تحولت قرية حسن فتحي من كونها تخليدا لذكري مؤسس عمارة الفقراء المهندس حسن فتحي, إلي قرية عنوانها الإهمال خاصة وأن المياه الجوفية باتت أزمة تعاني منها القرية منذ سنوات. والأكثر من ذلك تحويل مجلس المدينة سوق القرية إلي ورشة ميكانيكا لإصلاح السيارات التابعة له,فضلا عن زحف المباني الخرسانية إلي القرية والتي شوهت معالمها, وهو المشهد الذي ترصده الأهرام المسائي بالصور. خيط البداية يلتقطه محمد عبدالراضي صاحب المنزل الوحيد المحافظ علي طرازه المعماري, حيث تحول إلي مزار سياحي فيقول: توسلت إلي كل المسئولين لانقاذ القرية, ولم اجد استجابة سوي بعض الزيارات من المسئولين والوعود الواهمة بالدراسة بينما القرية تتعرض بمرور الوقت إلي الانهيار بسبب المياه الجوفية, خاصة أن مبانيها مبنية بالطوب اللبن الذي يحتاج إلي الصيانة سنويا, ومع الاهمال ظهر تشقق في المباني, سقط بعضها,ولم تجد استغاثات الأهالي صدي لدي المسئولين والنتيجةالمزيد من الاهمال. ويقول الدكتور محمد عرابي عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر إن القرية تم انشاؤها بالطراز المعماري المعروف بحسن فتحي من أجل الحفاظ علي الآثار وتم نقل القاطنين فوق المقابر الأثرية بالبر الغربي إلي القرية, التي خصصت لهذا الغرض, كما أن الأعمال الإنشائية اعتمدت علي الخامات البيئية من الطوب اللبن والحجر لتخرج بطراز العمارة الاسلامية من القباب التي تعلو المنازل, بحيث تبلور مدي إهتمام أهل القرية بالحوش لتربية الدواجن والماشية وكذلك الصوامع لتخزين الغلال والتهوية في المنزل ولم يسقط من اهتمامات حسن فتحي المعماري العظيم الجانب التعليمي, حيث أنشأ ثلاث مدارس, وأخري لتعليم الحرف اليدوية التي يشتهر بها ابناء البر الغربي, مثل النحت علي الالبستر والغزل والنسيج وصناعة الفخار, كما أقام مسجدا وسوقا, وجميعها مبان مهددة بالانهيار جراء الإهمال منذ سنوات طويلة. ويضيف قائلا: للأسف تعرضت القرية إلي الدمار بل تحولت إلي أطلال وتحتاج الي مشروع كبير لانقاذ ماتبقي منها, قمنا نحن العاشقين لهذه العمارة بشراء بعض المنازل للحفاظ علي هذا الطابع المعماري قبل ان يتم القضاء عليه نهائيا, ونهيب بالمسئولين التحرك العاجل لانقاذ القرية. ويقول عكاز محمد احمد عامل بناء ساهم في بناء القرية: تم تأسيس القرية عام1947 علي مساحة36 فدانا, منها مساحة15 فدان تضم90 منزلا لكن الجهات الحكومية استولت علي الخان والجمعية الزراعية وشركة السكر بينما استولي مجلس المدينة علي سوق القرية ونطالب باسناد القرية الي هيئة الاثار لتحويلها إلي محمية طبيعية. من جانبه أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر أن لجنة من هيئة اليونيسكو زارت القرية مؤخرا وبالتعاون مع وزارة الثقافة وتم الاتفاق علي إعادة إعمارها ووضع جدول زمني للبدء في المشروع, وقال المحافظ إن وزير الثقافة تفقد القرية من قبل ويعلم أهميتها وسوف نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لبدء الإعمار الفعلي لها.