بخلاف النظرة المسبقة التي كنت أحملها معي علي الطائرة التركية المتجهة إلي العاصمة الإيرانيةطهرانالتي تزدحم بصور ال:( ملالي والنساء المتشحات بالسواد شاهدت ورأيت عن قرب صورةمغايرة تمامالما كان يصوره الإعلام المصري والغربي علي وجه الخصوص فهذه الأمة امتلكت خلال ثلاثين عاما أسباب القوة والقدرة. فقد اصبحت إيران بلدا متطورا يسعي بدأب نحو بناء علاقات جيدة ومتكافئة مع جميع الشعوب دون أن يضطر إلي التضحية باستقلال إرادته. كما نجحت في بناء دولة قادرة علي مواجهة القوي الغربية والصهيونية والوصول إلي تكنولوجيا متطورة وتمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات بسواعد ابنائها وواجهت العقوبات الدولية المفروضة عليها ورسخت علاقاتها بقوي كبيرة مثل الصين والصين. فالسياسة الإيرانية كانت واضحة تماما منذ الوهلة الأولي لقيام الثورة الإيرانية عام1979 بقيام الإمام الراحل الخمينيوذلك عندما سأل الإمام الخميني أين أنصارك فقال في أرحام أمهاتهم يقصد أن تركيزه الرئيسي كان علي جيل الشباب الذي يدير الدولة الآن. وهو ما أكدهالإمام خامنئالمرشد الأعلي للثورة الإيرانية الحالي خلال لقائنا معه إن الشباب الإيراني يلعب الآن بعلوم الفضاء وأن طموحه الوصول إلي درجات كبيرة من التكنولوجيا. وعلي هامش مؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية الذي عقد في طهران بمشاركة1200 شاب من مختلف دول العالم أكد وزير الثقافة والإعلام الإيراني سيد محمد حسينية ضرورة حل القضايا العالقة التي خلقت حساسيات بين الشعبين المصري والايراني علي وجه الخصوص الشارع الذي اطلق عليه اسم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات. تحت عنوان الشباب والصحوة الإسلامية إلا أن الوفد المصري الذي اختير لم يكن علي المستوي المطلوبلا سياسيا ولا معرفيافضلا عن أنهم وليسوا هم شباب الثورة الحقيقي حيث لم يكن الوفد المصري المشارك ذا رؤية واضحة غاب عنه التنسيق والتوافق علي خطته وأهدافه في المؤتمر, خاصة أن الوفد المصري كان عليه تركيز شديد من جميع المشاركين في المؤتمر والمسئولين الإيرانيين لوجود رغبة شديدة لديهم لعودة العلاقات المصرية الإيرانيةلأنهم يعتبرون مصر رمانة الميزان في المنطقة وأنهم أصحاب حضارة فارسية عريقة ونحن أصحاب حضارة فرعونية وأن وجود تعاون مصري إيراني يربك أمريكا وإسرائيلوهذا ما أكده العديد من المسئولين الإيرانيين الذين التقيت بهم, وخصوصا وزير الثقافة والإعلام الإيرانيسيد محمدحسينية الذي أكد لي الأهمية البالغة لحل جميع القضايا العالقة التي خلقت حساسية بين الشعبين المصري والإيراني ومنها علي وجه الخصوص الشارع الذي أطلق باسم قاتل الرئيس الراحل السادات. من جانبه اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني هما مصدر كل المشاكل التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر, مشيرا إلي أن الغرب يسعي إلي إنقاذ الكيان الإسرائيلي عبر بث الفرقة والفتن بين دول المنطقة, مضيفا إن الهدف من زرع الكيان الصهيوني في المنطقة هو الهيمنة علي الشرق الأوسط وموارده, وبالتالي قمع الحريات الثورية التي تشهدها المنطقة. وليس بعيدا عن هذا السياق فانه لا يمكن القفز علي ما أكده المرشد الأعلي للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئ من أنشباب الدول العربية والإسلاميةعليهم المساهمة بايجابية في برامج التنمية في بلادهم إلي جانب استمرار حركاتهم الثورة لتحقيق الأهداف الكاملة للثورة وتطهير الأنظمة الفاسدة ومن جانبه أكد رئيس الوفد المصري الشيخ تاج الدين الهلاليانتصار ثورة الصحوة الإسلامية, معتبرا أن شرارة الثورات التي انطلقت من تونس إلي بلدان المنطقة, مضيفا بأن الثورة لم تكتمل بل أنها ستقتلع كافة الطغاة, مشددا علي أن ما تريده شعوب المنطقة هو تحقيق الوحدة الإسلامية.