ساعات صعبة وحاسمة, وعلي المصريين جميعا الدعاء بأن يحفظ الله مصر من فتنة تفوح رائحتها, وأبواب شر لن تفرق بين مصري وآخر. وإنما إذا فتحت فسيكون الطوفان عنيفا وساحقا وغارقا للجميع. لم نتحدث بمثل هذا الحديث من قبل وحتي في أحلك اللحظات عندما حدث الانفلات الأمني, وعاشت البلاد أوقاتا عصيبة, امتدت علي أثرها السواعد المصرية القوية, من أبطال القوات المسلحة, واللجان الشعبية لتحمي الممتلكات العامة والخاصة, ولتصنع نموذجا نفتخر به علي الدوام, وأيضا في أحداث دامية أوجعت القلوب نتيجة نزيف الدماء, وسقوط المزيد من الشهداء, وكنا في كل مرة نكرر أن مصر لن تدخل أبدا إلي النفق المظلم, مثلما حدث للعديد من البلدان حولنا, لأنها المحروسة بعناية الله وعقيدتها الراسخة, وحضارتها, وشعبها الصابر علي الشدائد, وقد استيقظ ليحقق أهدافا منشودة لن يحيد عنها. فهل ترانا اليوم أضعف إيمانا, وقلة في الحيلة حتي يتسلل بعض الإحباط إلي قلوبنا؟ قد يكون صحيحا شيء من هذا القبيل نتيجة ذلك الغبار العالق في الأجواء والذي يحجب الرؤية عن بعضنا البعض, في الوقت الذي يجب أن نكون فيه صفا واحدا, في مواجهة أخطار لا تخفي علي أحد, وواقع سياسي واقتصادي واجتماعي, يتطلب أعلي درجات المسئولية الوطنية, البعيدة كل البعد عن المصالح الضيقة والصفقات المشبوهة والتحالفات المرفوضة. نحن أكثر ما نكون حاجة إلي أن نبدأ يومنا هذا بالدعاء, بأن يحفظ الله مصر من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا من أجل حاضر ومستقبل تستحقه الأجيال القادمة.