هذا هو منتخبنا, وهذه هي كرة القدم عندنا, وهذا هو اللاعب المصري تستطيع أن تتابع أخباره أكثر خارج المستطيل الأخضر بما تشمله من أزمات ومشكلات ومقالب وخلافات.. أما في الملعب فلا يمكن أن تضمن مستواه ولو في مباراتين متتاليتين, بل هو يمكن أن يفاجئك بالتغيير والتذبذب في المباراة الواحدة لأنه منذ صغره لم يجد النظام ولا الأسلوب الذي يعده ويعلمه كيف تكون كرة القدم وكيف يكون الاحتراف, وعندما يكبر يجد نفسه مشغولا بالمقابل المادي والاحتراف الخارجي ليخسره منتخب بلاده قبل أن يبدأ! لست متشائما من إمكانية أن يتخطي المنتخب الوطني عقبة أفريقيا الوسطي ويتأهل للدور الأخير من تصفيات كأس الأمم الأفريقية التي تقام نهائياتها العام المقبل في جنوب أفريقيا بالرغم من الهزيمة المخجلة والغريبة في ستاد برج العرب بثلاثة أهداف مقابل هدفين أمام فريق متواضع المستوي اعتبر الفوز علي الفراعنة بمثابة أكبر انجاز في تاريخه الرياضي لدرجة دفعت رئيس الجمهورية إلي إرسال برقية تهنئة بعد دقائق من انتهاء المباراة بعد النصر الذي حققوه خارج أرضه وهم يلعبون بعشرة لاعبي! لا مجال في كرة القدم الآن للكلام عن استحالة الفوز خارج الأرض ومن هنا يحتفظ منتخبنا بفرصته كاملة في الفوز في بانجي, وكما فاز علي غينيا بكوناكري في تصفيات كأس العالم يمكن أن يفوز بفارق هدفين في مباراة العودة, ولكن شريطة أن يسارع الجهاز الفني إلي علاج الأخطاء الدفاعية الرهيبة التي ظهرت في اللقاء, وأن يكون هدفه الأول إعداد اللاعبين معنويا قبل السفر أواخر الشهر الجاري في الرحلة الصعبة. عاني المنتخب من إرهاق شديد بسبب رحلة غينيا, ولكن منافسه طالته الظروف نفسها إذ لعب يوم الأحد الماضي مع أثيوبيا في تصفيات كأس العالم وخسر بهدفين دون رد وجاء إلينا من هناك مباشرة, كما لا يمكن أن نقر بأن الخسارة سببها توقف المسابقات المحلية, وإلا نكون بذلك نشكك في الفوز بمباراتي تصفيات كأس العالم أمام موزمبيق وغينيا! وأعتقد أن قدرة الجهاز الفني علي الخروج من هذا المأزق ستعتمد بدرجة أولي علي شجاعة الجهاز الفني في الاعتراف بالأخطاء وتصحيح الأوضاع السلبية التي تتمثل أول ما تتمثل في الثقة العالية التي أدينا بها اللقاء والاستهانة الواضحة بالمنافس, وأظنهم سيحاولون.