وسط الغبار المتصاعد من معركة انتخابية شرسة تخرج عن قواعد المنافسة المعروفة والتقليدية نكون في أشد الحاجة إلي تذكر الثوابت المصرية التي تجعل هذا الوطن مستعصيا علي الاختراق أو قابلا لتكرار تجارب أخري تجري حولنا موصومة بالفتنة والفوضي. الثوابت المصرية التي نتحدث عنها تمثل طوق النجاة من إهتزازات تبدو في الأفق القريب نتيجة حالة التجاذب الشديد بين الخيارين المطروحين في جولة الإعادة, وعلي الرغم من جانب ايجابي يشير إلي حدة المعركة مما يضفي المصداقية علي أول انتخابات رئاسية تحدث بعد الثورة إلا أن القياسات علي أرض الواقع تشير إلي سخونة متصاعدة قد تكون بفعل فاعل لكن الأهم أنها قد تخرج عن السيطرة عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات التي ستحسم بطبيعة الحال لصالح واحد من المرشحين. لقد دخلت مصر بالفعل إلي مرحلة العد التنازلي لعملية التسليم والتسلم للأمانة والمسئولية التي تحملها المجلس الأعلي للقوات المسلحة وخطورة الأيام القليلة المتبقية أنها تتوج مسيرة طويلة لمرحلة انتقالية شهدت الكثير من الاحداث التاريخية أهمها الانتخابات البرلمانية والرئاسية ووصول السفينة إلي الشاطئ يتطلب قدرا هائلا من الحكمة واليقظة حتي لا يحدث ارتطام أو صدام يتسبب في أضرار لن تقتصر علي فئة أو شريحة واحدة من المصريين إنما تعرض الجميع لخطر داهم وإذا كانت الثقة الكاملة تظل دائما في قدرة قواتنا المسلحة الباسلة علي تأمين البلاد والعباد فإن هذه المسئولية التاريخية تتحملها كل القوي والتيارات والاحزاب السياسية التي عليها أداء واجبها بشكل ايجابي وفاعل دون الاكتفاء بتوجيه الانتقادات والملاحظات علي ما يجري وكذلك الارتفاع فوق المصالح الخاصة والضيقة لتكون مصر أولا وقبل كل شيء. إنها أيام وساعات حاسمة في تاريخ مصر وثورتها وشعبها والتاريخ لن يرحم كل من يلعب بالنار!