كل التحية للاعبي الزمالك الذين نجحوا في أن يتحدوا كل الظروف ويحققوا انتصارا من العيار الثقيل غاب عن الفرق المصرية خارج ملعبهم منذ فترات طويلة بالفوز علي المغرب الفاسي2 - صفر. في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس في المغرب في ذهاب الدور التمهيدي الأخير- دور ال16- لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري ليتقدموا خطوة كبيرة واسعة نحو الصعود لدوري المجموعات دور الثمانية. وسط أمطار غزيرة شهدتها المباراة استفاد منها الزمالك وغرق فيها صاحب الأرض. قدم لاعبو الزمالك مباراة جيدة ورائعة وأحسن مديرهم الفني حسن شحاتة والمدرب العام إسماعيل يوسف إدارة المباراة بما يتناسب مع القدرات الحالية للاعبيه والظروف الفنية والمعنوية التي يعانون منها في الوقت الحالي ولم يغامر ولعب بإتزان وبدا وكأن منافسه الفاسي المغربي كتاب مفتوح له لينجح في الشوط الثاني في تسجيل هدفين متتاليين.. الأول لأحمد حسن في الدقيقة33.. والثاني لأحمد جعفر في الدقيقة44. ويحسب للجهاز الفني بقيادة حسن شحاته قدرته الكبيرة علي إجراء تعديلات سواء تكتيكية أو تبديلات في الأسماء خلال الشوط الثاني ويكفيه فخرا أن الثلاثي الذين أشركهم في الشوط الثاني كان لهم دورهم الكبير فحازم إمام صنع الهدف الثاني باقتدار.. وأحمد جعفر الذي لعب بدلا من عمرو زكي سجل وهز الشباك ليبقي مديرا فنيا من الوزن الثقيل صاحب خبرة وموهبة من الصعب تكرارهما خاصة وأنه استعاد للزمالك روحه المعنوية وللاعبيه قيمتهم العالية. ونجح الزمالك فيما أراده علي الأقل من الناحية الدفاعية في الشوط الأول بعدما حيد خطورة وسط ملعب المغرب الفاسي والثنائي المهاجم للفريق ولكن المشكلة كانت فقط في قدرة الفريق علي التطوير والاستفادة من الكرة عند امتلاكها والسيطرة عليها.. إن الأزمة تمثلت في اللعب الفردي للثلاثي المهاجم عمرو زكي وشيكابالا وأحمد حسن وبدوا وكأنهم في حالة صراع لإثبات من الأفضل فيهم ومن لديه القدرة علي هز الشباك أولا. ورغم عيوب التطوير فإن الزمالك بدا متماسكا في الشوط الأول في وسط الملعب بفضل طريقة اللعب والتشكيل الذي بدأ بهما اللقاء سواء بالاعتماد علي34-2-1 أو بمجموعة اللاعبين التي تكونت من محمد جنش لحراسة المرمي.. وأمامه محمود فتح الله وصلاح سليمان ومحمد عبد الشافي وعمر جابر.. وفي وسط الملعب نور السيد وإبراهيم صلاح والكاميروني أليكسس كثلاثي وسط مدافع.. وأحمد حسن وشيكابالا كلاعبي وسط مهاجمين.. وعمرو زكي كرأس حربة وحيد. ولعب الزمالك أول15 دقيقة في الشوط الأول بشكل جيد لحد ما وامتلك الكرة أكثر من المغرب الفاسي بل يمكن القول إن الزمالك كان بإمكانه هز الشباك أكثر من مرة في هذه الفترة لولا الفردية التي سيطرت علي لاعبيه المهاجمين وكان الأفضل وهدد مرمي إسماعيل كوخا وضاعت منه فرصة غاية في الخطورة عندما مرر شيكابالا كرة قطرية رائعة إلي أحمد حسن علي بعد خطوات من المرمي في الجهة اليسري ولكنه بدلا من التمرير السهل لعمرو زكي غير المراقب قرر إنهاء الكرة بنفسه واللجوء للحل الصعب وسدد مباشرة علت العارضة. وبدا مبكرا أن قدرة لاعبي الزمالك علي الإختراق والوصول لمرمي المغرب الفاسي سهلة بأقل جهد إلا أن ثلاثي الفريق زهد ولم تكن له طموحات كبيرة في التهديف ولم يحاول بجدية الضغط علي مدافعي المنافس بصرف النظر عن الخوف من بذل الجهد والإفراط فيه مبكرا فيتأثر الأداء في بقية فترات اللقاء ورغم ذلك فإن شيكابالا حاول وسدد كرة أمسكها الحارس بسهولة وحاول أيضا عمرو زكي ولكنه تعرض للرقابة بالإضافة إلي وقوعه في التسلل أكثر من مرة. ولعب الزمالك في الشوط الأول بأقل جهد ممكن وكانت التعليمات شبه واضحة بعدم الإفراط في الهجوم ففي الوقت الذي بدا فيه أن الثلاثي شيكابالا وأحمد حسن وعمرو زكي تفرغوا تماما للهجوم فإن ثلاثي الإرتكاز نور السيد وإبراهيم صلاح والكاميروني أليكسس موندومو إلتزموا دفاعيا بشكل كبير للحد الذي لم يتجاوزا الثلث الأوسط من الملعب ونجحوا في مهمتهم لحد كبير. وما يحسب لحسن شحاته المدير الفني للزمالك أنه لم يغامر بتكليف لاعبيه بأدوار مزدوجة معقدة في ظل ما يعانيه الفريق من عدم جاهزية علي المستوي البدني في ظل تجميد النشاط الكروي مما يفقده الكثير من لياقة لاعبيه الذهنية والفنية وأيضا البدنية بشكل كبير وفي مثل هذه الظروف يكون اللعب علي المضمون والمتاح أفضل كثيرا من الدخول في مغامرات غير محسوبة تكلف الفريق كثيرا وتعرض فرصه في الصعود للخطر. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ويبدأ المغرب الفاسي الشوط الثاني بنشاط كبير وسيطرة علي الكرة ولكن دون خطورة حقيقية حتي الضربات الركنية التي إحتسبت له لم يستغلها وفشل لاعبوه في تنفيذها بشكل جيد عكس الشوط الأول الذي كانت أفضل وأكثر دقة.. والمثير أن الزمالك رغم إستحواذ المنافس علي الكرة فإنه كاد يسجل في الدقيقة السادسة عندما لعب شيكابالا كرة عرضية من الناحية اليمني داخل منطقة الجزاء لعمرو زكي سددها برأسه مرت بجوار القائم الأيمن لإسماعيل كوخا. ويعود المغرب الفاسي للسيطرة علي الكرة ويتألق ثلاثي الوسط المدافع في الزمالك نور السيد وأليكسس مونومو ونور السيد في الضغط والدفاع في الثلث الأوسط ومنعوا المنافس من السيطرة أو تشكيل خطورة علي الدفاع ومحمد جنش ويكفيهم أن خط وسط المغرب الفاسي لم ينجح في الزيادة والمساندة الجادة في الثلث الهجومي علي الإطلاق مما دفع رشيد طاووسي لإجراء تعديل والدفع بتيجاني كرأس حربة صريح علي أمل استغلال سرعته وقدراته في لعب الكرات العالية برأسه. ورغم السيطرة الكبيرة والاستحواذ شبه المطلق من المغرب الفاسي علي الكرة فإن ثلاثي الزمالك شيكابالا وأحمد حسن وعمرو زكي كان بمقدورهم تشكيل خطورة علي مرمي إسماعيل كوخا للحد الذي كاد ينفرد فيه عمرو زكي بالكرة عندما إنطلق من هجمة مرتدة ووصل لحدود منطقة الجزاء ولكنه تعرض للضغط في وقت افتقد فيه المساندة فلم يكمل الاختراق وإضطر للوقوف بالكرة وإعادتها للخلف. وتأتي الدقيقة33 من الشوط الثاني لتشهد إنطلاقة لعمرو زكي من هجمة مرتدة ويحتفظ بالكرة ويمررها لإبراهيم صلاح الذي يخترق من الناحية اليمني ويلعب كرة عرضية رائعة تمر من الحارس إسماعيل كوخا والمدافعين لتصل لأحمد حسن والمرمي مفتوح أمامه علي مصراعيه ليسددها بإقتدار داخل المرمي مسجلا الهدف الأول. وتزيد سرعة اللعب بعد الهدف ويلعب أحمد جعفر ويرتبك لاعبو المغرب الفاسي في آخر عشر دقائق بعدما ساد أداء لاعبيه السرعة والفردية والعشوائية ويحصل تيجاني علي إنذار للمس الكرة بيديه داخل منطقة الجزاء في محاولة لخداع الحكم.. ويدافع الزمالك بكل خطوطه.. ويعتمد علي الهجمات المرتدة وكاد أحمد جعفر يسجل عندما تلقي كرة وإنطلق بها وراوغ مصطفي الرماني ودخل منطقة الجزاء من الناحية اليمني وسدد كرة قوية مرت فوق العارضة.. ويدفع حسن شحاته بمحمد إبراهيم بدلا من شيكابالا بعدما إنخفضت لياقته بشكل كبير.. ومن بعده حازم إمام ليفتح جبهة من الناحية اليمني. ويحاول المغرب الفاسي الهجوم ويكثف من ضغطه علي مرمي محمد جنش ولكن بشكل عشوائي غير منظم مما أفقده خطورته باستثناء كرة أرسلها تيجاني من الناحية اليسري أمسكها محمد جنش علي مرتين وتحتسب للفريق أكثر من ضربة ركنية ويبذل أحمد حسن جهدا غير عادي حتي يتم إستبداله وسحبه من الملعب. وينجح بالفعل حازم إمام في فتح جبهة من الناحية اليمني وفي اول كرة تصله من تمريرة لأليكسس موندومو بعدما نجح في الإستحواذ علي الكرة وينطلق بسرعته الكبيرة ويلعب كرة عرضية تمر من الجميع لتصل لأحمد جعفر الذي يلعبها برأسه رائعة داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني للزمالك لينتهي الشوط الثاني واللقاء لصالحه2 صفر وتصبح مهمته ليست صعبة في الوصول لدور الثمانية دوري المجموعات إلا إذا فجر منافسه مفاجأة في لقاء العودة. بعد المباراة طالب حسن شحاتة المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادي الزمالك جماهيره بعدم الافراط في الحديث عن تأهل الفريق الي دور المجموعات بعد فوزه علي المغرب الفاسي بهدفين دون رد في ملعب الأخير, مؤكدا أن الأمر لم يحسم بعد رغم تفوقه بهدفين واقترابه من حصد تأشيرة الصعود رسميا إلي الدور المقبل. وقال شحاتة عقب المباراة: أهنيء اللاعبين علي الأداء القوي الذي ظهروا به وتنفيذهم تعليمات الجهاز الفني علي أكمل مايكون. وتابع المدير الفني بالتأكيد علي الجهاز الفني استفاد من متابعته لمباريات المغرب الفاسي في الفترة الاخيرة ونجح في الحد من خطورته مبكرا وساعد في ذلك التنفيذ الجيدد من جانب اللاعبي. وأضاف شحاتة بأن خط الدفاع بقيادة محمود فتح الله وصلاح سليمان قلبي الدفاع قدما أفضل مبارياتهم علي الاطلاق ولم يشعر أحدا بالخطورة داخل منطقة جزاءه. لقطات * محمود عبدالرحيم جنش حارس مرمي الزمالك الذي خاض اول مباراة افريقية له تلقي تشجيع ومساندة زميله عبدالواحد السيد كابتن الفريق الغائب عن اللقاء للايقاف علي المستوي الذي ظهر به ووعده بالاحتفال به وبمستواه فور العودة الي القاهرة. * ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك اجري اتصالا هاتفية بالبعثة وهنأ اللاعبين والجهاز الفني بقيادة حسن شحاته المدير الفني علي الفوز الغال ووعد بصرف مكافأت مالية خاصة للاعبين فور العودة من مدينة فاس. * تعود بعثة الفريق الأول بنادي الزمالك في السابعة مساء اليوم إلي القاهرة قادمة من المغرب. وكانت البعثة غادرت مدينة فاس أمس بعد المباراة مباشرة.