رفع نصف مليون بورسعيدي الراية البيضاء امام وحش الاشغالات الشرس الذي التهم كل شبر من اراضي المدينة الصغيرة.. ووقف بالمرصاد لكل محاولات ترويضه. بعدما اصبح امرا واقعا مؤسفا.. لايستطيع اي قيادي او تنفيذي بالمحافظة.. مجرد الاشارة له.. وليس محاربته او الاعلان عن ذلك وهما وكذبا.. وجاء سقوط بورسعيد واستسلام مواطنيها امام هذا الغول ليوقف الحياة الطبيعية للناس.. ويسد امامهم كل الشوارع الرئيسية والفرعية.. وذلك وسط صمت مريب من جانب ادارات الاشغالات بالاحياء, وشرطة المرافق والتي يبدو.. انها حارت في المأساة.. واكتفت بحملات روتينية.. معظمها في ساعات الصباح.. والتي تغيب خلالها الاشغالات لتخلد لاستراحة قصيرة.. قبل ان تعود لتضرب المدينة وابناءها بقسوة عقب انتهاء مواعيد العمل الرسمية للمتصدين لها. وفي جولة للاهرام المسائي ببورسعيد.. سجلت السطور.. ثورة غضب المواطنين والقيادات الشعبية ضد الاشغالات.. والمستفيدين منها. في البداية.. يشير السعيد الشخطور رئيس مجلس محلي حي العرب.. إلي تكرار الحملات اليومية لشرطة المرافق علي الاسواق.. وعشوائيات الاشغالات داخل حي العرب..ولكن يبقي الوضع العام للاشغالات داخل الحي مؤسفا للغاية.. نظرا لوجود معظم الاسواق الكبري للاسماك والخضراوات والفاكهة القديمة والحديثة علي السواء داخل الحي. واضاف ان الأزمة تحتاج لدراسة متكاملة وحلول غير تقليدية.. للوصول لنهاية عاجلة للفوضي الشاملة التي يعاني منها ابناء بورسعيد حاليا. ويقول الاعلامي عبد الفتاح حافظ عضو المجلس المحلي ان ظاهرة الاشغالات في بورسعيد هي انعكاس لكل ما هو فاسد.. وفوضوي داخل الاحياء.. وعلي المجالس المحلية احياء الدور الرقابي.. لمطاردة وتتبع كل متستر علي عدم اعمال القانون في مواجهة جحافل اصحاب تلك الاشغالات.. هؤلاء الوافدون من خارج بورسعيد والذين سدوا الطرق امامنا. وضيقوا الخناق علينا. وحولوا حياة البورسعيدية لجحيم لاينتهي.. وقال المواطن عبد القادر ابوالعينين معاشات قوات مسلحة انه لا سبيل لمواجهة تلك الاشغالات التي بدأت متحركة واصبحت ثابتة بالشوارع الرئيسية ونواصي المناطق السكنية.. وخارج اسوار الاسواق الجديدة الا بمحاسبة اصحاب تلك الاشغالات ماليا علي كل متر ارض يحتلونه.. وفرض رسوم اشغالات عليهم..ومحاصرتهم للسداد واما الدفع او الطرد.. ولكن ماداموا لا يدفعون مليما عن اشغالاتهم.. فلن يمشوا.. ولا بالطبل البلدي..