وشم, لأحشاء رجل تنفجر. تلاشي حتي كأنه عدم. كائن خرافي يشبه وجهي أو وجهك! حينما ينظر كل منا منفردا ومجتمعين في المرآة. غرائب الأحداث تجعل ذلك ممكنا, الوشم علي صدور كل من أقابلهم, يميزهم عن الآخرين من غير بني الانسان. لعبة غريبة بدأت في ابتكارها علي شاشة الكمبيوتر لعبة سميتها باسم الوشم, برمجتها وأعددتها ثم أرسلتها لشركة تبنتها فانتشرت علي الانترنت وعلي العاب المحمول. ناس كثير تجري وراء رجل.. لايصيبه سهمهم الأول وهذا ضروري في هذه اللعبة ولا الثاني ولا الثالث من الممكن أن يصيبه الثالث أو الرابع أما السهم الخامس فيعتدل الرجل في مواجهته ويتحول الي قنبلة تقتحم بطنه فتنفجر أحشاؤه. *** الوشم.. تحول الي كتاب.. صاحبه وهو أنا نال أعلي الجوائز, وقرر فجأة تأليف عدة أجزاء له, وهو يمثل نظرية التطور بالنسبة للعبة الكمبيوتر, في الجزء الأول كما شاهدنا تنفجر احشاء الرجل بعد السهم الخامس. أما في الجزء الثاني من الكتاب, فيتحول الرجل بعد أن يصيبه السهم وتنفجر احشاؤه ويموت بالطبع الي كائن سوي الخلقة, علي لسانه بثور عجيبة وهنا يطلق الناس سهمهم السادسTHESIXTHARROW هو عنوان الترجمة الانجليزية للجزء الثاني من كتابي) يدور السهم حول الرجل في لحظات أشبه بالقدر, يحيط به ثم يفجر مخه, تتناثر أجزاء المخ علي كل شخص من الناس, يشعرون بالقرف والاشمئزاز الشديد.. وتبدو علي وجوههم علامات الدهشة والاعتراض. (كأن مافعلوه لم يكن) العبارة السابقة ختمت بها الجزء الثاني من كتابي. (لأنك مرآتهم.. فهم يعذبونك.. يجعلون منك كبش الفداء لحياتهم القاسية.. التي تخلو من أقل المشاعر, يرون فيك كائنا نبيلا صادقا رحيما.. قادرا علي قول لا في كل شكل من أشكال الزيف في هذا الكون, المجتمع). فقرة مهمة استهللت بها تتر الفيلم الذي استوحي من الجزء الثالث من كتابي, ووضعه النقاد في مصاف فيلمSEVEN الشهيد والذي يدور في عوالم لامعقولة علي عكس قصتي ولعبتي ووشمي. عبقرية الفيلم والذي سمي باسم( القدر وذكريات رجل) تنحو في شكل الناس, ولقد تحولوا الي شكل مرعب مقزز أصاب الرجل الذي يجري منهم بالخزي من كونه واحدا منهم. طاشت كل سهامهم, نفدت جعبتهم, كاد الرجل أن يهرب منهم.. الا أنه وقف فجأة.. وتحداهم, استدار بمواجهتهم, أصبح وجهه الطيب الجميل البريء في مواجهة وشوشهم الكريهة القبيحة التي تتغير في كل شخص منهم.. حتي كأنهم بمليون وش. الكائن النبيل.. ارتدت أحشاؤه الي موقعها بعد أن تجمعت من شوارع عديدة دارت فيها مشاهد الفيلم. في المشهد الأخير والذي حصل علي اعجاب لجنة التحكيم في جائزة أوسكار العالمية الرجل رفع سبابته في وجه متتبعيه وأشار لهم أن توقفوا.. ثم حركها باشارة(لا). كأنما انفتحت أبواب الجحيم.. صوت صراخ الناس.. خيوط عنكبوتية انبعثت من ألسنة الناس تجاه الرجل.. سقط الرجل.. داروا حوله وفوقه في رقصة بدائية عجيبة وطقوس خاصة بأصحاب الوشم وليس منهم الرجل بالطبع. اتحدت أيديهم في يد عملاقة مزقت صدره وأخرجت قلبه الذي ظل ينبض وينزف دما بين اصابع اليد العملاقة القاسية.. تنزل كلمة النهاية. هامش كتبته علي تتر النهاية هذا الدم من قلب الرجل كان يغني.. نعم يغني.. أغان عبارة عن عمري أنا في مراحله المختلفة بمعني: أغنية لعبد الحليم اذيعت بعد موته في مناسبة المنصة وتتحدث عن الزعيم الراحل( كان عمري وقتها أربع سنوات), أغنية في فترة المراهقة بل أغان بطعم موسيقي دائما ماقوبلت بالرفض لحميد الشاعري والأصدقاء. أغنية حفل عرسي يغنيها علي الحجار تذكرني بماضي قبل أن اعشق النساء. كان الدم يغني ويعزف مقاطع من الموسيقي التي يهواها كل الناس( ممن وضعوا فيه سهامهم) لأنه لم يحمل وشمهم. وأنا أصعد علي خشبة المسرح الكبير مسرح الحياة كما أخبروني باسمه لأتسلم جائزة أبرع من صمم وألف واخرج.. فوجئت بأحد الصحفيين.. يسرع خلفي يمسك بأسفل ساقي.. وبآخر يعري وياللعجب صدري من الملابس يم صرخان في حس واحد: انظروا, أنه ليس مثلكم.. ليس منكم لايوجد علي جسده شعارنا المقدس الوشم ياسر محمود محمد الأربعين السويس