من حق الشعب المصري أن يفرح ويبتهج ويفتخر بثمار ثورته النادرة التي بدأت تحدد ملامح مصر الجديدة التي ننشدها جميعا, ولكن ذلك لا يخفي حقيقة خطورة الأوضاع القائمة. التي تتطلب من المصريين جميعا, العمل وبأسرع وقت ممكن, وبأقصي طاقة علي رفع أنقاض العهد البائد بكل ما خلفه وراءه من أزمات إقتصادية طاحنة وروائح فساد تنتشر في الكثير من المواقع والمؤسسات. رفع الأنقاض يسبق مرحلة البناء التي يجب أن تأتي علي أسس مدروسة لا مجال فيها للاجتهادات الفردية أو الحسابات الخاطئة وإنما نريد أن تأتي الخطط والبرامج بناء علي أسس للتنمية الحقيقية, التي تنهض بربوع مصر من أقصاها إلي أقصاها وحتي لا نكرر تجارب الماضي التي أهدرت الثروات من أجل شرائح معينة حصدت الجزء الأكبر, وتركت الفتات لبقية أفراد الشعب. لقد حان وقت البناء واستنفار القوي والمشاركة من الجميع وعدم الاكتفاء بتوجيه النصائح والانتقادات فتلك مرحلة لم نصل إليها بعد, ولعل الترحيب الدولي بما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات الرئاسية ومسارعة قادة دول العالم علي الاتصال بالرئيس محمد مرسي وتهنئته يعطي دفعة قوية بأن تبدأ مصر مشاوراتها واتصالاتها لدعم التعاون الاقتصادي مع تلك الدول علي أسس جديدة وراسخة تحقق المصلحة لكافة الأطراف. الأيام القليلة القادمة ستكون حافلة بالاتصالات واللقاءات للتحضير للانطلاقة الكبري التي تبشر بكل الخير لمصر وشعبها, وقد تكون الأرقام القياسية التي حققتها البورصة المصرية أمس مجرد علامة ترحيب, وصافرة البداية في مسيرة طويلة يجب أن تبدأ علي الفور ودون إبطاء [email protected].