علي مدار عام تعرض المصريون لضغط نفسي مستمر من التلاعب بأعصابهم لما يستقبلونه يوميا من شائعات من مصادر مختلفة وأحداث مؤسفة. كان أخرها محاولات الاعتداء علي بعض الشخصيات العامة لبعض الرموز البرلمانية وأحد المرشحين المحتملين للرئاسة لتمثل ضاعظا نفسيا علي أعصاب المصريين ولم يقف الأمر علي ذلك بل تحاول بعض القوي السياسية التلاعب بهم لتحقيق مصالحها الشخصية. الاهرام المسائي استطلعت آراء أساتذة علم الاجتماع والنفس والإعلام بشأن المسئول عن حالة الصراع النفسي التي يعيشها المصريون. وما آل اليه حال الأعلام المصري وتأثيراته علي الأوضاع السياسية والمجتمعية ونفسية المواطن المصري يقول الدكتور عبدالمنعم شحاته رئيس قسم علم النفس بآداب المنوفية إن ما يحدث من تلاعب بأعصاب المصريين أسلوب معتاد من القيادات السياسية والرسمية لاكتساب أرضية تأييد وهو ما يمثل خطرا حقيقيا وتهديدا للثورة لإغفال المصلحة العليا موضحا أنه رغم أن المصريين يتعرضون لضغوط مستمرة من قبل الثورة من مصادر مختلفة ومع ظهور حالات اعتداء علي بعض الشخصيات السياسية يتزايد الضغط نتيجة حالة الغموض التي تغلب علي المرحلة الحالية وكثرة الشائعات. ويري أن العلاج هو إعلاء مصلحة الوطن من الجهات المسئولة ووسائل الإعلام التي تعد شريكا أساسيا في تهييج مشاعر المصريين وتقدم نصف الحقائق خاصة وأن المصريين يعتمدون علي الإعلام في الحصول علي المعلومة وهو ما يحتاج إلي تنمية الوعي لدي المصريين للوصول إلي النضج الفكري لتقييم الأمور. وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إن المرحلة الانتقالية هي أكثر المراحل خطورة علي نفسية المصريين لعدم الاستقرار وعدم وضوح رؤية وهو ما يتسبب في حالة التوتر نتيجة الصراع بين ما هو قديم والنظام الجديد خاصة وأن هناك صعوبة في التخلص من النظام القديم وهو مايخلق تصريحات تثير أعصاب المصريين لترقبهم للوضع الحالي لحظة بلحظة. وتضيف أن احساس المصريين بعدم تحقيق مطالب الثورة وترقبهم بتحقيقها يوجد صراعا بداخلهم مع التخوفات المستمرة مما هو قادم مع استمرار مظاهر العنف والقتل وهو مايجعلهم يحتاجون لتغيير جذري في الأوضاع لعدم شعورهم بالأمان مؤكدا أن الحالة الضبابية والتلاعب بمشاعر المصريين لن تنتهي بانقضاء المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة. وتري الدكتورة فيفيان أحمد فؤاد استاذة علم النفس أن المصريين يتعرضون لشائعات من مصادر مختلفة وتأتي حوادث الاعتداء الاخيرة لتثير رعبا بداخل نفوس المصريين وهو ماجعلهم يفتقدون الأمل وهو يعد جزءا من مقتضيات المرحلة الحالية التي يشوبها الغموض ونقص المعلومات مؤكدة أن الفترة الانتقالية ستأخذ وقتا ويجب أن يتعامل معها المصريون بهدوء لتجاوزها. بالإضافة الي أن رفض المواطنين للعصيان المدني يعد جزءا من رفضهم التلاعب بأعصابهم وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة. وحول دور الاعلام في التلاعب بأعصاب المصريين تقول الدكتورة ثريا بدوي أستاذة الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن بعض القنوات الخاصة لاتراعي مشاعر المصريين وتسعي لتحقيق السبق الإعلامي علي حساب المهنية في تقديم المضمون الإعلامي وهو مايستهدف تخريب المجتمع المصري ونشر الفوضي وتحقيق مصالح أصحابها فمثلا في ذكري الثورة تعمدت بعض القنوات عرض مشاهد تثير الأعصاب وهو مايستلزم تغليب المصلحة الوطنية والتفرقة بين الإعلام الحر والإعلام المسئول وأوضحت أن أغلب القنوات لاتقدم وجهات نظر مختلفة وتركز علي وجهة بعينها لافتة الي أن عدم استجابة الشعب لفكرة العصيان المدني رغم ترويج الإعلام لها يؤكد وعي المصريين وتغليب مصلحة الوطن علي مصلحتهم الشخصية. وتضيف د.ثريا بدوي أن الإعلام يحتاج الي الالتزام المجتمعي بالرقابة الذاتية وتغليب الضمير الإعلامي وهذا لايعني الرقابة التي تستهدف تقييد حرية الإعلام وأن تكون هناك هيئة تحاسب الإعلاميين في حال تجاوزهم.