ربما يستطيع الشيطان غواية بني الإنس جميعا إلا أنه ليس له سلطان علي الصالحين الذي مكنهم إيمانهم بالله من مواجهة هجماته بدفاعات إيمانية وروحانية تقوض إيماءاته لارتكاب المعاصي بحجج واهية. كان مصطفي مثالا يحتذي للشرطي الخلوق إلا أنه وبعد مصادقته لأصحاب الكيف والمزاج تبدل حاله وتغيرت حياته فأصبح للشيطان خليلا وبدأ يعرف طريق الحرام في مهنته التي تقوم بالأساس علي إحترام القانون وتقويم العناصر المنحرفة وإجتثاث الأخري الفاسدة ليبقي المجتمع طاهرا مبرأ من كل عيب حيث تمكن قطاع التفتيش بالوزارة من كشف وجهه بعد التحقيق معه وتم فصله بقرار وزاري. وجدها مصطفي فرصة سانحة لممارسة أنشطته المشبوهة بعد أن تخلص من قيود الوظيفة الميري وبدأ في ملاقاة الغاوين من حزب الشيطان وكان أول من التقي به منهم هو خالد تاجر سيارات والذي قام مصطفي بخداعه بخطة محكمة بعد أن أخبرة بأنه في حاجة إلي أموال للحصول علي قطعة حجر أثرية صغيرة سيجلبها من أحد الاهالي من الفيوم والذي طلب مقابلها20 ألف جنيه وعندما إستمع خالد لحديث صديقه الجديد سال لعابه للأموال وبدأ الطمع يدفعه للحصول علي هذه الغنيمة التي وجدها فرصة لا تعوض. حصل مصطفي علي الأموال وبدأ ينفقها علي ملذاته الخاصة بعد أن لعب الشيطان بعقله وزين له محرمات الدنيا التي بدأ يقطف من ثمارها ويرتع فيها طيب النفس قرير العين وكأنه ينفق في حلاله ما رزقه الله من أموال. وتوالت الأيام والليالي علي مصطفي ولم يف بوعده لصديقه الذي ضاق ذرعا بتصرفاته بعد مماطلته وتهربه منه في رد الأموال أو جلب القطعة الأثرية وبدأ خالد في إعداد خطة للإيقاع بصديقه بعد أن خدعه ولتحقيقها إستعان بثلاثة من أصدقائه وهم عادل26 سنة عريف بالقوات المسلحة و إسماعيل21 سنة سمسار و إبراهيم39 سنة سائق وقاموا بإستدعاء مصطفي في معرض سيارات يملكه خالد وقاموا بالضغط عليه وضربه بالأيدي وركله بالأرجل ثم توجهوا به إلي عمارة حديثة البناء لحبسه بها لحين رد الأموال بعد أن وضعوه في سيارة مكمم الفم موثوق اليدين مسلوب الإرادة مغشي البصر وفي الطريق إستغاث بالمارة بعد أن شعر بأنه في الشارع وبالفعل حاول الأهالي إغاثته وإنقاذه بعد أن تفقدوا السيارة ولكن فور سماع سائق السيارة الأهالي رفع من مؤشر السرعة بعد أن ضغط بكل قوته علي دواسة البنزين وخرجت صرخة مدوية نتيجة إحتكاك إطارات السيارة بالطريق وكذلك غطي الدخان وجوه الناس الذين أصروا علي إنقاذ المستغيث وهرولوا وراء السيارة إلا أنهم فوجئوا بمن في السيارة يلقي بشخص مكمم ومكبل بالقيود في عرض الطريق ليصاب بكسور وسحجات وكدمات لقي مصرعه علي إثرها. وبسرعة جنونية بقي عدد منهم مع المصاب لإنقاذه بينما هرول الباقون لضبط الجاني الذي تمكنوا من ضبطه وبمواجهته أمام العميد محمد توفيق رئيس مباحث قطاع الشرق إعترف بإرتكابه الواقعة بالإشتراك مع زملائه الذين تمكنت المباحث من ضبطهم وبحوزتهم السيارة رقم ر ن و125 ملك الثاني. وبمواجهته أمام العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية اعترفوا بارتكاب الواقعة وأقر المتهم الثاني بقيام المجني عليه بالنصب عليه والاستيلاء منه علي20 ألف جنيه بحجة شراء قطعة أثرية وأنه قام بالإتفاق مع باقي المتهمين علي استدراجه إلي معرض السيارات الذي يملكه بحدائق القبة لتهديده والضغط عليه من أجل إستعادة الأموال وقاموا بالتعدي عليه بالضرب لإجباره علي رد المبلغ وبعد دلك اصطحبوه داخل السيارة وأثناء سيرهم بشارع ترعة الإسماعيلية استغاث المجني عليه بالمارة مما اضطرهم إلي إلقائه خارج السيارة محدثين إصابته التي أودت بحياته وبمواجهة باقي المتهمين بأقوال المتهم الثاني أيدوا ما جاء في إعترافاته. تم تحرير محضر وبإحالتهم إلي النيابة أمرت بحبسهم4 أيام علي ذمة التحقيق ليلقوا جزاءهم نظير الطمع في الأموال.