أفاد ناشطون سوريون أمس بارتفاع عدد القتلي علي أيدي القوات النظامية إلي180 شخصا في مناطق متفرقة بسوريا. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات الجيش النظامي بدأت في شن هجومها المضاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها الجيش الحر في مدينة حلب. فيما قصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري حيا بوسط حلب أمس بينما تأهبت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد لشن هجوم علي مقاتلي المعارضة من شأنه ان يحدد مصير ثاني اكبر المدن السورية. وانضمت تركيا التي كانت في وقت من الاوقات حليفة للحكومة السورية لكنها الان من اشد منتقديها الي الضغط الدبلوماسي المتنامي علي الاسد داعية الي اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في حلب وان اشتباكات عنيفة دارت في اماكن اخري من المدينة. وقالت الجماعة المعارضة في بيان عبر البريد الالكتروني ان طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه مضيفة ان هناك اشتباكات عنيفة ايضا عند مدخل حي الصاخور. واظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من عمارات سكنية في المدينة أمس. وامكن سماع دوي اطلاق نار متقطع بوضوح. وحثت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان كلا من قوات الحكومة والمعارضة السورية علي حقن دماء المدنيين في حلب معربة عن بالغ قلقها من احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة في المدينة تذكر بالهجمات الدامية الاخري. في الوقت نفسه أكدت جامعة الدول العربية أنها تتابع ببالغ القلق مايتردد عبر وسائل الإعلام الدولية والعربية وماتؤكده المؤشرات عن اعتزام القوات السورية اقتحام مدينة حلب بالقوة ومايترتب عليه من ارتكاب فظائع ضد أهل المدينة ذات الكثافة السكانية العالية. وأعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان صدر أمس عن بالغ استيائها لما تقوم به السلطات السورية من بطش وقتل واستعمال كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي ضد الشعب السوري المنتفض والمطالب بالتغيير والتطوير وتحقيق الديمقراطية. وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المجموعة العربية في الأممالمتحدة برئاسة السعودية أعدت المسودة الأولي لمشروع قرار عربي بشأن الوضع السوري لعرضه علي الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جانبها قالت مصادر خليجية لرويترز ان تركيا اقامت قاعدة سرية مع حليفتيها السعودية وقطر لتقديم مساعدات حيوية عسكرية وفي مجال الاتصالات لمساعدة المعارضة السورية من مدينة قريبة من الحدود. وفي الأراضي المحتلة اعتصم عشرات الأطفال في غزة صباح أمس تضامنا مع أطفال سوريا, وقاموا بترديد هتافات أظهروا من خلالها أن غزة وسوريا تعانيان جرحين غائرين من بين الدول العربية, تتمثل معاناة الأولي بالاحتلال الإسرائيلي والثانية بالنظام السوري.