خير شاهد علي نزاهة الانتخابات في ظل العسكر وهو برلمان منتخب, ردوا وقد بدا عليهم التأفف من الالحاح بانها كانت صفقة مع الاخوان خونة الثورة, فإذا أجهزت عليهم وقلت ففيم اذن رغبتكم في تسليم الرئاسة لرئيس مجلس الخونة جلس أحدهم وهو يضطجع علي كرسيه أمام شاشة التلفاز وهو يعلق علي اعتراض احدي المداخلات التي تستنكر الرد علي احداث بورسعيد بالتظاهر أمام وزارة الداخلية ومحاصرتها من الألتراس, بأن الحرية لها ثمن وهو يقصد بكل تأكيد الثمن الذي يدفعه الشباب مجددا لا الثمن الذي يدفعه هو, فهو يقبض هذا الثمن باضطجاعه امام الشاشة الزرقاء ليناضل خلفها بدم الشباب الطاهر البرئ, وكأنهم خلقوا ليضيعوا اعمارهم التي امامهم لكي يتمتع هؤلاء المناضلون الاشاوس علي الفضائيات ببقايا اعمارهم التي ذهب اكثرها خلفهم, ولا مانع بالطبع من ان نصدر الاحكام فورا لتدين الجيش ومجلسه في تدبير هذا الفعل الخسيس, لنضع الشرطة والجيش والقضاء ايضا في سلة واحدة لنسقطها جميعا فتخلو السلطة لهؤلاء الاشاوس الذين لم يتعرض ظفر احدهم لخدش في اي من تلك المناوشات, فالهدف الواضح والمطلب الوحيد اصبح المجلس الرئاسي الانتقالي, وكأنه يحمل في يديه الانتقالية عصا موسي السحرية التي سوف يعالج بها مشاكل مجتمع ضرب الفساد القيمي والاخلاقي في اطنابه علي مدار أكثر من ثلاثة عقود, تواطؤ امني واضح لاتخطئه عين من بعض العناصر الأمنية في بورسعيد, تحول في اقل من نصف ساعة إلي حملة مسعورة لإدانة الجيش ومجلسه, فصدرت الاحكام بالإدانة وحان وقت التنفيذ, والالتراس دائما جاهزون, ومن غيرهم في حماستهم وشجاعتهم ونضارة وجوههم البريئة لكي نضحي بهم من أجل تنفيذ مؤامرة اصبحت واضحة المعالم لاسقاط الدولة, واسقاط مصر كلها, الحاجة إلي اعادة هيكلة الداخلية وتطهيرها من بعض عناصرها الموالية للنظام السابق وهي قليلة اصبحت ذريعة لتكرار احداث محمد محمود ثانية, ليس هذا فقط, لم يتطرق احد علي الاطلاق إلي سلوكيات الالتراس أو من يدعون انهم من الالتراس فلا أحد يدري من من؟ تلك الايام, ولا أحد يتطرق إلي سلوكيات بعض الشباب العنيفة التي تفقدهم حقوقهم, ولا إلي لغة بعضهم المتدنية عواجيز الفرح الثوري يريدونهم هكذا, ولا مانع من اطلاق الصفات البطولية عليهم, علي غرار تلك هي اخلاق جيل يناير, وهذا هو الجيل الذي حرركم من خنوعكم وانبطاحكم, وكأننا لم نناضل ولم نكن لهم القدوة ولم نهيئ لهم المناخ لكي يخرجوا, ولم نؤيدهم في خروجهم حتي اسقطنا جميعا النظام البائد, فالمراد دائما هو تحويلهم إلي كيان فوق النقد, قدس الاقداس, لا لكي نرفعهم بعدها إلي المكانة التي يستحقونها بالفعل, ولكن لكي نضحي بهم علي مذبح الحرية, ثمنا لنضال المغاوير علي الفضائيات وعلي عواميد الصحف, وكل هذا يحدث في إطار تشكيكي تخويني في كل شئ ولكل شئ, فالعسكر كاذبون والاخوان خائنون, والسلفيون سعوديون, والليبراليون المعتدلون منبطحون, وكل اعضاء الوطني فلوليون, اقصاء للجميع إلا الاحرار والحرائر والشقائق وكل تلك التسميات المقدسة التي تجعل منهم فوق الجميع لكي يأتي في النهاية اشاوس النضال الفضائي فوقهم وفوقنا لكي يعلنوا انفسهم معبودات جديدة, ذات خطاب مبارك الاقصائي, ينقدون الفلول وهم يمارسون افعالهم الاقصائية, ينقدون العسكر علي الأمر والنهي وهم الآمرون الناهون, ينقدون الاخوان علي اخوانيتهم وهم الاحرار وغيرهم ليس حرا, ينقدون السلفيين علي تمسكهم بالطقوس وهم اصحاب المطلب الواحد, الرئاسي الانتقالي, وفي كل هذا اين ذهبت الثورة؟ لم يتبق منها إلا شعارها الواهي الذي بلا مضمون, الثورة مستمرة, مستمرة بالطبع حتي يأتي صناديد الفضائيات إلي سدة الحكم, اما ماذا بعدها لاثورة طبعا مع الثوار, تماما مثل لا اجتهاد مع النص, وإلا فماذا هم فاعلون في حال وصولهم إلي الحكم وهم الاقلية مع المليونيات, ومع الاعتصامات, ومع الفئويات, ومع قطع الطرق, ومع السطو المسلح, ومع الاقتصاد المتردي, ومع الانفلات الأمني؟, الاجابة بكل تأكيد هي القمع الثوري علي طريقة بروسبيير ومارا في الثورة الفرنسية, اين ذهب الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية؟ لاحس ولاخبر, لاصوت يعلو فوق صوت المعركة مع الجميع, وكل هذا من أجل ماذا؟ رئيس انتقالي, فاذا قلت لهم ولكن هذا إجراء غير ديمقراطي, يقولون لك يتولي رئيس مجلس الشعب الرئاسة إذن, فاذا قلت ولكن هذا إجراء ملتبس يخلط بين السلطة التنفيذية والتشريعية, يقولون لك مؤقتا حتي يتم انتخاب رئيس جديد, فاذا الححت وقلت ولكن هذا سوف يأخذ ذات الوقت, ردوا بأنهم لايثقون في انتخابات تجري في ظل العسكر, فاذا افحمتهم وقلت ولكن البرلمان خير شاهد علي نزاهة الانتخابات في ظل العسكر وهو برلمان منتخب, ردوا وقد بدا عليهم التأفف من الالحاح بانها كانت صفقة مع الاخوان خونة الثورة, فإذا أجهزت عليهم وقلت ففيم اذن رغبتكم في تسليم الرئاسة لرئيس مجلس الخونة, شتموك في نهاية المطاف ونعتوك بأنك مجلسي عبد منبطح, وبعد كل هذا التضليل والتضحية بفلذات اكبادنا قرابين للثورة المستمرة وللحرية, يتكئ احدهم في طلعته البهية علي التلفاز ويقول لك, للحرية تمن!!