يواجه الآلاف من المعاقين ذهنيا بكل مراكز محافظة سوهاج خطر التشرد والضياع في ظل تجاهل المسئولين لهم حيث لا يوجد سوي الشارع مأوي لهم الأمر الذي يضطر هذه الجهات لرفض استقبال عشرات الحالات التي تترد عليها لعدم وجود أماكن بها مما اضطر اهالي هؤلاء الأطفال لإلحاقهم بالمدارس العادية ويؤدي ذلك إلي صدمة نفسية للطفل لعدم قدرته علي التعايش والتفاهم مع زملائه الأصحاء في حين اضطر البعض الآخر من الأهالي لترك أطفالهم في الشوارع بعد أن عجزوا عن تحمل عبء تربيتهم المادي والنفسي ليتروكوهم فريسة للأخطار والتشرد, بل إن بعضهم اتجه لأعمال السرقة والبلطجة. في البداية يقول هاني محمود أحمد موظف إن هناك عددا كبيرا من الأطفال المتخلفين عقليا من أبناء المحافظة لا يجدون مكانا لهم بالمدارس الفكرية بالمحافظة التابعة لوزارة التربية والتعليم نظرا لنقص عدد هذه المدارس الفكرية بما لا يتناسب مع عدد الأطفال المعاقين ذهنيا بالمحافظة, الأمر الذي أوجد ضغطا شديدا علي كل مدرسة والكثافة الطلابية بالفصول, في حين يحتاج هؤلاء الأطفال لتركيز خاص مع كل منهم علي حدة وهو أمر يتطلب أن تكون الكثافة في الفصول منخفضة ومن هذا المنطلق كان لابد من زيادة اهتمام المسئولين بإنشاء المدارس الفكرية ولكن هذا لم يحدث ولم يكن هناك أيضا بديل سوي العمل الأهلي ولكن هذه الجهود الأهلية أيضا مازالت مقصورة علي جمعية أو جمعيتين بالمحافظة. وتطالب نعمات عبد المنعم خلاف ربة منزل بتكثيف الوعي لدي الأهالي للحد من أسباب الإعاقة الذهنية لدي الأطفال خاصة أنه يلاحظ ارتفاع نسبة هذه الإعاقة لدي الأطفال بالمحافظة بسبب انتشار حالات زواج الأقارب ولهذا يجب تكثيف الوعي الصحي لدي الأهالي وزيادة عدد الوحدات الصحية التي تفحص راغبي الزواج وزيادة عدد مدارس التربية الفكرية كما تطالب بزيادة الوعي الصحي لدي المواطنين وتوضيح الأسباب التي تزيد احتمالات إنجاب طفل معاق ذهنيا مثل زواج الأقارب وتعاطي أدوية معينة أ ثناء الحمل والإصابة بصدمات الرأس أثناء الولادة كما يحدث في الولادة المتعثرة. ويوضح عماد الدين محمد مدرس أن المرحلة الإعدادية من أخطر المراحل التي يمر بها الطفل المعاق ذهنيا وهو يمثل مشكلات كثيرة بالمدارس العادية حيث ترفضه المدارس المتخصصة ويضطر والده لإلحاقه بالمدارس العادية ويحدث الخطر من اختلاطه بزملائه الأسوياء حيث يكون عنيفا جدا وغالبا ما يتشاجر معهم وقد يحدث العكس فينطوي علي نفسه ويرفض التعامل مع زملائه ويصبح عرضة للأمراض النفسية بجانب إعاقته الذهنية. يشير عمرو عبد السلام فاروق موظف إلي ضرورة زيادة عدد مدارس التربية الفكرية حيث لا توجد في المحافظة سوي ثلاث مدارس فقط وهذه المدارس لها قبول خاص يجعلها ترفض معظم المعاقين ذهنيا فهي لا تقبل سوي حالات محدودة بشرط عدم إصابته بإعاقة أخري كالنشاط الزائد أو ضعف بالسمع أو الإبصار أو غيرها من الإعاقات في حين أن حالات زواج الأقارب المنتشرة بسوهاج غالبا ما تؤدي لإنجاب طفل لديه إعاقة ذهنية ويطالب بتكثيف الوعي لدي الأهالي بأسباب الإعاقة الذهنية لدي الأطفال حيث إنه تلاحظ ارتفاع نسبة الإعاقة لدي أطفال سوهاج. وطالبت الدكتورة سحر وهبي بجامعة سوها ج بزيادة الوعي الصحي لدي المواطنين وتوضيح الأسباب التي تزيد احتمالات ولادة طفل معاق ذهنيا مثل زواج الأقارب وتعاطي أدوية معينة أثناء الحمل والإصابة بصدمات في الرأس أثناء الولادة. كما تطالب بضرورة تشجيع الجهود الأهلية في تقديم الدعم اللازم للجمعيات العامة في هذا المجال حيث إن الطفل المعاق ذهنيا يكلف والده آلاف الجنيهات للعلاج ويلازمه طوال اليوم وقد يضطر أحد أفراد الأسرة لترك عمله ومصالحه للتفرغ لرعاية هذا الطفل. ومن جانبه أكد صبري العدوي وكيل مديرية التربية والتعليم أنه يوجد بالمحافظة ثلاث مدارس فكرية تستقبل المعاقين ذهنيا وأن الحالات المصابة بنسبة قليلة تقبل بالمدرسة العادية لعدم خطورتها علي زملائه الأسوياء وأن المرحلة القادمة سيتم إقامة مدارس فكرية جديدة تستوعب جميع المعاقين ذهنيا من أبناء المحافظة حرصا علي حياتهم من التشرد والضياع.