد وواضح وربما لاول مرة وقد تجلي هذا في مسلسلات الزوجة الرابعة وسيدنا السيد وقد تابعت المسلسل الأول كما رأيت حلقة واحدة من الثاني كانت كفيلة بالحكم عليه ففي الزوجة الرابعة نتعرض لرجل ثري شاب الي حدما شديد الثراء هوايته النساء اذ بيقي دائما علي ثلاث منهن كأنهن ملك له يفعل بهن مايشاء بل ويقدم لكل واحدة منهن فزورة يتم علي اساس حلها اختيار من سيقضي الليلة عندها‏!‏ هكذا‏!!‏ اما الزوجات فهن عبيد عنده لاهم لهن سوي انتظاره وترتيب الأسرة جمع سرير‏!‏
اما مسلسل سيدنا السيد الذي رأيت حلقة واحدة منه فقد كانت عن ليلة الدخله لسيدنا السيد هذا والذي هو جمال سليمان بينما عروسه فتاة صغيرة لم ترضخ لمطالبة فأقسم علي دفنها حية ونفذ ذلك فعلا وحفرلها قبرا ودفنها فيه‏..‏ هكذا بالتفاصيل أمامنا‏.‏
المسلسل الثالث الذي تابعته هو مع سبق الإصرار بطولة غادة عبدالرازق وماجد المصري‏..‏ وهو مسلسل قاتم‏..‏ بل قاتم جدا عن زوجة محامية ناجحة مات زوجها او قتل بالمخدر عن طريق الشم‏..‏ وتوالت بعد ذلك المصائب اذأغتصبت ابنتها القاصر ثم مات ابنها الطفل بطريقة غامضة وشيع ودفن أمامها في مشهد شديد السادية ثم ضرب ابنها الثاني المراهق بالشم كأبيه ثم صدمت فيمن أحبتة وتزوجتة حيث تكتشف انه متآمر عليها وكذلك من صادقتهم وعملوا عندها‏..‏ اي ان المسلسل يحتوي علي كل مايهدم القيم ويشيع اليأس في النفوس‏.‏
أما مسلسل عادل إمام فهو يفتقذ الصدق‏..‏ ومسلسل محمود عبدالعزيز مرتبك ومعقد وأسوأها جميعا مسلسل عرفة البحر لنور الشريف‏..‏ أسوأها إخراجا وأزياء‏.‏ وأما مسلسل البلطجي فهو درس في البلطجة والقتل وسفك الدم وكأن هذا ماينقصنا‏.‏
‏*‏ ليست هذه المسلسلات هي مانريدها‏..‏ فالتليفزيون أداة للتعليم والتثقيف وبث القيم الجميلة خصوصا في الدول التي تتدني فيها نسب التعليم فمتي يكون مدرسة لبث القيم الجميلة في مسلسلاتنا التي يحبها ويتحلق حولها الملايين؟‏!‏
‏bahigismail@yahoo‏

إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*