نفتقد وجود مراكز متخصصة موثوق فيها تقول لنا من الذي حاز علي ثقة الناخبين أكثر في مناظرة أمس بين عمرو موسي وأبو الفتوح, وإن كان تأثير هذه المناظرة سيكون حاسما بالنسبة للكثيرين بالنظر الي مواقف ورؤي وأسلوب تعامل كل منهما تجاه الآخر أولا, وكذلك بالنسبة للقضايا التي طرحت, ونستطيع بداية القول بأن موسي قد دخل الي المناظرة بدون عصاه فلا مجال للسحر, فالجماهير باتت تراقب وترصد ما بين السطور خاصة وأننا نتحدث عن رجل تحمل الكثير من المسئوليات طوال السنوات السابقة, ويتطلع لكرسي الرئاسة تتويجا لمسيرته الذاتية وقبولا بمسئولية إضافية حسبما يقول تفرضها ظروف الوطن, ومعطيات الحالة الراهنة, بكل ما لها وما عليها. أبو الفتوح في حل من قيود الماضي فالرجل لم ينتم يوما الي النظام السابق في الوقت الذي امتلك القدرة فيه علي القيام بمبادرات وطنية تحسب له وإن كان قد دفع ثمنها غاليا. ويبقي السؤال الذي سيكون علي وسائل الاعلام خلال الأيام القادمة الاجابة عليه, أيهما كان أكثر مصداقية وصدقا وتلقائية وتواصلا حقيقيا مع الناس؟ والأهم من ذلك كله من منهما يملك بالفعل مقومات المشروع الوطني الذي تتطلع إليه مصر الجديدة لتبني نهضتها الشاملة وتشيد الدولة المدنية الحديثة لتكون منارة الحرية والديمقراطية ليس لشعوب المنطقة فحسب وانما للعالم أجمع؟. باختصار شديد نقول: إن واحدا من الرجلين اللذين تناظرا أمس لديه فرصة أكبر من بقية المرشحين ليكون أول رئيس مصري منتخب بعد الثورة وهو شرف عظيم وتاريخ يكتب ولذلك تتجه الأنظار الي أبو الفتوح الآن أكثر من أي وقت مضي ليكون المنافس الأقوي في الانتخابات القادمة أما موسي فهو وبدون عصاه يناضل ولا يستسلم.. وهذا يحسب له بكل تأكيد.