في تطور مفاجئ أحال مصطفي السيد محافظ أسوان ملف مساكن متضرري السيول بالمحافظة إلي النيابة العامة للتحقيق فيما قال إنه مخالفات جسيمة في المشروع الذي يجري تنفيذه منذ شهر باموال تبرع بها المواطنون. وبلغت نحو33 مليون جنيه لبناء600 وحدة سكنية بالمنطقة لصالح المتضررين من السيول. واتهم المحافظ القائمين علي المشروع بمخالفة التصميمات الهندسية والبناء بدون ترخيص واسناد جميع التبرعات إلي جمعية المواساة الإسلامية بالأمر المباشر دون موافقة الجهة الإدارية. وكشف المحافظ عن ان تقارير اللجان الفنية التي تم تشكيلها لمعاينة المساكن أكدت وجود عيوب فيها وأنها غير آمنة تتعارض مع ما قدمه الاستشاري ممدوح حمزة الذي تولي تصميم المشروع. واتهم المحافظ الاستشاري ممدوح حمزة بانه لجأ للدعاية الإعلامية, مشيرا إلي أن تكلفة المسكن لا تتعدي30 ألف جنيه مخالفا الحقيقة وهو ما نتج عنه بناء63 مسكنا بدون اساسات ومواد بناء غير مطابقة للمواصفات الفنية. وأبدي المحافظ دهشته من ادعاءات الدكتور ممدوح حمزة استشاري المشروع بانه لم يتقاض مليما واحدا. حيث ان هذا لا يعطيه الحق في حرية الصرف للمقاولين واعتماد المستخلصات بدون رقابة إدارية أو فنية من جهة الإدارة وفي مبالغ تتجاوز33 مليونا مؤكدا أن التكلفة الاجمالية لا تتجاوز18 مليونا. من جانبه, دافع الاستشاري ممدوح حمزة عن موقفه مؤكدا أن مكتبه تبرع بعمل التصميمات والاشراف علي تنفيذ المشروع والتعاقد مع المقاولين الذين قدمتهم المحافظة لانشاء وحدات سكنية كاملة التشطيب باستخدام حوائط حاملة من الطوب الأحمر المورد من الجيزة بسعر35 ألفا بالجيزة. وقال: إنني فوجئت بوقف العمل برغم أنني قمت بنفسي بتصميم الرسومات والمستندات اللازمة للمحافظة, واتفقنا علي سرعة الانجاز لسكن ضحايا السيول المشردين وان الرخصة هي اجراء روتيني لا يؤثر في سير الأعمال. وأوضح أن جمعية المواساة قبلت أن تستخدم حسابها البنكي لوضع أموال المتبرعين وأن تكون جهة صرف المشروع من خلال المستخلصات معتمدة من المكتب الاستشاري إلا أن المحافظة أصدرت قراراتها بعدم صرف أي مبالغ من حساب المتبرعين كما أن مديرية التضامن قامت بزيارة البنك والتأكد من عدم صرف أي مبالغ للمقاولين بالرغم من اعتمادها من المكتب الاستشاري. بينما ارجع الدكتور جابر عوض رئيس مجلس إدارة جمعية المواساة الإسلامية باسوان توقف مشروع إسكان متضرري السيول باسوان إلي خلافات بين المحافظ والدكتور ممدوح حمزة الاستشاري الهندسي وذلك منذ أربعة أيام. وأشار عوض إلي أن جمعية المواساة الإسلامية ما هي إلا وعاء لتلقي الاموال فقط, وليست طرفا في الخلاف بين المحافظ والاستشاري الهندسي وأوضح عوض انه تم اختيار جمعية المواساة الإسلامية من بين باقي الجمعيات الأهلية, وذلك لانهاء أكبر جمعية أهلية في أسوان وانها تعمل منذ1910 في مجال الخدمة العامة والاجتماعية باسوان, مشيرا إلي أنه لم يصرف أي أموال من قيمة التبرعات التي بلغت نحو35 مليون جنيه حتي الآن التي تم جمعها عن طريق برنامج القاهرة اليوم بقناة أوربت الفضائية, ويضيف عوض أن البرنامج قام بوضع رقم حساب الجمعية ولم يذكر اسمها في البرنامج, وتم تلقي التبرعات وأن العمل في مشروع إسكان متضرري أسوان بالمجان والتطوع بدون أن يحصل أحد علي مكافآت أو رواتب من المقاولين والعاملين. وانه حتي الآن تم بناء30 أو40 وحدة سكنية.