* منذ أكثر من تسعة أشهر كتب الكاتب الكبير أحمد رجب الناس ملت المليونيات فقد تحولت من اجراءات ثورية فعالة إلي نذير شؤم بالفوضي والدم.. والناس ملت الكلام بلا عمل نسينا تدبير لقمة العيش لأولادنا غدا وبعد غد.. لم يعد هناك من اهتمام غير كعكة حكم مصر؟! * ومرت شهور علي نصف كلمة الكاتب الكبير.. وزادت أوجاع مصر وارتباكها السياسي.. وبدأ التدهور الاجتماعي والمعيشي يعلو صوته.. حتي تكاد تسمعه يصرخ برنة حزينة! * الثورة قامت للتغيير للأحسن.. والأحسن قادم بإذن الله.. ولكن الثمن الذي يدفعه الشعب يزداد فداحة كان يمكن تفاديها.. اذا خلصت النوايا!! * والنخبة معها المفتاح السحري للسيطرة علي الارتباك الوطني والأطماع الشخصية والفئوية والطائفية.. بما تملكه من وعي وادراك وعلم.. وهذه المميزات الشخصية تضاءل دورها في مساعدة البلاد للقفز من فوق فوهة بركان الصراعات الحامية علي السلطة؟! * النخبة من أكثر الوسائل الحياتية سلاسة لاختراق الفكر.. لانهم قدوة.. ولديهم رصيد كبير عند الشعب.. * بعد ثورة يناير التي نجحت في هدم نظام فاسد.. مازالت مصر تتعثر في طريق البناء والتقدم الذي نستحقه بمالدينا من موارد بشرية وامكانيات.. تخص مصر فقط؟ * وبداية مشوار البناء.. أن أتجه إلي عقول النخبة التي المفروض أن تعالج المشاكل.. وتواجه الاختلافات وتهدئ من فوران الشعب.. وتعدل اتجاهاته بعيدا عن الصراعات والخلافات التي تؤدي إلي الفوضي؟!! * وللاسف أداء بعض أهل النخبة لم يكن موفقا.. منهم من ارتدي ثياب مصالحه الخاصة.. وأدار ظهره بعيدا عن مصلحة الوطن.. وفصيل منهم استمرأ البطولات الزائفة عبر الفضائيات؟! * ومنهم من تمسك بآرائه المرتبكة.. ومنهم من أصر علي الدخول في مجادلات سفسطائية.. تزيد من اثارة الفوضي في البلاد.. تارة بالتحريض غير الوطني لإهالة الضبابية علي كثير من المشاكل أو التصفيق بحرارة لبعض مثيري الشغب والفوضي للوصول إلي أهداف ضيقة الأفق أو احادية المصلحة؟ الدعوة لاعتصامات ومظاهرات وتنغيم هتافات بذيئة لاتفيد إلا اصحابها المغيبين وتقتل التماسك الوطني بصواريخ ذاتية الصنع تصيب كل فرد في الوطن.. بقنبلة عدم الاستقرار وانهيار اركان الدولة! * الطريق إلي جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.. فهم نبلاء يعتقدون أنها لحظة حاسمة في الوطن فلنصمد.. لاستكمال احلامنا.. ولكن الاسلوب المتبع في الصمود غاية في الجحود والذبول في الرؤية؟!! أي عاقل يعلم أن المرحلة الانتقالية كلما قصرت.. كلما نجت البلاد من مخاطر ما يتبع الثورات من عدم استقرار.. له وقت.. يجب ألا يطول؟!! * والسؤال: لماذا لم تجتمع النخبة إلي كلمة سواء حول مائدة مصلحة البلاد بإصرار ونضال علي تفعيل هذا الحوار الوطني لما فيه مصلحة واستقرارها بالعقل والمنطق والعلم والقانون! * مأساة التشتت والتخبط.. تضعف الرؤية الوطنية, وإهمال أنشودة العمل الجماعي أصاب الوطن بفيروس الفوضي التي ترتع في البلاد دون فرامل عاقلة تخاف علي مصالح مصر البلاد داخليا وخارجيا. * بعد مرور اكثر من عام ونصف المظاهرات المعطلة للغة العمل والانجاز مازالت تلاحق الاستقرار وتكتم انفاسه واستبشرنا خير بانتخاب الرئيس.. ولكن مازال مسلسل صراع الاشقاء يعرض مأساته؟! * ثورة يناير أنارت مصابيح الوعي في العقول النائمة من طول فترة الركود السياسي والعلمي والاقتصادي والاجتماعي.. حتي إن نسبة الفقر وصلت في مصر إلي أكثر من40% من عدد السكان؟! * كفي لعبا بمصير مصر وشعبها.. ولابد من درء المخاطر والوقوف معا كالبنيان المرصوص في وجه الاطماع التي قد تستغل تشتتنا لاستثماره لصالحها.. وكما قال د. مراد وهبه في تعريفه للاستعمار استثمار المتقدم للمتخلف بموافقه المخلف وثم نتيجة مترتبة علي هذا التعريف وهي أن الضعيف هو المولد للقوي وعكس ذلك ليس بالصحيح حذار من الاستعمار الجديد؟! * كفانا خلافات تزيد من التهاب الوضع السياسي وتوابعه اكثر من40% من المصانع متوقفه عن العمل.. واعصاب الناس تعبت1700% من المصريين يعانون نفسيا.. من اوضاع البلاد غير المستقرة.. الجيوب فارغة.. والقلوب باكية والعقول غاضبة.. مدافع الانانية اصابت بهجة المصريين وأمانهم في مقتل؟!! * ويلخص الاستاذ السيد ياسين.. اخطاء النخب الثورية والسياسية بأنها لم ترتكب مجرد اخطاء ولكنها قامت بخطايا جسيمة من شأنها تفتيت المجتمع المصري ورفع رايات الفوضي علي حساب اعلام الثورة في دولة ديمقراطية تخضع لسيادة القانون. * القانون آراه مثل الفأر جيري يجري وراءه الوطن محاولا الامساك به لحماية البلاد من مشاغباته المدمرة؟! * الحل لاعادة البهجة والاستقرار لمصر هو الاخلاص للوطن في الغرف المغلقة بقلوب واعية من النخبة ونيه صافية لايجاد حلول تعبر عن الانتماء لأم الدنيا.. وليس في تشجيع الهتافات السلبية العقيمة والصراعات في الشوارع والميادين؟ * الشعب يريد من النخبة الا تزيف الوعي والا تعطل مسيرة الاصلاح بل تطرح الحلول وتزيل الغموض!! * وربنا يحمي الطيبة بقوة أهلها من القبيحة والغرب الشرس؟!!