من حق الشعب المصري أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عن رئيسه المقبل قبل أن يختاره ويعطيه صوته, مفضلا إياه عن بقية المرشحين, السيرة الذاتية لا تنفصل أبدا عن حياة وسلوك الشخص وما يمكن أن يقدمه للآخرين. ومن هذا المنطلق ندعو جميع المرشحين بلا استثناء أن يقدموا أنفسهم( من جديد) للناخبين, وذلك لأسباب كثيرة أهمها أننا نتحدث عن المنصب الرفيع الذي يقود الأمة ويرمز للمصريين جميعا, بصرف النظر عن صلاحياته والتعديلات المتوقعة في الدستور الجديد لوضع نهاية تضمن عدم ظهور فرعون آخر علي أرض الكنانة. وهناك ما يدعو للتساؤل حول الأسباب الحقيقية للترشح, وهل هناك رغبة شخصية لخدمة الوطن أم أن هذا المرشح أو ذاك قد تم الدفع به حماية لمصالح أخري تسعي بكل ما تبقي لها من أرصدة مادية ونفوذ للحفاظ علي أوضاع لا يمكن القبول بها تحت شعارات مزيفة تم تسويقها في الماضي, وتضليل الرأي العام بها علي شاكلة جذب الاستثمارات الداخلية والعربية, في حين أنها كانت وبحق أكبر عملية نهب منظمة تجري في تاريخ المنطقة وإذا فتحت ملفاتها لن نشهد لها مثيلا حتي في أزمان الاستعمار القديم, والمعني أن هناك تدفقا للمال السياسي والتمويل المزدوج لتيارات سياسية متضاربة ليس بهدف دعمها فقط, وإنما لإحداث المزيد من الفرقة والانشقاق والفوضي علي أرض مصر حتي لا تستقيم الأمور, وحتي لا تخرج الانتخابات الرئاسية بسلام, وحتي لا يأتي الرئيس المحترم الذي لا يمكن إخضاعه لضغوط أو ملفات من ماضيه القريب أو البعيد. لقد حان وقت الجد والبداية أن يسأل الشعب كل من بقي في ساحة التنافس.. من أنتم؟.. ليعرف إجابات شافية وواضحة عن جميع التفاصيل المتعلقة بتاريخ المرشح منذ دخوله معترك الحياة السياسية, وإلي الآن محددا مصادر قوته وتمويل حملته, وهذا هو الأخطر, لأننا لا يمكن أن نقبل أن يأتي رئيسا لمصر بتمويل أجنبي حتي لو كان من دولة شقيقة, لأن في ذلك كارثة حقيقية علي الأمن القومي المصري, وعلي المصالح العليا للوطن. قبل أن نبدأ في الحديث عن البرامج والآراء والطموحات والأفكار, لابد أن نعرف جذور كل مرشح, ففي الأصول البصمات الوراثية التي تنبئ بالحاضر والمستقبل معا. [email protected]