تزايدت خلال الساعات الأخيرة لغة التهديد والوعيد ليس بين المرشحين للرئاسة فقط, ولكن تجاه الشعب المصري كله باعتبار أن ما يحدث علي الساحة يقودنا كما يري البعض من المحللين إلي طريق الفوضي. بل ان واحدا من هؤلاء المفكرين قد استخدم أمس الأول تعبيرا مبتكرا في مداخلة فضائية حين قال محذرا: نحن نقترب من البوابة الحمراء, وشرح ذلك بأن هذه البوابة تعني الدخول في حرب أهلية من شأنها أن تدمر الجميع. وهذه ليست المرة الأولي التي أعلق فيها علي تلك اللغة في الخطاب وسهولة التحدث عن انتشار الفوضي واشتعال الحرب الأهلية, وقلنا إن الاعتراض والرفض لذلك الخطاب وتلك اللهجة ينطلقان من اعتبارات وحقائق واضحة كل الوضوح وهي: أولا: إن الحديث عن حرب أهلية يعني عدم الفهم لمعني تحمل القوات المسلحة المصرية الأمانة والمسئولية لحين تسليم البلاد إلي السلطة المدنية المنتخبة بإرادة شعبية حرة, ولسنا في حاجة لكي نذكر الجميع بالسجل الحافل للعسكرية المصرية علي طول التاريخ, بأنها لن تسمح أبدا بأن يحدث ما يمس أمن وسلامة الوطن بأي شكل من الأشكال, ولا علينا واجب التنبيه لمن يفرط في التحذير ولو من باب النيات الحسنة بسرعة المراجعة وعدم التمادي في هذه اللغة المرفوضة. ثانيا: إن الحديث عن الفوضي والحرب الأهلية يعني وجود انقسامات خطيرة داخل الرأي العام, ليس هذا فقط, بل نكون أمام شبيه لما جري ويجري في البلدان الأخري, وإذا كنا نعترف بسخونة وشراسة المعركة الانتخابية, فإن ذلك يبقي في إطار المنافسة والقبول برأي الجماهير داخل صناديق الاقتراع. ثالثا: من المفارقات المدهشة أن تتزامن تلك التهديدات الصادرة من الداخل مع تصريحات أخري لرئيس الوزراء الإيطالي, يؤكد فيها ثقته بأنه يمكن للمصريين أن يبهروا العالم في الانتخابات المقبلة.. ولا تعليق! [email protected]