أهالي مركز أبوتيج بمحافظة أسيوط يعنون من كثيرا من المشاكل المزمنة التي تبلغ حد المأساة بل ربما تتجاوزها والسبب المشروعات الوهمية التي بدأ العمل فيها منذ سنوات ولم تر النور أو يتم الانتهاء منها. حتي وقتنا هذا حيث تحول مشروع الصرف الصحي بقرية الزرابي إلي نقمة.. وباتت المحطة تمثل مصدرا للإزعاج لأهالي المركز لعدم اكتمالها.. وكذلك قيام المسئولين باختزال مساحة المزرعة الخشبية من750 فدانا إلي180 فدانا فقط في حين أن خط الصرف الصحي الخاص بمدينة أبوتيج يرمي يوميا أكثر من4500 طن مخلفات والمساحة الحالية لاتتحمل استقبال أكثر من1000 طن فقط وهو ماسوف يؤدي إلي كارثة بيئية بكل المقاييس حيث عجز مسئولو المحطة عن تصريف تلك الكميات الهائلة من مخلفات الصرف الصحي إلا في الصحراوية من الجهة الغربية لقريتي الزرابي ودكران وخاصة أن المنطقة الغربية أعلي من المنطقة الشرقية التي تقع فيها القريتان مما أدي إلي تسرب المياه إلي أسفلهما.. وإرتفاع منسوب المياه الجوفية مما يهدد بوقوع كارثة إنسانية بانهيار المنازل في القريتين فضلا من أرتفاع معدل الملوحة في الأراضي الزراعية. وكشف تقرير قدمه المهندس جمال الدين أحمد عبدالرحيم بمنطقة أبوتيج إلي رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن أنه عند تشغيل المحطة تبين أن ليس لها معدات لنظافة المأخذ بالأضافة إلي عدم وجود أسوار حديدية حول الأحواض مما يعد خطرا علي العاملين و كذلك عدم وجود قوارب ومعدات لاستخراج الحشائش التي تنمو بداخل الأحواض. وأشار التقرير إلي عدم وجود كهرباء عمومية وكل مايتوافر كشك كهرباء بطاقة3 آلاف كيلو فولت لتشغيل الأجهزة الموجودة بالمحطة من خلال السولار بالطرق البدائية ولايوجد مكان آمن لماكينتي الديزل مؤكدا أن مهندسا من شركة الكهرباء قام بعمل مقايسة لتركيب الكهرباء للمحطة وأرسلها إلي الهيئة القومية بقيمة المقايسة ولم ترد الهيئة والمحطة مظلمة ولاتوجد بها اضاءة ومعظم الكشافات تالفة. أكد التقرير عدم وجود مياه نقية بداخل المحطة وخط المياه بوصتان يمر خارج سورها ولاتوجد توصيلات داخلية للمياه النقية وكذلك عدم وجود وسيلة لاستخراج الحمأة( فضلات الصرف الصحي) من الأحواض طلمبات غاطسة وشبكة كما لاتوجد أحواض لتجفيف الحمأة. كما كشف التقرير عن تلف معظم المحابس والهدارات الداخلة والخارجة للأحواض ومحابس الشبكة تالفة والأحواض والأرضيات بها شروخ وربما تنهار ولاتوجد معدات صيانة. وعن الصحة العامة أكد التقرير أن عنبر الكلور مغلق ولم يتم تسلمه أو تشغيله للشركة ولو علي سبيل التجربة وكذلك الحال بالنسبة لمعمل العينات حيث لم يتم تشغيله أو تجربته أو أي وسيلة لاختبار العينات من المحطة أو عمالة فنية لتشغيل المعمل. ولايوجد بالمحطة أي وسيلة للأمن الصناعي من طفايات أو وسائل جاهزة للاستخدام في حالة وجود كوارث سواء باختناق أحد العاملين أو غرقه في مياه الأحواض أطواق نجاة. كما لايوجد خط سيب نهائي للمياه الخارجة من المحطة بعد المعالجة حيث أن المزرعة مساحتها صغيرة180 فدانا ولاتستوعب كل كمية المياه المنتجة من المحطة حوالي4500 م3/ يوم. فيما كشف تقرير آخر للمهندس صالح صدقي مدير الغابة الشجرية بالزرابي عن أن العاملين بمحطة الصرف الصحي بالزرابي يقومون بإنزال مياه الصرف الصحي إلي أحواض الموازنة الخاصة بالمزرعة دون أية معالجة بالكلور مما يؤدي إلي نزولها وبها عوالق كثيرة تؤدي بالتالي إلي وقف عمل مواتير المزرعة الخاصة برفع المياه الموجودة في أحواض الموازنة إلي الأشجار المزروعة وذلك يسبب انسداد الفلاتر ووقف عمل المواتير مما يؤدي إلي زيادة المياه داخل الأحواض وحدوث مشاكل كثيرة وهذا من شأنه أن يؤدي إلي انهيار الأحواض ونزول المياه الملوثة إلي قرية الزرابي. ويقول عبدالناصر بكر محمد من أهالي القرية أن أهم المخاطر التي تهدد حياة أهالي قريتي الزرابي ودكران هو ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل منازل القريتين بسبب تسرب مياه الصرف الصحي من المشروع. ويضيف مجدي وهيب عطية أن المشروع به أخطاء كثيرة فالموقع يقع تحت أبراج الضغط العالي(11 ألف فولت) والتي تتسرب المياه أسفلها وأدي إلي ميولها. ويقول جلال سيد العطيفي موظف أن هناك كارثة بكل المقاييس تطارد أهالي قرية الزرابي فهم مهددون بين لحظة وأخري لانهيار طوفان مياه الصرف من أحواض محطة الزرابي التي تم افتتاحها قبل اكتمالها علي القرية لتعوم القرية علي بحيرة من مياه الصرف الصحي والفضلات. وفي تعقيب للواء السيد البرعي محافظ أسيوط أكد انه سيقوم علي الفور بتشكيل لجنة فنية للوقوف علي حقيقة الأمر خاصة وان تلك المحطة افتتحت في عهد المحافظ الأسبق والفترة الزمنية القليلة التي تولي بها العمل في المحافظة لم تمكنه من التعرف علي حقيقة الأمر هناك مشيرا إلي أنه في حالة ثبوت تلك الوقائع الخطيرة من حيث تعطل بعض المعدات بالمحطة وكونها مصدر خطورة علي حياة المواطنين والبيئة ستتم محاسبة المقصرين وتفادي حدوث كارثة لاقدر الله لذا سنتحرك سريعا لتلافي حدوث أي مكروه للمواطنين