علي حافة النهر جلست سيدات قرية الترامسة كما اعتدن كل صباح لأداء أعمالهن المنزلية في مشهد ربما دفعهن اليه قلة المياه داخل منازلهن, تلك صورة مصغرة للمعاناة التي تعيشها قرية الترامسة. والتي لم يشفع لها وجودها في الحيز الجغرافي لمدينة قنا عاصمة المحافظة, فعلي حافة النهر ملابس وأوان ومفروشات حملتها سيدات تلك القرية بحثا عن المياه وما بين معاناة وأمل بعيد تعيش قرية الترامسة مأساتها الأزلية ان صح التعبير, والقرية أيضا حسبما يقول العمدة حسن محمد حسن تعدادها السكاني أكثر من18 ألف نسمة وتبعد عن مدينة قنا نصف كيلو متر والفرق في المسابقة بين القرية وعاصمة الاقليم عرض نهر النيل, إلا أن القرية تعد من القري المعدومة الخدمات, ولقد تبرع أحد أهالي القرية منذ سنين طويلة بقطعة الأرض المقام عليها مرشح المياه الذي يغذي القرية في الوقت الماضي ل8 آلاف نسمة بمياه الشرب, والآن اصبح عدد سكان القرية يزيد علي ال18 ألف نسمة, لذا نطالب المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بضرورة إقامة مرشح إحتياطي أو التوسع بالقديم وتطويره حتي يلبي احتياجات القرية, بالإضافة إلي ضبط نسبة الكلور الذي يضاف لمياه المرشح وتخصيص أفراد أمن حول مأخذ مياه المرشح من نهر النيل لحمايته من السيدات والفتيات اللاتي يقمن بغسل أوانيهن ومتعلقاتهن من ثياب ومفروشات وسجاد أسفل المأخذ علي ضفة النهر. ويقول إنه بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي بلغته قنا في الأونة الأخيرة إلا أن محولات الكهرباء بالقرية مازالت تعمل ببطء شديد ولم يمر يوم واحد إلا وتحتاج لإصلاح, ويوجد بالقرية8 محولات كهرباء لم يتم تجديد سوي3 فقط منها منذ فترة طويلة. ويقول حمدي حسن طالب بكلية الحقوق منذ نشأتي لم أجد أي نشاط رياضي بمركز شباب القرية والعاملون به يمثلون حملا ثقيلا علي الدولة من حيث صرف رواتبهم و الأنشطة التي جاءوا لاحيائها حبر علي ورق, وأصبح المركز مثل البيت الوقف, وكذلك الوحدة الصحية تحتاج إلي احلال وتجديد في كل شيء وليس بها قسم للاستقبال أو أي نوع من الأجهزة الطبية, ونطالب مديرية الصحة بتلبية رغبات أبناء القرية والنظر نحو الوحدة الصحية بها وتخصيص أطباء متخصصين بها لعلاج ابناء القرية من الأمراض المختلفة الناتجة من تلوث مياه النهر من الاستخدام الخاطئ واعفاء المرضي منهم من معاناة المواصلات بين القرية وقنا. ويستطرد محمد حسن في حديثه أن القرية تطل علي الطريق المؤدي من كوبري دندرة الذي يربط شرق المحافظة بغربها من جهة الغرب والطريق المؤدي إلي المنطقة الأثرية والسياحية ومعبد دندرة وهو مظلم تماما وكذا جميع الطرق الداخلية بالترامسة يحيطها الظلام الدامس بسبب المحولات القديمة والأسلاك الهوائية المتهالكة, لذا تحتاج القرية لاحلال وتجديد جميع الأعمدة الكهربائية بها. وقال رجب سيد عبدالعزيز حاصل علي بكالوريوس تجارة لدي الترامسة الآلاف من الأفدنة بالظهير الصحراوي الغربي المتاخم للقرية, لذا نطالب المسئولين بتوزيع هذه الأفدنة خاصة لشباب الخريجين وصغار الفلاحين بواقع5 أفدنة لامكانية الاستفادة منها بمشروعات استثمارية زراعية وحيوانية وكذلك نطالب بتنفيذ مشروع مياه ري بهذا الظهير ولن يكلف الدولة ربع الأموال التي تمت بها اقامة نفس المشروع بالمراشدة وذلك لاقتراب الظهير الصحراوي للترامسة كثيرا جدا من نهر النيل عنه بقرية المراشدة. وتقول ليلي طه طالبة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية أكثر من80% من فتيات القرية بالتعليم العالي جامعات ومعاهد, بالإضافة إلي طالبات التعليم الثانوي العام, ونعاني كثيرا من ظلمة الطرق الداخلية ليلا, كما نعاني من المواصلات ونطالب مرور قنا بتخصيص سيارات سرفيس تعمل بالفترات المسائية بين القرية وقنا حتي تستطيع طالبات التعليم الثانوي المواظبة علي الدروس بالمدارس الثانوية, حيث يتأخرن كثيرا خلال عودتهن إلي منازلهن. من جانبه أوضح محمد عبدالفتاح آدم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا أن قرية الترامسة مدرجة ضمن برنامج التطوير مثلها مثل مختلف قري المحافظة, وبالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي ستتم أعمال التوسعات لمرشح مياه الشرب حتي يغطي مختلف أنحاء القرية وتغذيتها بمياه الشرب النقية, وكذلك سيتم قريبا تنفيذ مشروع الصرف الصحي بجميع قري المركز ومد الشبكات الرئيسية والفرعية بالقرية, وجار وضع الخطة اللازمة مع كهرباء الريف لاحلال وتجديد أعمدة الكهرباء والأسلاك الهوائية وتجديد محولات الكهرباء. وأضاف أنه بعد تنفيذ برنامج التطوير للترامسة ستكون مديرية الاسكان قد انتهت من أعمال انشاء الوحدات السكنية للشباب بالظهير الصحراوي للترامسة وسيكون التوزيع بهذه الوحدات لأبناء القرية أولا.. وكل تلك المشروعات الحيوية يتم تنفيذها حسب الخطة الموضوعة والتمويل اللازم لكل أعمال التطوير لمختلف قري المركز.