تعاني المجاري المائية بالاسماعيلية مشكلة خطيرة تتمثل في كثرة الحشائش وامتلائها بالمخلفات, سواء مواد البناء أو القمامة وهو ما يؤثر علي حصص الأراضي الزراعية من مياه الري, سواء داخل نطاق المحافظة أو المحافظات المجاورة وبالتحديد السويس وبورسعيد. الأهرام المسائي رصد معاناة المزارعين والأهالي ووضع الأزمة بين أيدي المسئولين في وزارة الري. في البداية يقول بدري الفسيكي من مزارعي قرية الفردان إن المنطقة الواقعة ما بين الكيلو11 والكيلو17 تعوق حركة تدفق المياه من ترعة الاسماعيلية الي ترعة بورسعيد, ولابد من اعادة عملية التطهير بنظام الصاولة وهو عبارة عن أسلاك شائكة مربوطة بها قطع خرسانية تستقر في قاع الترعة حتي يتم التخلص من جذور الحشائش التي تنمو داخل المياه وتعوق حركة تدفقها بانتظام. ويضيف محمد عبدالمعبود مزارع أن ورد النيل المنتشر في المجاري المائية يتسبب في تلف العديد من المحاصيل لعدم وصول المياه الي جميع الأراضي بالكمية التي تغطي احتياجاتها لان هذه النباتات تلتهم كميات كبيرة من المياه تقدر بنحو لتر يوميا للنبتة الواحدة وهذه المشكلة تبدو أكثر وضوحا في الترع الفرعية والمساقي الخاصة التي تعاني الاهمال, مشيرا الي أن عملية التطهير ان وجدت تنفذ علي مزاج المسئولين بقطاع الري بالمحافظة. ويشير أحمد عبدالحميد مزارع إلي أن إزالة الحشائش داخل ترعة بورسعيد التي تقع في نطاق مركز ومدينة القنطرة غرب تتم من علي الجسور فقط ويبقي منتصف المجري المائي مليئا بالنباتات التي تؤثر سلبا علي وصول المياه لمأخذ محطات مياه الشرب, بخلاف وجود روائح كريهة نتيجة المخلفات التي يلقيها البعض سواء الآدمية أو الحيوانات الميتة. ويوضح سلامة سلمي مزارع أن منسوب مياه الترع بالاسماعيلية انخفض تدريجيا خلال الأسابيع الماضية بسبب عدم تطهير المجاري المائية والمسئولون ليس لديهم اهتمام في هذا الشأن برغم أن فصل الشتاء تنمو فيه الحشائش والنباتات المعوقة لحركة المياه, ولابد من سرعة ازالتها بالطرق السليمة التي تضمن عدم عودتها للانتشار مرة أخري, ونطالب المحافظ اللواء جمال امبابي بأن يهتم بمشكلات المزارعين لأنها كثيرة ومتعددة ولا تقف عند هذا الحد فقط. ويؤكد محمود موسي مهندس زراعي أنه لابد من المشاركة بين المزارعين والمواطنين من جهة, والمسئولين عن قطاع الري والصرف من جانب آخر في حماية المجاري المائية من التلوث, وذلك بعدم القاء المخلفات داخلها مع رفعها إن وجدت فورا حتي تصل مياه الري للأراضي الزراعية بالشكل المرضي, فلا يعقل أن يقوم أصحاب مقطورات الكسح بإفراغ حمولاتهم في مياه ترعة الاسماعيلية الأم والسويس وبورسعيد المتفرعة منها, وهذا يحدث يوميا في ظل غياب من الرقابة المفترض أن يشارك فيها المسئولون عن الوحدات المحلية بالمحافظة. ويقول محمد هشام حاصل علي درجة الدكتوراة في المجال الزراعي إن بعض المجاري المائية بالاسماعيلية تحول الي صندوق قمامة داخل القري نتيجة القاء مخلفات منزلية فيها, بالاضافة الي ارتفاع مناسيب فتحات الري بالترع الفرعية ولابد من إعادة النظر في إحلال وتجديد شبكات الصرف القديمة وعمل صيانة دورية لها لأن بعضها حاليا أصبح مهددا بالانسداد والمياه بها لا تصل لنهائيات الترع بسبب تجمع القمامة أمام الكباري وخلفها وللعلم هناك بعض الأراضي الزراعية لا تصلها مياه الري واتجه أصحابها لاستخدام مياه المصارف وأدي ذلك لارتفاع الملوحة في التربة وانخفاض المحاصيل.