لم تكن مفاجأة أن تتوالي ردود الأفعال الغاضبة من قدامي نجوم الكرة الزملكاوية ضد قرار ممدوح عباس رئيس النادي بتعيين البرازيلي فييرا مديرا فنيا لفريق الكرة.. ولم تكن مفاجأة أن تظهر أصوات تدعو إلي عدم تفعيل الصفقة وتهاجم شروط العقد الجزائية. وأبرزها رفع الشرط الجزائي من شهرين إلي4 أشهر, أي120 ألف دولار حال إقامة فييرا.. وتفجر بركان الغضب في ظل السمعة السيئة لجميع صفقات ممدوح عباس في استقدام مدربين أجانب. ممدوح عباس بقرار رسمي هو من يتحمل مسئولية اختيار المدير الفني الجديد للفريق الكروي الأول لخلافة حسن شحاتة وفقا لتفويض مجلس الإدارة له. وكانت الأصوات تطالب إما بمدرب وطني من أبناء النادي أمثال حلمي طولان المدير الفني لفريق حرس الحدود أو طارق يحيي المدير الفني لفريق مصر المقاصة أو البولندي هنري كاسبارزاك صاحب التجارب الناجحة في الكرة الإفريقية في تونس ومالي وغيرهما.. ولكنه ذهب إلي حين لا تتمني الجماهير وتحديدا إلي السماسرة ليتعاقد مع البرازيلي جيرفان يوسف فييرا لتولي تدريب الفريق وهو صاحب التجربة الفاشلة من قبل في مصر عندما قاد الإسماعيلي في النصف الأول لموسم2000/1999 وخلالها خسر الفريق عدة مرات وتراجع ترتيبه في الدوري الممتاز وأخفق في الاستفادة من المواهب العديدة أمثال محمد بركات وإسلام الشاطر وسيد معوض وجون أوتاكا وسعد عبدالباقي وعماد النحاس.. ولكنهم تألقوا بعد رحيله بأيام قليلة مع محسن صالح. تاريخ ممدوح عباس مع الأجانب في الزمالك لم يحمل من قبل أي تجارب ناجحة فهو دائما ما يختار من يسيطر عليهم.. أو من لهم تجارب فاشلة في مصر قبل ظهورهم في الزمالك.. وفريق الكرة دائما هو من يدفع الثمن. كاجودا أول تجربة بداية ممدوح عباس في عالم المدربين الأجانب للزمالك كانت في أواخر عام2005 عندما ظهر في منصب أمين الصندوق في مجلس معين نرأسه مرسي عطا الله بقرار من الجهة الإدارية. وقتها تولي عباس الذي وعد بتقديم الدعم المالي للنادي ملف التعاقد مع مدرب أجنبي لخلافة فاروق جعفر في تدريب الفريق.. وقدم عباس للمجلس والجماهير والرأي العام مدربا برتغاليا هو مانويل كاجودا رشحه له صديقه نيلو فينجادا لتدريب الفريق.. وقدم عباس المدرب البرتغالي الجديد علي أنه الشخص القادر علي إيقاف مسلسل انتصارات مواطنه مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وقتها. وأكمل كاجودا الموسم2006/2005 باحتلال وصافة الدوري وخسارة كأس مصر أمام الأهلي صفر/3 في المباراة النهائية ووقتها لم يكمل عباس مهام أمين الصندوق بعد رحيل مجلس الإدارة.. لكن عباس عاد للظهور في الزمالك مرة أخري في أغسطس2008 من خلال تعيينه رئيسا للنادي لمدة عام.. وكان كاجودا يتولي كما هو تدريب الفريق في موسم2007/2006 وفقا لعقده مع عباس.. ووعد رئيس الزمالك جماهيره بتقديم دعم مالي ضخم لتوفير الأجواء المناسبة لكاجودا وأبرزها ترضية اللاعبين ماليا وسداد مستحقاتهم المالية المتأخرة مثل عمرو زكي ومحمد عبد المنصف وجمال حمزة وتجديد عقود حازم إمام وطارق السيد. ..ولكن عودة عباس للزمالك من بوابة رئاسة النادي حملت صدامات كبيرة له مع كاجودا ابرزها رغبته في عدم تجميد حازم إمام كابتن الفريق علي دكة البدلاء وكذلك رغبته في تجميد إبراهيم سعيد ضد رغبة كاجودا بعد المشكلات التي تفجرت بين اللاعبين وعباس حول من يتحمل غرامة اتحاد الكرة ضد إبراهيم سعيد لمصلحة ناديه السابق الأهلي, ومع تصاعد الأزمات, تراجعت نتائج الفريق الذي خسره محليا وعربيا ويبتعد عن المنافسة علي قمة الدوري الممتاز ليتخذ عباس قرارا بإقالة كاجودا من تدريب الفريق في ديسمبر2006. هروب الفرنسي ميشيل استعان عباس بمحمود سعد مدربا عاما ثم تعاقد مع الفرنسي هنري ميشيل ليتولي تدريب الفريق واكمال موسم2006/..2007 وخلال الولاية الأولي لهنري ميشيل تحسنت نتائج الفريق واستعاد وصافة الدوري وانهي الموسم في المركز الثاني وبلغ نهائي كأس مصر وخسر بصعوبة من الأهلي4/3.. ولاحظ الجميع مدي الانسجام بين عباس وهنري ميشيل خاصة بعد أن عاد حازم إمام للمشاركة أساسيا وكذلك امتلاك المدرب علاقات طيبة مع لاعبي عباس المدللين أمثال جمال حمزة وشيكابالا. وبعد نهاية الموسم بدأت الخلافات عندما عرض التجديد لموسم كامل لهنري ميشيل, حيث طلب الأخير استبعاد حازم إمام من القائمة واستبعاد أيمن منصور من منصب المدرب العام ودار خلاف حول الصفقات الجديدة التي اتت في الدفاع والوسط دون النظر للهجوم بعد شراء عباس لمحمود فتح الله وبشير التابعي وكريم ذكري وخالد سعد الأردني وأحمد مجدي. ووقع هنري ميشيل عقده مع النادي متضمنا شرط انفراده باختيار القائمة وعدم التدخل في صلاحياته براتب شهري كبير تجاور ال70 ألف يورو. وتلقي عباس عدة نصائح بضرورة رفض شروط المدرب الفرنسي.. لكنه لم ينصع واعتبر هنري ميشيل موظفا لديه يملك السيطرة عليه ليتلقي الزمالك صفعة مدوية تمثلت في فسخ هنري ميشيل لعقده مع الزمالك من طرف واحد خلال وجود الفريق في فرنسا لإقامة معسكر خارجي وعاد الفريق إلي القاهرة دون مدير فني تمهيدا لبدء منافسات الموسم الكروي2007/.2008 كرول والصفقة البديلة البديل الاضطراري..هكذا وصفت صفقة تعاقد ممدوح عباس مع الهولندي رود كرول لتولي منصب المدير الفني للفريق الكروي الأول في صيف عام2007 بعد الهروب المفاجئ لهنري ميشيل وقبل ساعات قليلة من بدء موسم2008/2007. ويعد رود كرول هو المدرب الأجنبي الوحيد الذي التزم عباس بعقده مع النادي والذي امتد لموسم واحد مقابل30 ألف يورو راتبا شهريا.. وخلال هذا الموسم فاز الزمالك ببطولة كأس مصر ولكنه خسر بطولة الدوري الممتاز وحل في المركز الثاني خلفا للأهلي. تجربة كرول بالرغم من اكتمالها فإنها لم تكن تجربة ناجحة لممدوح عباس للكم الكبير من الأزمات.. انتصر عباس لنجمه محمود عبدالرازق) شيكابالا) عندما اصطدم بالمدرب الهولندي ومساعده محمد حلمي.. وكذلك خلافات بالجملة بين عباس وكرول وتحديدا في الدور الثاني عندما عين عباس محمد حلمي مدربا عاما ومنحه صلاحيات مشاركة كرول في اختيار التشكيل الأساسي للفريق.. ولولا نجاح محمد حلمي في صناعة صداقة قوية مع كرول لأنهار الفريق وخرج من مولد كأس مصر دون تتويج. والمثير أن بطولة كأس مصر لم تشفع لكرول ورحل عن تدريب الفريق.. والطريف أن البداية في علاقة الخواجة الهولندي بممدوح عباس جاءت جيدة جدا ثم انهارت عقب دخول كرول في صدامات مع اللاعبين المقربين من رئيس النادي يتقدمهم جمال حمزة ومحمود عبدالرازق شيكابالا. والمثير أيضا أن صفقة التعاقد مع كرول بالرغم من انها اضطرارية فإنها قوبلت برفض جماهيري كبير في ظل التجربة السيئة للمدرب الهولندي في قيادة الفريق الأبيض في النصف الثاني من حقبة التسعينيات. راينر الصفقة الأسوأ بعد رحيل رود كرول في صيف عام2008 وعد ممدوح عباس الذي كان يستعد لخوض انتخابات رئاسة النادي بالتعاقد مع مدرب عالمي لتدريب الفريق في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا, وأحضر الايطالي زاكاروني المدير الفني السابق لميلان وأدوينيزي الايطاليين الي القاهرة للتفاوض معه ثم رحل زاكاروني دون توقيع.. وظلت جماهير الزمالك تنتظر المدرب العالمي حتي استيقظت يوما علي نبأ تعاقد ممدوح عباس مع الالماني راينر هولمان المدير الفني الأسبق للأهلي الذي له واقعة هروب لا تنسي عندما ترك الأهلي بداعي سوء الحالة الأمنية وتعرضه لاحتكاكات جماهيرية في شتاء عام1997. وأعلن عباس التعاقد مع راينر هولمان لمدة موسم وحاز المدرب الالماني راتبا شهريا قدره30 ألف يورو.. وكان عباس يراهن بل ويتخذ من صفقة التعاقد مع المدرب الالماني تحديا كبيرا, وجاء هولمان ولديه فريق مدجج بالنجوم أمثال أيمن عبدالعزيز وجونيور أجوجو وهاني سعيد وعبدالواحد السيد ومحمود فتح الله وجمال حمزة.. ولكن لم يقض في مصر سوي4 أشهر كانت من أسوأ فترات الزمالك الذي خسر معه لقب كأس السوبر المحلي بعد هزيمته من الأهلي بهدفين مقابل لا شيء وكذلك ودع منافسات دوري أبطال إفريقيا وخسر أمام الأهلي بهدفين لهدف, ومن اسيك ميموزا الايفواري بثلاثة أهداف مقابل لاشيء.. وتراجع ترتيب الفريق في بطولة الدوري الممتاز وتلقي عدة هزائم أدت في البداية الي تغيير جهازه المعاون واقالة طارق يحيي المدرب العام والاستعانة بأحمد رمزي. ولم يصدر قرار إقالة راينر هولمان من ممدوح عباس بعد ان تم حل مجلس الإدارة المعين برئاسة عباس من قبل الجهة الإدارية والغاء انتخابات النادي وتحديد موعد لاحق لها وأتي محمد عامر لرئاسة لجنة مؤقتة تدير النادي بدأت العمل في غياب هولمان الذي لم يكمل المشوار معها وتمت اقالته وسط ترحيب جماهيري كبير في ذلك الوقت بسبب الانهيار الذي أصاب فريق الكرة تحت قيادة الهارب من الأهلي. انقلاب سويسري لم يتعاقد ممدوح عباس مع ميشيل دي كاستال.. وتولي رئاسة نادي الزمالك بعد انتخابات مايو2009 وكان دي كاستال علي رأس الجهاز الفني بقرار من محمد عامر ويرتبط بعقد ينتهي في يونيو.2010 ووعد عباس بتوفير الدعم الكامل لدي كاستال عند انطلاق موسم2010/2009 ولكن سريعا دبت الخلافات بين الخواجة السويسري ورئيس الزمالك حول قرارات فنية وأخري تعاقدية.. ولعل أشهر هذه الوقائع طلب دي كاستال تدعيم دفاع الفريق بضم شريف عبدالفضيل مدافع الاسماعيلي وهو مافشل فيه مجلس الادارة ليفاجئ عباس جماهيره بصفقة سوبر لتلميع نفسه تمثلت في استعارة أحمد حسام ميدو من ميدلسبره الانجليزي لمدة موسم.. وفرض عباس علي دي كاستال الاعتماد علي ميدو قبل ان يجري تجهيزه بدنيا. وسارت العلاقة بين الرجلين من سيئ الي أسوأ بسبب الخلافات حول تشكيلة الفريق وعقوبات عدد من اللاعبين مثل حازم امام الصغير لزواجه قبل إحدي المباريات.. المهم ان الزمالك افتتح الموسم ب3 لقاءات متتالية تحت قيادة دي كاستال حصد فيها4 نقاط فقط بعد الخسارة من انبي والتعادل مع المقاولون العرب لتتم اقالة المدرب السويسري من منصبه. فضيحة هنري هنري ميشيل في الولاية الثانية فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معان.. بعد ان هدم ممدوح عباس المبادئ وضرب النادي في مقتل عندما اختار الخواجة الفرنسي لخلافة دي كاستال في قيادة فريق الكرة في أكتوبر.2009 الصفقة تمت ب70 ألف يورو شهريا بخلاف ماناله اخصائي أحمال بدنية استعان به ميشيل بعد قدومه. وقوبل قرار ممدوح عباس بالتعاقد مع هنري ميشيل بمعارضة جماهيرية كبيرة في ظل الهروب الشهير للخواجة الفرنسي من تدريب الزمالك في صيف عام2007 من أجل تدريب منتخب المغرب قبل بدء الدوري الممتاز لموسم2008/2007 بأيام معدودة. ولكن عباس ضرب بهذا الرفض عرض الحائط وتمسك باعادة المدرب الفرنسي وظل يردد كلمات من عينة ان الزمالك فرض شروطا بالجملة علي هنري ميشيل تمنع تكرار التجربة. المثير ان هنري ميشيل لم يترك تدريب الفريق هذه المرة بل تمت اقالته بعد7 مباريات فقط قاد خلالها الزمالك ليكون ملطشة الأندية وسقط الفريق معه في فخ الخسارة عدة مرات أبرزها الهزيمة أمام اتحاد الشرطة صفر/2 والتي كانت سببا في اقالته من منصبه. وتميزت ولاية هنري ميشيل الثانية بالفضائح بعد الاتهامات التي لاحقت المدرب الفرنسي أبرزها قيادة التدريب وهو غير متزن تارة واختيار التشكيلة الأساسية في مكتب عباس بمنطقة وسط البلد قبل كل مباراة تارة ثانية. وكان هنري ميشيل هو آخر مدرب أجنبي للزمالك قبل قدوم البرازيلي يوسف فييرا خلفا لحسن شحاتة.