يبدو أن المشهد العبثي والمرتبك والذي يفتقد لأي منطق أو عقل الذي نعيشه هذه الأيام في ميدان السياسة في هذه الفترة الانتقالية التي لا أعرف بأي حالة سننتقل منها يبدو أنه مشهد يفتقد لكثير من المباديء الاخلاقية بل والحياء أيضا هذا المشهد لاشك يلقي بظلاله علي مناحي حياتنا فالفوضي التي رأيناها في البرلمان وتأسيسيته وفي الرئاسة ومرشحيها وفي الاخوان وعمايلهم وفي القوي الثورية وتشرذمها كل هذا جعلنا جميعا وكأننا غرقي في دوامة أو كالسكاري لانعرف ماذا ولماذا يجري كل هذا حولنا؟!!. فقد تحكمت الفوضي والانفلات في كل شيء من الأمن الي الإعلام الي الإعلانات فأي شيء وكل شيء يتم الاعلان عنه دون رقيب او حساب لخدش الحياء فمن إعلانات الملابس الداخلية التي تقابلك في كل مكان في الشوارع والفضائيات الي إعلانات خاصة بالشهر الكريم صوم انت والدعاء عليناوهذه ليست نكتة فقد جاءني إعلان حقيقي علي الايميل الخاص بي يقول تفرغ للصيام والدعاء علينا للحصول علي دعوات خاصة ارسل علي حساب وذكر رقما مبلغ1000 جنيه ندعو لك قبل أذان المغرب و1500جنيه ندعو لك قبل المغرب مع بكاء و2000جنيه ندعو لك آخر الليل وقبل الفجر مع بكاء ايضا وخشوع ولايفوتك العرض الخاص فقط4000 جنيه الباقة الكاملة طيلة شهر رمضان.. مع تحيات شركة دعاء الكروان وذكر اسم من يتلقي الردود وعنوانه صدقوني ليست نكتة ولكنه إعلان بحق وحقيقي.. الي هذا الحد وصل بنا العبث والفوضي حتي بالدين وطقوس العبادات ومن هذا الإعلان الغريب المريب الي اعلانات الملابس الداخلية الرجالي الذي يصدمك في مطالع الكباري وعلي السطح وعلي شاشات الفضائيات والتي يروج لها بصور وكلمات في منتهي البذاءة تصيب بالغثيان والقرف كلما عرضت.. ومن ماركة ملابس داخلية رجالي تتحدث علي أحبال الغسيل في مشاكل زوجية الي ماركة أخري تستخدم عبارات واضحة فاضحة ولايصح ان يسمعها الاطفال والبنات ولاحتي السيدات.. وللاسف لايوجد من يمنع عنا هذا السيل من الانفلات الاعلاني واذا تحدثت مع أي مسئول يقولك هوانت سلفية ولا إيه! لست سلفية ولا اخوانية ولكن امرأة مصرية دمها الحر يأبي ان يخدش حياءها اعلان يقبض ثمنه المعلن ليقضي علي البقية الباقية من اخلاقيات المجتمع.. اذا كان السكوت علي إعلانات الفوط الصحية والصابون والشامبوهات في الحمامات للسيدات وأقراص الفياجرا والحبة الصيني للرجال هي البداية لسلسلة من الإعلانات الجنسية فليمنع كل هذا الاسفاف والابتذال حفاظا علي مجتمع محترم وعلي أجيال كفاها تشوها..فالشباب الآن يعرف نفسه انا لابس كذا ولاكذا( ماركة البوكسر)