وبلدنا عالترعة بتغسل شعرها لا ندري لماذا خطر لنا هذا المقطع من رائعة الأبنودي عندما رأيناها.. ظهرت لنا من بعيد واقفة علي شط المراح وكأنها حورية صغيرة بين الأحراش المحيطة.. ألوانها الزاهية عندما اقتربنا منها أكثر زادت الحسن الرباني لبنت الملاحات صاحبة الملامح الجميلة والجريئة والغجرية. اسمها أحلام وبالفعل كان ظهورها حلما في حد ذاته أخرجنا من أجواء المغامرة والقلق فلم نكن قبل رؤيتها بيوم واحد ونحن في البحيرة نغامر لنحصل علي خبطة صحفية من قلب أحراش البحيرة ونكشف عصاباتها في ساعات امتزج فيها الخوف والمفاجأة وارتفاع الأدرينالين بين الأسلحة وجو العصابات نتوقع وجود هذا الملاك البريء والحورية الصغيرة في هذا المكان. تعيش بالقرية بعيدا لكنها تحب البحيرة وحياتها بها أكثر فتقضي بها فترة الاجازة كلها بجانب العطلات حيث تصر علي اصطحاب والدتها لتقضي اليوم بجانب المياه والصيد الذي تهوي رؤية أسماكه وتلعب بشباكه مع والدها مثلما كان وجودها يوم أن لمحناها تتفرس وجوهنا نحن ذوي الوجوه الغريبة عليها المقبلين علي مراحهم الا أنها سرعان ما ارتسمت علي وجهها ابتسامة فرح بالضيوف الغرباء حيث لمحت ابنة الملاحات الذكية بفراستها البريئة أن القادمين اليها ليسوا أشرارا ولا خوف منهم. بحب آجي هنا وأعيش في البحيرة أكتر من البلد جملة نطقت بها عندما سألناها عن الحياة في المراح وعندما سألناها ليه؟ قالت كده علشان أصطاد السمك وأنزل المياه وأعوم فيها أنا بحب السمك الصغير قوي باصطاده وأديه لماما وأحبها تعملهولي مقلي مع الأرز. سألناها بتشوفي حد من العصابة والمجرمين ؟ قالت لأ مبشوفش حد منهم طب والضباط والعساكر في الحملات الأمنية؟ ردت لأ وبسؤالها انتي بتخافي منهم ؟ هزت رأسها يمينا ويسارا وبابتسامة لامبالاة ضاحكة قالت تؤ تؤ. هنا تدخلت الجدة الحاجة وفاء ابراهيم قائلة هما مابقوش ييجوا هنا دلوقت بعد اللي كانوا بيعملوه في الناس زمان بقوا يخافوا ييجوا هنا وبعدين ليهم نظرة في الأماكن وعارفين الوحش من الكويس وبيطلعوا بس لأوكار العصابات القريبة من الطريق الدولي يخطفوا الناس من عليه لكن الحملات مبقاتش تيجي كتير زي الأول وحتي لما بيمروا من أمامنا في البحيرة أثناء حملة أو غيره وبنكون شايفينهم وشايفينا واحنا في المراح وبيشاور لهم رجالتنا ويقولوا لهم اتفضلوا وبيكملوا طريقهم وهما مالهومش دعوة بينا لأنهم عارفين المكان وأصحابه. سألناها طب وقبل كدة قالت كانوا بيطلعوا المراحات ويأخدوا الغزل ويكسروا الحاجات ويبهدلوا الدنيا هنا لكن دلوقتي لأ. واستطردت مرة الصيف اللي فات كانت حملة الأبوطي من بورسعيد كانت هنا وكانوا حوالي10 أفراد ضباط وعساكر وأمناء وماكانش حد هنا معايا في المراح وقربوا من هنا ولما شافوني هدوا السرعة وسألوني انتي مش خايفة مننا رديت وأخاف منكم ليه وأنتوا بني أدمين زينا ؟ قال واحد منهم انتوا هنا قلبكم جامد وقلت لهم مش أنتوا حملة بورسعيد ؟ رد أيوة وسألوني أنتوا عندكم هنا سلاح قلت لأ قالولي ولا مكن رفع من اللي بينضح المياه قلت لأ ثم قلت لهم اتفضلوا اشربوا شاي قالوا شكرا يا حاجة ثم انصرفوا عائدين. عايشة هنا ازاي يا حاجة ردت سريعا عايشة عادي مع زوجي وولدي كمال وحسني مسافر حاليا والبنات متزوجات وعايشين مع رجالتهم وقبل كده كانوا معايا هنا في الصيف واجازة المدارس واحنا لينا بيت كبير وحلو بدورين في النسايمة وبجانبه صيدلية وحلاق وبياعين لكن أنا بروح له ساعات مش كتير علشان بحب العيشة هنا أكثر حيث الهدوء والمياه وشغل رجالتنا وأكل عيشنا هنا وأنا معاهم بصحي الصبح أفطرهم ويتوكلوا علي الله يشوفوا مصلحتهم ورزقنا بيعسوا الجوابي أي يفحص شباك السمك ويضع الأكل للماشية ويسقيها وأنا هنا أرتب المراح وأغسل الأواني والملابس ثم أجهز الأكل للغدا اللي عادة ما بيكون أسماك مقلية ومشوية وفي الصينية وشوربة وأرز وأحلي سمكة نحبها الشابور الأخضر نشويه لأن السمك عندنا أحلي من اللحمة.