مازالت الكرة المصرية تعاني الشبهات حتي بعد عزل مجلس الفلول برئاسة سمير زاهر المحال حاليا للتحقيق في مخالفات مالية ارتكبت بين عامي2008 و2012, وخلال المعسكر التدريبي بالعاصمة القطرية الدوحة. كان المنتخب الوطني الاول الضحية الوحيدة بعد أن تحول الي سلعة تباع بأثمان زهيدة تسحب من رصيده الادبي وتقدم خسائر مالية ضخمة في نفس الوقت لخزينة اتحاد الكرة. وتحت عنوان مع من يلعب الفراعنة في قطر؟ حدث ولا حرج عن أكبر فضيحة عرفتها الكرة المصرية بعد عام واحد فقط من ثورة25 يناير المجيدة..الثورة لم تنجح في انهاء عالم البيزنس والفساد الذي تعانيه الرياضة في ظل الاهمال الذي وجده قطاع كان يعد الذراع اليمني لنظام المخلوع حسني مبارك. ماحدث في العاصمة القطرية الدوحة أعاد الكرة المصرية الي دائرة الشبهات من جديد وأظهر أن هناك من يتلاعب بسمعة وهيبة المصريين كرويا وماليا وأدبيا..نحن أمام كارثة بدأت عندما وافق الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة بوب برادلي علي إقامة3 مباريات ودية وهو جهاز ليس له تجارب في افريقيا من قبل عدا سمير عدلي المدير الإداري بالطبع..وسلم المنتخب نفسه للشركة الراعية وصاحبها الفضائي الذي تعاقد معه سمير زاهر رئيس إتحاد الكرة السابق, واتفق علي اقامة3 مباريات ودية مع كينيا وتنزانيا وأوغندا استعدادا للقاء افريقيا الوسطي في تصفيات بطولة الأمم2013 لكن تأجيل المباراة الرسمية ومن بعدها إلغاء إقامة المباريات الودية بالغردقة لأسباب أمنية دفع صاحب الشركة الراعية لاستقدام أي منتخباب لاقامة المباريات الودية وفرضها علي بوب برادلي الذي لايعلم أي شئ عن حقيقة المنتخبات المعروضة عليه: كينيا والنيجير والكونغو الديمقراطية. وحرصت الشركة الراعية علي اقامة تلك المباريات وتسويقها للحفاظ علي مكاسب عقد الرعاية بأي ثمن حتي لو لم يستفد المنتخب من كل هذه التجارب, اضافة الي علامات الاستفهام الكثيرة حول المقابل المادي الخاص بالتذاكر واعلانات الملعب والبث التليفزيوني. أمس خاض المنتخب لقاء مع النيجر وبعد48 ساعة من ملامح فضيحة بدأت تتكشف في الرأي العام عندما أعلن اتحاد كرة القدم في النيجر ظهر الاثنين الماضي نبأ اعلان اقالة هارونا دولا المدير الفني للمنتخب من منصبه بداعي الفشل والاخفاق في بطولة كأس الامم الافريقية الاخيرة في غينيا الاستوائية والجابون, والتي خسرت خلالها النيجر مبارياتها أمام تونس والمغرب والجابون وودعت البطولة من الدور الاول بدون حصد أية نقاط.. ولم يتوقف الخبر والاعلان عند هذا الحد. وأضيف اليه من قبل اتحاد كرة القدم في النيجر الاستغناء عن خدمات الطاقم الفني المعاون لهارونا دولا. ولم يقدم المسئولون هناك اسم مدير فني مؤقت لتولي المهمة ولم يعلنوا عن موعد اختيار مدير فني جديد واكتفوا بالاشارة الي ان الاتحاد سيختار جهازا فنيا يتولي قيادة النيجر في التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا وشاءت الاقدار أن ينشر الخبر الاثنين الماضي بعد وصول بعثة النيجر الي الدوحة والاقامة هناك استعدادا للمباراة أي أن اللقاء تم مع منتخب مفكك يعاني الاستقرار الفني. وماحدث أمام كينيا فضيحة بكل المقاييس.. فالمنتخب الوطني لم يواجه نظيره الكيني الاول في الدوحة, كما أعلن قبل اللقاء ومنذ اعلان بوب برادلي المدير الفني قائمة المباريات الودية التي قرر خوضها في فبراير ومارس. فالمنتخب الكيني الاول لم يحضر الي قطر للقاء المنتخب الوطني مساء الاثنين الماضي بسبب انشغاله بأداء تدريبه الاساسي وقتها استعدادا لمباراته مع منتخب توجو في جولة الذهاب للدور التمهيدي الثاني من عمر التصفيات المؤهلة الي نهائيات كأس الامم الافريقية المقبلة في جنوب افريقيا. ومن المستحيل أن تلتقي كينيا مصر في الدوحة الاثنين ثم تواجه توجو رسميا في نيروبي الاربعاء أي يوم أمس في غضون48 ساعة فقط. وبعدما شاهد الجميع خلال التجربة الودية فريقنا الوطني يواجه لاعبين من أصحاب البشرة السمراء ذي أعمار سنية صغيرة ظهرت نغمة أن اللقاء تم أمام المنتخب الاوليمبي الكيني أي جيل لاتزيد أعمار لاعبيه علي23 عاما..ليفرض الغموض نفسه علي حقيقة وهوية الفريق الكيني..فالمعروف أن كينيا حاليا مثلها مثل كل بلدان افريقيا عدا مصر والمغرب والجابون والسنغال لاتملك منتخبا أوليمبيا رسميا بسبب نهاية التصفيات الافريقية المؤهلة الي دورة الالعاب الاوليمبية, وهي التصفيات التي بدأت في العام الماضي وانتهت في نوفمبر2011 بإقامة منافسات بطولة كأس الامم الافريقية تحت23 عاما في نسختها الاولي بالمغرب وشاركت فيها المنتخبات منها المنتخب الاوليمبي المصري الذي حاز تأشيرة الصعود الي أوليمبياد لندن في اغسطس العام الحالي برفقة الجابون والمغرب مع انتظار السنغال للملحق الافروأسيوي, وهو مايؤكد انه لا وجود لمسمي المنتخب الاوليمبي الكيني سوي في خيال الجهاز الفني للمنتخب بقيادة بوب برادلي واللجنة المؤقتة برئاسة أنور صالح التي تدير اتحاد الكرة وأخيرا الشركة الراعية المنظمة للمعسكر. فالحقيقة الوحيدة التي ترتبط بكينيا هي امتلاكه منتخبا أول يخوض تصفيات كأس الامم ومنتخب الشباب يستعد لخوض تصفيات إفريقيا لمواليد عام1991. ما حدث في تجربة غياب منتخب كينيا الأول عن موقعة الاثنين يهدد شرعية المباراة الودية الثالثة للمنتخب الوطني والمقررة مع منتخب الكونغو الديمقراطية. فالأخير كان مرتبطا بمواجهة رسمية جرت أمس أمام سيشيل في جولة ذهاب الدور التمهيدي الثاني للتصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة في جنوب إفريقيا خاضها في ملعب سيشيل وفاز بالأربعة. والمعروف أن تشكيلة منتخب الكونغو الديمقراطية تعتمد في المقام الأول علي مجموعة المحترفين في أوروبا أمثال ايلونجا مدافع وستهام الانجليزي ومبوكاني مهاجم اندرلخت البلجيكي, ولا يحق لهؤلاء اللاعبين المشاركة برفقة منتخب بلادهم أمام الفراعنة وديا في ظل عدم ادراج المباراة ضمن الأجندة الدولية الصادرة من جانب الاتحاد الدولي فيفا. ووفقا لهذه المعطيات فإن من سيأتي إلي الدوحة للقاء الفراعنة ليس هو المنتخب الكونغولي المعروف في القارة الإفريقية بل عدد من اللاعبين المغمورين المجهولي الهوية الكروية. الملفات المالية.. ملفات أخري يتحمل مسئوليتها أمام القانون والرأي العام أنور صالح المدير التنفيذي للاتحاد والقائم بأعمال رئيس الجبلاية.. فالملف المالي هنا شائك ولم يقدم أرقاما واضحة.. فالمنتخب الوطني المصنف عالميا وبطل إفريقيا السابق وأفضل منتخب في القارة خلال العقد الأول للألفية الثالثة سافر إلي الدوحة لأداء3 مباريات ودية مقابل مصروف جيب للاعبين والجهاز الفني فقط. وفي الوقت نفسه, لم يقدم أنور صالح للرأي العام خريطة واضحة حول حقوق اتحاد الكرة من عائد البث الفضائي لمبارياته والتي تردد بقوة أنها ذهبت إلي الشركة الراعية بحكم حصولها علي حقوق الرعاية الخاصة بالاتحاد. ولا أحد ينسي مطلقا أن لفظ البث الفضائي كان سببا في الغاء مزايدة الرعاية الشهيرة في اتحاد الكرة ظهر فيها عرض تخطت قيمته160 مليون جنيه.. قبل ان يبيع سمير زاهر ومجلسه المخلوع حقوق الرعاية شاملة البث الفضائي فيما بعد ب52 مليون جنيه فقط لصاحب شركة وأخل بعقود الاتحاد.. وهو أيضا ملف يجري التحقيق فيه بداعي إهدار المال العام لدي الجهات القانونية. ولم يقدم أنور صالح في نفس الوقت معلومات وأرقاما للرأي العام حول أسباب ارتداء لاعبي المنتخب الوطني أطقما لشركة ملابس عالمية لم تتعاقد بعد مع اتحاد الكرة والاتفاق لا يزال محل شك وأيضا يواجه مشكلات مالية. ما أعلن فقط أن الأطقم أتت هدية من الشركة العالمية التي تسعي للفوز بحقوق ارتداء المنتخب الوطني لمنتجاتها.. وهو مبرر كارثي ويؤكد زيف ما تردد من جانب مجلس الإدارة السابق برئاسة سمير زاهر واللجنة المؤقتة بعد عندما طالبوا المجلس القومي للرياضة بالتصديق علي العقد الذي يمتد ل7 أعوام بداعي أن الشركة حددت مهلة لحسم الصفقة بالسلب أو الايجاب ودون اجراء مزايدات حول المنتخب.. كما ان المنتخب الأوليمبي كان يرتدي طاقما يحمل شعار الشركة المتعاقد معها الاتحاد منذ عام.2005 وهي مبررات تنهار الآن مع اظهار الشركة تمسكا بالصفقة وتقديمها منتجات مجانية للمنتخب خلال رحلة الدوحة ليظهر بها في لقاءاته أمام فرق تحمل أسماء كينيا والنيجر والكونغو الديمقراطية. ولماذا تم اختيار العاصمة القطرية الدوحة دون غيرها من باقي البلدان العربية لاقامة معسكر المنتخب الوطني هناك وهو في حد ذاته خسارة مالية أخري.. فالمعروف ان منتخبا كبيرا مثل الفراعنة يحصلون علي مزايا مالية وأدبية عندما يقرر أداء معسكرات خارجية وهو ما لم يحدث في التجربة الحالية.. وكلها ملفات مالية يحتاج الرأي العام للحصول علي اجابة بالأرقام المالية والخسائر الحقيقية من أنور صالح الذي جري تنصيبه في الأساس مديرا ماليا قبل أن يكون مديرا تنفيذيا ثم رئيسا مؤقتا. للعاصمة القطرية الدوحة حدث آخر في عالم الشبهات وجرت أحداثه في نوفمبر الماضي عندما أعلن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وقتها عن اقامة لقاء ودي بين المنتخب الوطني ونظيره البرازيلي وكانت أول مواجهة للأمريكي بوب برادلي بعد توليه المهمة. وعندما بدأت ثم انتهت المباراة.. فوجئ الجميع بأن تشكيلة المنتخب البرازيلي لم تضم كبار النجوم المعروفين بتمثيل وارتداء القميص الأصفر.. فلم يستدع مينزيس المدير الفني لراقصي السامبا علي سبيل المثال نيمار هداف فريق سانتوس وأفضل لاعب برازيلي حاليا والذي يتنافس ريال مدريد وبرشلونة قطبا الكرة الاسبانية علي التعاقد معه.. ولم يظهر في اللقاء رونالدينهو صانع ألعاب فلامنجو والعقل المفكر للمنتخب وهو الآخر لم يتم استدعاؤه. وخرج من الحسابات كبار نجوم البرازيل المحترفين في أوروبا مثل اليكسندرباتو هداف ميلان الايطالي.. ومارسيليو جناح ايسر ريال مدريد الاسباني ومايكون ظهير ايمن الانتر الايطالي وزميليه لوسيو قلب الدفاع وخوليو سيزار حارس المرمي إلي جانب إصابة ريكاردو كاكا صانع ألعاب ريال مدريد الاسباني. واكتشفت الجميع ان المدير الفني لمنتخب البرازيل استدعي عددا من اللاعبين لتجربتهم ووضعهم تحت الاختبار من خلال تجربته مع المنتخب المصري مثل جوناس وهالك وأدريان وجوستافو وهم في الأساس ليسوا من العناصر الأساسية.. وانتهي اللقاء بفوز البرازيل بسهولة بهدفين مقابل لا شيء مع عرض مخيب للآمال للمنتخب الوطني أخزي الآلاف في الدوحة. وخارج المستطيل الأخضر.. ظهرت شبهات عديدة حول كيفية إدارة اتحاد الكرة للمباراة وتقدم أعضاء بالجمعية العمومية للجبلاية ببلاغات ضد سمير زاهر حول اللقاء.. فهناك مخالفة مالية ينتظر الرد عليها حول سفر زاهر إلي سويسرا للاجتماع مع الشركة الراعية الموجودة أصلا في العاصمة الانجليزية لندن واكتشاف تواجده في لندن وليس جنيف. كذلك هناك من لاحق زاهر ورفاقه حول فضيحة سفر شخصيات لا تمت للبعثة الرسمية من لاعبين وجهاز فني ومسئولين عبر الطائرة الخاصة والمخصصة لنقل المنتخب الوطني من القاهرة إلي الدوحة لملاقاة البرازيل هناك.. بالإضافة إلي فضيحة بيع حقوق إذاعة المباراة لقناة فضائية حديثة تابعة لمنظم اللقاء في لندن دون اجراء مناقصة أو مزايدة.. والمثير في الأمر أن سمير زاهر برر ذلك بعدم احقية اتحاد الكرة في تسويق اللقاء فضائيا رغم ان المنتخب الوطني طرف في اللقاء مثله مثل البرازيل. ولم يعلن زاهر إلا عن تحقيق الجبلاية مكسبا ماليا يصل إلي مليون جنيه من وراء ملاقاة البرازيل في الدوحة.. وكتبت أحداث الدوحة نشوب خلافات وصراعات حادة داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة, حيث ظهرت مجموعة تضم كرم كردي وجمال محمد علي ومجدي عبدالغني أعضاء المجلس الذين تحولوا إلي معارضين لسمير زاهر بسبب أحداث رحلة الدوحة التي رفضوا السفر خلالها إلي قطر برفقة المنتخب وبقوا في مصر لإدارة كل الاتهامات التي طاردت سمير زاهر ولا تزال محل تحقيقات.