يواجه الآلاف من الأطفال المعاقين ذهنيا بمحافظة سوهاج خطر الضياع والتشرد بسبب نقص عدد المدارس الخاصة بهم الجمعيات الأهلية التي تأويهم, الأمرالذي يضطر هذه الجهات إلي رفض استقبال الحالات التي تتردد عليها لعدم وجود مكان بها. وامام ذلك اضطر أولياء أمور هؤلاء الاطفال لالحاقهم بالمدارس العادية مما تسبب في معاناة الطفل المعاق لعدم قدرته علي التعايش مع زملائه الاسوياء في حين اضطر البعض الآخر من أولياء الأمور لترك ذويهم من الأطفال في الشارع بعد أن عجزوا عن تحمل عبء تربيتهم. تقول الدكتورة سحر وهبي الاستاذة بجامعة سوهاج إن هناك عددا كبيرا من الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من ابناء المحافظة لا يجدون مكانا لهم بمدارس التربية الفكرية التابعة لوزارة التربية والتعليم نظرا لقلة عدد هذه المدارس بما لا يتناسب مع عدد الاطفال المعاقين ذهنيا بالمحافظة مما يتسبب في ضغط شديد علي كل مدرسة في ارتفاع الكثافة الطلابية بالفصول في حين يحتاج هؤلاء الاطفال لتركيز خاص مع كل منهم علي حدة, وهو أمر يتطلب ان تكون الكثافة في الفصول منخفضة, ومن هذا المنطلق لابد من زيادة اهتمام المسئولين بإنشاء المدارس الفكرية لكن هذا لا يحدث. ويضيف الدكتور الطيب مراد: يجب زيادة عدد مدارس التربية الفكرية. حيث لا يوجد بالمحافظة سوي مدرستين أو ثلاث فقط, وهذه المدارس لها نظام قبول يجعلها ترفض معظم المعاقين ذهنيا فهي لا تقبل سوي حالات محدودة بشرط عدم إصابته بإعاقة أخري كالنشاط الزائد أو ضعف السمع أو الابصار أو غيرها من الإعاقات. وطالب حسن أبوالحسن مدرس بزيادة الوعي الصحي لدي المواطنين وتوضيح الاسباب التي تزيد احتمالات ولادة طفل معاق ذهنيا مثل زواج الاقارب وتعاطي ادوية معينة اثناء الحمل وإصابة بصدمات في الرأس اثناء الولادة وزيادة عدد الوحدات الصحية التي تفحص راغبي الزواج, وكذلك زيادة عدد مدارس التربية الفكرية لاحتواء الاطفال المعاقين بدلا من تشريدهم بالشوارع. وقال الدكتور عبدالعزيز عبداللطيف إن المرحلة الإعدادية من اخطر المراحل التي يمر بها الطفل المعاق ذهنيا وهو يمثل مشكلات كبيرة للطفل بالمدارس العادية. حيث ترفض المدارس المتخصصة استقبالهم ويضطر ولي الأمر بإلحاقه بالمدارس العادية, ويحدث الخطر من اختلاطه بزملائه الاسوياء حيث يكون عنيفا جدا وغالبا ما يتشاجر معهم, وقد يحدث العكس فينطوي علي نفسه ويرفض التعامل مع زملائه ويصبح عرضة للأمراض النفسية بجانب إعاقته الذهنية. وتقول شكرية حمزة ربة منزل إن الاطفال المعاقين زهنيا بمعظم قري محافظة سوهاج يعانون الأمرين بسبب قلة المدارس الفكرية برغم وجود أراضي أملاك دولة تصلح لاقامتها لهذه المدارس لاحتواء هؤلاء الاطفال بدلا من تشريدهم بالشوارع وحرصا علي مستقبلهم.