رن الهاتف ليلا, أسرعت مني42 سنة ربة منزل ترد وقلبها يحدثها بأنه زوجها سليمان48 سنة نقاش وشعرت بصوته تملؤه الفرحة وهو يقول إطلبي اللي إنت عايزاه يا ست الكل ربنا رزقنا بفلوس كتير ردت الحمد لله كفاية تيجي بالسلامة.. العيال نفسها في الكبدة, أجاب زوجهاهجيب لكم أحلي كبد. أغلقت الهاتف وأيقظت أولادها ودخلت المطبخ وأعدت أدوات الطهي وهي لا تعلم أن القدر كان يخبيء لها شيئا آخر. أحضر سليمان الكبدة من أحد محلات بيع اللحوم المجمدة وكان بصحبته أبن شقيقه أحمد26 سنة نقاش والذي ألح عليه عمه ليتوجه معه إلي منزله ويتناول العشاء معه وأولاده. دق الأب جرس الباب وغمرته السعادة وهو يسمع هتافات أبنائه تصل لقلبه قبل أذنيه وما إن فتح الباب حتي انطلق الابناء بين ذراعيه وارتموا في أحضانه والفرحة في أعينهم. علي الفور أخذت مني من يد زوجها لفافة الكبدة وأسرعت علي المطبخ لتحضيرها بمساعدة بنتيها علياء12 سنة وعصماء14 بينما أعد ابنها عصام18 سنة السفرة. جلس الأب وابن أخيه حتي انتهت الزوجة من تحضير الطعام ووضعته أمام زوجها وأولادها ليتسابقوا في تناول وجبة الكبدة التي تسبق طعمها رائحتها الشهية. وبعد الانتهاء من تناول الطعام, أحضرت الزوجة الشاي وبدأت بكلمات معسولة باخبارها عن الوجبة الشهية وعن حسن طهيها. وفجأة دخلت الطفلتان في نوبة صراخ وبكاء من شدة آلام المعدة التي أصابتهما فجأة فحاول أفراد الأسرة إسعافهما إلا أنهم تساقطوا واحدا تلو الآخر فاستغاثوا بالجيران, لم يسمعهم أحد إلا متأخرا حيث تمكن أحد الجيران من كسر باب الشقة وبدأ يطلب مساعدة من سكان العقار ونقلوهم إلي مستشفي المقطم ولكن لفظ رب المنزل وابن شقيقه أنفاسهما داخل المستشفي وتم إنقاذ باقي أفراد الأسرة, وتبين من الفحوصات أن الكبدة فاسدة. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة والذي تمكن من القبض علي كل من يحيي43 سنة صاحب المتجر ومديره عبد الهادي43 سنة وسامح31 سنة وسيد27 سنة من العاملين بالمحل والتحفظ علي ما بداخله من لحوم. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التي تولت التحقيق.