ملف مليء بالأوراق.. هذا هو القاسم المشترك بين معظم المارين في شارع مجلس الشعب قاصدين الوصول لوزارة الصحة, وتعدد الوزراء والمطالب واحدة يقدمها اصحابها في كل مرة عسي ان يأتي الوزير الجديد بأي جديد. حيث يجهز الطلب ومرفق به جميع الأوراق والمستندات والأهم التقارير الطبية التي تؤكد مرضه وشدة حاجته للوزارة خاصة هؤلاء الباحثين عن موافقة فورية للعلاج علي نفقة الدولة في انتظار رأفة الوزارة. انها تلك الساحة التي تمتلئ بأصحاب الحاجات هؤلاء الذين عاشوا وتعايشوا مع امراضهم الظاهرة منها والباطن.. ارادوا فقط إعادة المحاولة مع الوزير الجديد عسي ان تتغير الردود العلاج ده مش ضمن اللايحة.. المرض ده مش تبع التأمين دي تعليمات الوزير. احمد عبدالحميد حسن من قرية البسطويسي بالغربية الذي اختصر كل احلامه في تلك السيارة المجهزة للمعاقين حتي يستطيع التنقل بها كيفما يشاء وقد بدأت معاناته منذ ابريل2007 عندما تقدم بطلب للإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة في إدارة السيارات المجهزة من أجل الحصول علي سيارة مجهزة لانه رجل معاق يعاني من شلل اطفال بالساق اليسري وحاصل علي شهادة تأهيل اجتماعي رقم8846 وبالفعل وافقت المجالس الطبية علي اعطائه تلك السيارة المجهزة في مايو2007 وتسلمها من جمرك بورسعيد وكانت تحمل رقم73420 ملاكي غربية وظلت معه5 سنوات حتي يونيو2012 حتي حان موعد تبديلها ليقوم برفع الحظر عن السيارة ويتقدم بطلب جديد للإدارة للحصول علي سيارة مجهزة وبالفعل تم توقيع الكشف الطبي عليه وانتظر35 يوما وذهب مطمئنا لاستلام القرار ومن ثم الحصول علي السيارة وكانت الصدمة الكبري حيث كان الرفض هو الرد علي الطلب بحجة ان الحالة لاينطبق عليها شرط الحصول علي سيارة مجهزة ليقطع أحمد استرسال حديثه بسؤال فكيف انطبقت الشروط علي من قبل ولم تنطبق الآن! ويتساءل الحاج احمد هذا الرجل المسن الذي لازم فراشه منذ سلب منه حلمه علي حد قوله ويأتي للوزارة عن طريق تأجير إحدي السيارات التي يظل سائقها معه طوال اليوم مقابل150 جنيها حتي ينتهي مشواره ويقول مش كفاية اني ماخدتش حقي في وظيفة ضمن نسبة ال5% معاقين كمان عايزين يحرموني من حقي في سيارة مجهزة للمعاقين! اما محمد عبدالجواد عويس هذا الرجل ذو الصوت المرتعش مرضا ظل يردد كلمات العاملين بالوزارة عندما ذهب للحصول علي علاج لهشاشة العظام حيث انه تابع لعيادة المقطم التابعة لمستشفي المقطم منذ3 سنوات ويكلفه العلاج شهريا400 جنيه ليأتيه الرد فوريا بان الهشاشة ملهاش علاج في الوزارة فتساءلت والكلام علي لسان محمد مش انا مؤمن عليا؟! ليأتيه رد اكثر قسوة من سابقه بان دي تعليمات الوزير. ليستكمل عم محمد تساؤلاته طب ممكن اطلع قرار علاج علي نفقة الدولة ليأتيه الرد بان التأمين الصحي يتعارض مع ذلك! وهنا توقف عن سرد الاستفسارات وردودها قائلا: انا تعبان وزوجتي عندها جلطة بتخليها نايمة علي طول في السرير خاصة انه من ارباب المعاشات وبالطبع معاشه الضئيل لن يكفي علاجه وزوجته معا بالاضافة إلي انه يعاني من فيروس سي بالكبد والضغط ومرض السكر وتضخم بالبروستاتا واجريت له عمليتان في الساق اليسري ويمشي علي عكاز نتيجة العمليتين إلي جانب آلام الهشاشة المبرحة في العظام. ويقول عم محمد التأمين يرفض علاج هشاشة العظام بحجة ان هذا المرض لايتبع لائحة التأمين الصحي كما يرفضون صرف بعض الادوية لانها مش في اللايحة والبعض الآخر اما غير موجود وعليك القبول بالبديل الاقل كفاءة ويجيب نتيجة بعد سنة أو تشتريه من بره! هذه هي المعاناة التي لايعيشها عم محمد وحده بل يشاركه كثيرون الوجع نفسه لان حظه العاثر ساقه لان يكون فريسة للمرض وضيق ذات اليد في ان واحد. عمرو علي ابراهيم احمد والذي اعتاد الذهاب للوزارة بعد اصابته بتيبس في فقرات الظهر وكان من المفترض ان يحصل علي علاج عبارة عن جرعات وما بين كل جرعة والأخري شهر ونصف الشهر وهي6 جرعات كل عام وتكلفتها12 الف جنيه.