سؤال وجواب.. هكذا يعبر الأفراد المشاركون في استطلاعات الرأي العام عن توجهاتهم وآرائهم في الموضوع الذي يدور حوله الاستطلاع, قد يؤيد أو يعارض أو حتي يقترح الجديد علي الجهة التي تقوم بالاستطلاع. هناك عدد من الوسائل التي يمكن استخدامها في التعرف علي اتجاهات وميول المواطنين منها المقابلات الشخصية التي يقوم من خلالها باحث ميداني بإجراء مقابلة شخصية مع المبحوث بناء علي استمارة مقننة للتعرف علي اتجاهاته وميوله تجاه موضوع ما. وهناك أسلوب المقابلة الهاتفية, حيث يقوم الباحث بإجراء المقابلة من خلال الهاتف الأرضي أو المحمول أو قد يعتمد علي إرسال الاستمارة بالبريد لمجموعة من الأشخاص يقومون بإعادة إرسالها بعد الرد علي الأسئلة المتضمنة في الاستمارة, كما ظهر اتجاه آخر هو تبادل هذه الاستمارات من خلال البريد الإلكتروني أو إتاحتها علي موقع إلكتروني, ويعد مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء و مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية من أكبر المراكز البحثية لقياس الرأي العام في مصر. وتعد الطريقة الكمية أحدث الطرق في قياس الرأي العام من خلال استبيان فيه مجموعة من الأسئلة يراعي فيها بعض الاعتبارات الموضوعية والتقنية حول أحد الموضوعات من خلال عينات مختارة لتحليل ودراسة الأجوبة بعد الانتهاء من الاستطلاع. ويشتمل قياس الرأي العام علي مجموعة من العناصر منها الجمهور بوصفهم أصحاب المصلحة الحقيقية في أن يصل بهم الاستطلاع إلي نتيجة يطمحون لتحقيقها وهناك أيضا عنصر البيئة التي يعيش فيها هؤلاء بكل ما يؤثر فيهم من معتقدات وقيم وعادات وتقاليد وفي النهاية يكون الهدف واحدا هو توفير المعلومات اللازمة والوقوف علي اتجاهات الرأي العام علي نحو يتسم بالدقة والموضوعية بالنسبة لقضايا معينة والمشاركة في نظام الحكم من خلال التعبير عن الإرادة الشعبية الحقيقية لأن الاستطلاع يعطي فرصة لكل مواطن ليعرض وجهة نظره في الأمور العامة بالإضافة إلي أن هذه الاستطلاعات تكشف عن مدي الانسجام بين الجماهير والمسئولين لأن بحوث الرأي العام من شأنها المساهمة في اتخاذ القرارات. وقد نشأت استطلاعات الرأي العام في الدول الديمقراطية مع بداية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتحديدا الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت سبب ميلاد استطلاعات الرأي العام وكان الدافع وراءها التنبؤ بنتائج الانتخابات, ولكن التجربة المصرية في السنوات الأخيرة تشير إلي فشل استخدام الاستطلاعات كوسيلة لقياس الرأي العام حيث يكون الرفض وعدم تصديق الجهات البحثية والرد الوحيد علي معظم الاستطلاعات مهما كان موضوعه ومحتواه وإذا شارك تكون الاجابات بما يتماشي مع النظام السائد الذي لا يسبب ضررا لصاحبه خاصة في الاستطلاعات ذات المحتوي السياسي, ولاشك أن ثورة25 يناير جاءت لتفتح الباب علي مصراعيه أمام الجميع.. كل يعبر عن رأيه دون خوف وجاءت معها أول انتخابات رئاسية نشهدها ونبحث فيها عن الرئيس المنتظر لتبدأ سلسلة الاستطلاعات التي تدعوك للمشاركة والتعبير عن رأيك في المرشح المفضل لديك. وقد انتشرت استطلاعات الرأي العام المعنية بقياس تفضيلات المصريين نحو مرشحي الرئاسة وتسابقت وسائل الاعلام المختلفة في طرح أسئلتها.. ولكن مع انتشارها المبالغ فيه وتنوع نتائجها بدأ التشكيك في نتائجها واتهامها بافتقاد الحيادية وغياب الشفافية والوضوح وفقدان الثقة فيها بل اتهمها البعض بتعمد ترجيح كفة بعض المرشحين. ليبقي السؤال الأهم.. هل تستطيع هذه الاستطلاعات بكل ما علمناه عن خصائصها وأهدافها ووسائلها أن تقول لنا من هو رئيس مصر القادم ؟