في احدي قري مركز دار السلام بمحافظة سوهاج نشأ أحمدومحمد في كنف أسرة صغيرة تتكون من أب حنون وأم طيبة تنحدر من عائلة تتمتع بسمعة طيبة بقرية أولاد الشيخ. يعمل الوالد طيلة اليوم في زراعة الأرض التي يمتلكها لكسب قوت يومه ولتلبية متطلبات أسرته الصغيرة شب الطفلان وبلغا سن المراهقة وهما يحلمان باليوم الذي يساعدان فيه والدهما علي مواجهة اعباء الحياة. وفي أحد الأيام توجه والدهما إلي أرضه ليطمئن علي زراعته فاكتشف تعدي محمد أحد جيرانه الذي تربطه به علاقة ود ومحبة وترابط أسري ومصاهرة علي جزء من حدود أرضه فذهب علي لمعاتبته وذكره بحقوق الجيرة التي تمتد بجذورها إلي الأجداد إلا أن محمد تمادي في اصراره علي التعدي واغتصاب هذا الجزء الذي يقع في أملاك علي, تطور الأمر إلي التشابك بالايدي فما كان من محمد إلا أن قام بالتعدي علي جاره علي بالضرب بالفأس علي رأسه فارداه قتيلا وسط ذهول نجليه وصراخ زوجته التي بلغ بها الحزن مبلغه ولكن كان غضبها أكبر فأسرت في نفسها انها لن تسمح لمن قتل زوجها بأن يعيش حياة سعيدة وهادئة ولكن كيف لها بالانتقام وولداها مازالا صغيرين لا يعرفان لغة القتل والثأر والانتقام وظلت الزوجة ترعي طفليها وتحمي أرضها من التعدي عليها مرة أخري من الجيران عاما بعد الآخر والطفلان يكبران. وفي صباح كل يوم كانت والدة أحمد ومحمد تصطحب معها ابنيها إلي الغيط فقد شاءت الأقدار أن تكون أما وأبا لهما في آن واحد, وفي المساء كانت تمضي وقتها في تربية ابنيها علي الانتقام من قاتل وأبيهما حفاظا علي كرامتها واستردادا لأرضهما التي استولي القاتل علي جزء منها. حتي بلغ الطفلان أحمد ومحمد سن الشباب وقويت عزيمتهما واصرارهما علي الانتقام من قاتل والديهما بعد أن مرت عشرون سنة علي مقتله. وأخيرا حانت لحظة الانتقام التي ربتهما عليها والدتهما من هذا الشيطان الذي دمر أسرة كانت تعيش في سعادة. وفي الظهيرة تربص أحمد ومحمد لقاتل أبيهما وأطلقا عليه وابلا من الرصاص فأردياه قتيلا بالطريق الصحراوي السريع الشرقي وفرا يزفان الخبر لوالدتهما ثأرنا من قاتل أبينا فأطلقت الأم زغرودة الفرح بعد عشرين عاما من الحزن واليأس والعار الذي لازم المنزل والأسرة ولم يدر بخلد تلك المرأة انها بذلك قد سلمت ولديها إلي يد العدالة تقتص منهما وانها قد تفقدهما معا وقد تقضي بقية عمرها وحيدة لا عائل ولا أنيس لها, وأنها قد تندم يوما ما علي ما زرعته من حقد في نفسيهما حتي نفذاه في قاتل والدهما وانهما سيسألان عن دمه يوم القيامة ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي مدير أمن سوهاج بلاغا بالعثور علي جثة مزارع ملقاة بالطريق الصحراوي السريع الشرقي أمام قرية أولاد الشيخ فانتقل العميدان محمود العبودي رئيس مباحث المديرية وعاصم حمزة مدير إدارة البحث لمكان البلاغ, وتبين من المعاينة الأولية أن الجثة لمحمد وبها عدة طلقات نارية بالصدر ودلت التحريات علي أن وراء ارتكاب الواقعة أحمد وشقيقه محمد بسبب خصومة ثأرية بينهما منذ عشرين عاما, وفي يوم الجريمة عقد الشقيقان العزم علي الأخذ بالثأر وقد راقبا الأماكن التي يتردد عليها قاتل والدهما وفي احدها وعندما شاهداه مستقلا سيارة تتبعاه وأثناء نزوله أطلقا عليه وابلا من الرصاص فسقط علي الأرض جثة هامدة غارقا في دمائه. تم القبض علي المتهمين وضبط السلاح المستخدم في الواقعة وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة أخذا بثأر والدهما, تم اخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.