قرأت في بريدك عشرات الرسائل التي يشكو فيها الأزواج زوجاتهن ويتهمونهن بأنهن ناكرات للجميل وكذا الزوجات اللائي يشكون ازواجهن علي مدار الاشهر الماضية. ورسالتي قد تكون غريبة عن تلك النماذج تماما فزوجي رجل فاضل وخلال رحلة زواجنا منذ أكثر من ثمانية عشر عاما لم أر منه شيئا يغضبني او يقلل من قيمتي ولم يقصر يوما في طلبات المنزل نهائيا برغم انه يعمل سائقا باليومية ومرتبه بسيط للغاية, وكانت حياتنا هانئة مستقرة حتي اصيب زوجي بفيروس كبدي, ووقفت إلي جواره بكل جوارحي وتقشفت في مصاريف المنزل لاقصي درجة حتي لا اثقل كاهله بالطلبات مع ما يترتب علي ذلك من بذل مجهود اضافي في العمل. ومع سريان الأيام تدهورت حالته وافترس الفيروس كبده, ونهشه حتي تلف, وأصبح في حاجة إلي زرع كبد, وفور أن أخبرني الأطباء بخطورة حالته لم أفكر لحظة فيمن يتبرع لزوجي بفص من الكبد, ودخلت يومها لاجراء الفحوصات المطلوبة, وكانت النتيجة أنه يمكنني أن أمنح زوجي فصا من كبدي, وهو امر اسعدني لما يغمرني من احساس بان زوجي قطعة مني وانا جزء منه, وهذا ما سيتحقق فعليا عندما يزرع جزءا من كبدي في جسده. صدقني هذا الجزء ليس بالكثير علي زوجي, فهو يستحق اكثر من ذلك, ولو طلبوا روحي لمنحتها إياه دون تردد, لأنه يحبني بالقدر الذي أحبه به. وهو الآن محجوز في مركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة والعملية مرهونة بمائتي الف جنيه, جمعت منها مائة وخمسة وعشرين الفا ولم يتبق سوي خمسة وسبعين الفا ويتم بعدها اجراء العملية, تري هل هناك أمل؟ * تلقيت هذه الرسالة من زوجة المريض السيد أحمد الحسيني الموجود حاليا بمركز جراحة الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة.. والباب مفتوح لمن يريد المساهمة في إجراء الجراحة له سواء بالتبرع المباشر في المركز المذكور أو عن طريق بريد الأهرام.. والله المستعان.