أكدت مصر رفضها تدخل الولاياتالمتحدة في شئونها الداخلية مشددة علي أن الانتخابات التي تجري علي أرضها شأن يخص المصريين الذين لا يقبلون علي اختلاف توجهاتهم السياسية أن تتحدث حكومة أجنبية بالنيابة عنهم. وكانت الولاياتالمتحدة قد عبرت عن قلقها لاعتقال ناشطين سياسيين مطالبة الحكومة المصرية باحترام حرية التعبير وقالت علي لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي اننا نشعر بالقلق الشديد لاعتقال المصريين في ظل حالة الطوارئ وأن علي الحكومة المصرية احترام حقوق الجميع في التعبير سلميا عن آرائهم السياسية. كما طالب بتمكين المصريين من المشاركة في العملية السياسية وأن يختاروا أخيرا من يحكم مصر بعد الانتخابات. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي عن رفض مصر لما تضمنه البيان الصحفي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية من خوض في الشأن الداخلي المصري بغير علم أو دراية. وقال في بيان صحفي أمس إن البيان الأمريكي تناول بعض الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الأمن المصرية لعدد من المشاركين في مظاهرة يوم6 أبريل الجاري وتجاهل أن الموقوفين تم الإفراج عنهم بقرار من النائب العام كما أنه يغفل أعمال العنف التي تطلبت قيام أفراد الأمن بالتعامل معها. وأشار زكي إلي أن البيان الأمريكي انتقل بلا مبرر واضح من الحديث عن تلك الاعتقالات إلي تناول مسائل سياسية داخلية مصرية أخري بشكل يخرج عن المألوف ولا تقبل به مصر مؤكدا في هذا الصدد وبشكل خاص أن الانتخابات التي تجري في مصر هي شأن يخص المصريين الذين لا يقبلون علي اختلاف توجهاتهم السياسية أن تتحدث حكومة أجنبية بالنيابة عنهم. علي صعيد متصل أكدت مصادر دبلوماسية ل الأهرام المسائي أن تقرير الخارجية الأمريكية بشأن أحداث6 أبريل يفتقر إلي الدقة والأمانة في نقل ما حدث مشيرة إلي أنه تقرير سياسي بالدرجة الأولي.. الهدف منه التخلص من الضغوط التي يمارسها الشارع الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني علي الإدارة الأمريكية لكي تبرز دورها كراع لحقوق الإنسان في العالم. وكشفت المصادر عن أن الخارجية الأمريكية أخطأت كثيرا في نقل معلومات مبتورة ومنافية للحقيقة وهو ما انعكس علي التقرير الأمريكي غير المتزن الصادر نقلا عن السفارة الأمريكيةبالقاهرة. وأوضحت المصادر أن مصر تتابع أي تقارير تصدر عن الخارجية الأمريكية أو غيرها وترد عليها بصورة فورية. وأشارت إلي أنه لا يحق لأي منظمة حقوقية أن تتحدي السلطات الرسمية بالدولة وتنظم مظاهرات رغم أنف النظام وضد القوانين التي تحكم هذا العمل. يذكر أن الخارجية الأمريكية تجاهلت تماما توجيه مديرية أمن القاهرة انذارا علي يد محضر لمركز الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان ردا علي انذار الأخيرة للمديرية بالاخطار عن مظاهرة ومسيرة مزمع تنظيمها للمطالبة بإنهاء حالة الطوارئ.. وأكدت المديرية عدم السماح بتنظيم هذه المظاهرة لاعتبارات أمنية. كما تجاهلت أيضا أنه لا يحق لمنظمة حقوقية أن تمارس العمل السياسي. في الوقت نفسه شن قادة البرلمان والمعارضة وأساتذة القانون والقوي الشعبية هجوما حادا وعنيفا علي بعض المنظمات الدوليةالتي طالبت واشنطن بالضغط علي مصر. فقد أكد النائب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أن مصر ترفض أي تدخل في شئونها الداخلية وأي محاولة من هذا النوع ستكون فاشلة. وقال الجمال علي أمريكا أن تضغط علي إسرائيل لاتخاذ موقف عادل إنهم يهربون من مواقفهم المخزية دوليا لانهم ساندوا الظلم والاحتلال ونسوا ماتقوم به إسرائيل من تهويد للقدس والتعدي علي التراث الديني في فلسطين والقيام بأكبر عمليات استيطانية. وتساءل الجمال هل حقوق الانسان تنسي في فلسطين والعراق والصومال مؤكدا أن الاصلاح لا يمكن أن يفرض من الخارج؟. وهاجم الجمال ما قامت به لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي وقال عليهم ان يذهبوا إلي السجون الأمريكية وسجن أبوغريب في العراق. وأعلن حزب الوفد رفضه لمثل هذه الأمور حيث أكد النائب الوفدي بمجلس الشعب صلاح الصايغ رفض حزبه وبكل شدة لأي تدخل خارجي في شئون مصر الداخلية وتحت أي ادعاءات يقولها الغرب عموما والأمريكان بصفة خاصة. وقال إن الرئيس حسني مبارك أكد في أكثر من مناسبة حرصه علي تعزيز مسيرة الديمقراطية واجراء انتخابات حرة ونزيهة ونحن مع الرئيس في ذلك الأمر أما من يريدون الاستقواء بالأجنبي فليذهبوا إلي الجحيم. وأعلن حزب التجمع رفضه وبشدة لهذه الأمور, حيث أكد النائب المعارض محمد عبدالعزيز شعبان ممثل التجمع بمجلس الشعب أن هذا الكلام عبارة عن هراء ولا يمكن قبوله ومصر دائما ترفض أي تدخل في شئونها الداخلية وحزب التجمع مع ذلك ولا يمكن أن نقبل أي استقواء بالخارج ومن يعمل اصلاحا اليوم غدا سيعمل افسادا وأكبر دليل علي ذلك ما حدث في العراق ونحن نحارب من أجل الاصلاح ولكن لا يمكن ابدا ان نتجه إلي الخارج. وأعلن النائب المعارض بمجلس الشوري ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل أن أي تدخل في الشئون الداخلية لمصر أمر مرفوض وهذا مبدأ راسخ أكده الرئيس حسني مبارك منذ أن تولي قيادة هذا الوطن ونحن نؤيده في ذلك بكل قوة وعلي هذه المنظمات المشبوهة أن تتجه إلي مناطق ودول أخري ومصر أكبر من أن ينال منها أحد مهما كان ومصر لا يمكن أن ترضخ لأي ابتزاز رخيص. من ناحية أخري استنكر الدكتور أحمد ابوالوفا أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة تماما استنجاد هذه المنظمات الحقوقية بالخارج وقال: لايجوز علي الاطلاق اللجوء لدولة اجنبية لتتدخل في شئون مصر الداخلية سواء كان الأمر بسيطا أو كبيرا من ناحية أخري إذا كانت هناك بعض الأمور التي تحتاج إلي تعديل فيمكن بحثها مع السلطات المختصة للوصول إلي نقطة سواء حيث يتم النظر في طلبات هؤلاء الاشخاص أو المنظمات للتوصل إلي حل داخلي وبذلك يمكن حل قضايانا داخليا دون اللجوء أو الاستقواء بالخارج. وأكد الدكتور عاطف سالم استاذ القانون بجامعة عين شمس أن المنظمات الحقوقية في مصر تقوم بعمل شيء يسمي( التشبيك) أي أن علاقاتها واتصالاتها كلها تكون مع الخارج, كما أن دعم كل هذه المنظمات يكون ايضا من الخارج وبالتالي لابد ان تلجأ هذه المنظمات عند حدوث أي مشكلة لها إلي هذه الدول والاستقواء بها والا سيتم قطع الدعم والمعونات عنها, مشيرا إلي انه من الطبيعي ان تلجأ هذه المنظمات إلي الدول الأجنبية لأنها تعمل تحت ضغط هذه الدول.