اعتبر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن الخطوة التالية التي قد تعزز قوة الشباب العربي بعد ميادين التحرير هي الثورة التعليمية التي قد توفر فرص العمل, ولا سيما أن النواحي الاقتصادية هي التي كانت مصدر القوة البركانية في مصر وتونس وليبيا واليمن. وقال في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز إن الصحوات العربية قد تنجح وقد تفشل في إسقاط الحكام لمستبدين, ولكنها لن تعزز بأي حال من الأحوال قوة الجيل الجديد في ظل غياب الثورة في التعليم. وذكر فريدمان أن الثورات العربية ربما لا تنجح في خلع الحكام المستبدين بدون تمكين الجيل الجديد من الشباب العربي بهذا النوع من الثورة في التعليم, مشيرا إلي أن الصحوة العربية في أساسها لم تكن بدافع ديني, بل قادها شباب يئس من البطالة ومن افتقاره إلي الأدوات التعليمية التي تمكنه من معرفة قدراته. وتابع قائلا إن الأحزاب الإسلامية التي استفادت من تلك الثورات للوصول إلي السلطة قد تلقي عاجلا أم آجلا المصير ذاته الذي لقيه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والراحل الليبي معمر القذافي, إذا لم تتمكن من تلبية طموحات الشباب الذين اجتاحوا الحواجز. وينقل فريدمان عن داليا مجاهد التي تدير استطلاعات جالوب إن الحزب الذي يختارونه لا يشكل أهمية بالنسبة لهم, ولكن ما يهمهم بصرف النظر عن توجهاتهم الليبرالية أو الدينية, هو أولويات الحكومة المقبلة. ومن أهم أولويات الناخب المصري الآن التنمية الاقتصادية والأمن والاستقرار والتعليم. ووفقا لاستطلاع مارسون مارستيلر للشباب العربي لعام2012, فإن الحصول علي راتب منصف وامتلاك منزل, يأتيان في مقدمة أولويات الشباب العربي بالشرق الأوسط, ثم يأتي العيش في ظل الديمقراطية في المرتبة الثالثة. وتقول مني مرشد الأمريكية من أصل مصري التي تشرف علي برنامج ماكيسني لتطبيق التعليم العالمي, إن التوجه الذي لا يزال يهيمن علي العالم العربي هو التعليم من أجل البطالة, بدلا من التعليم من أجل التوظيف. وتضيف أن ثمة نهجا في التدريس يعود إلي عدة قرون, ومنهجا لا يلبي احتياجات الطلاب, فيتطلب من صاحب العمل في العالم العربي تسعة أشهر لتدريب عامل جديد. ويختم فريدمان بالدعوة إلي تحويل المساعدات الموجهة إلي العالم العربي نحو التعليم من أجل التوظيف.