كدت أفقد كرامتي وكل شيء وحياتي في لحظات من بين الدموع والخفقات هكذا بدأت كلامها ياسمين السيد الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة واستكملت قائلة: لولا أن الله حماني وصراخ صديقاتي.... وأجهشت بالبكاء. وبعد فترة صمت طويلة قالت: أستقل مترو الانفاق يوميا في طريق العودة من جامعة القاهرة الي محطة فيصل.. التي تحولت الي مأوي لكل أشكال الانحطاط الأخلاقي بسبب سيطرة البلطجية والباعة الجائلين عليها والخارجين عن القانون من كل اتجاه, ومنذ يومين كنت في طريق العودة وأثناء نزولي مع زميلاتي من السلم بالمحطة وكنت أتحدث مع زميلتي, سمعنا من يقول عايزاها بكام ولم نهتم واكملنا السير ولكن الشاب الذي اكتشفنا أنه من باعة المحطة ويتسلي علي السلم ويعاكس الفتيات القادمات من الجامعة لمحطة فيصل وله فرشة بالمحطة وخارجها أمام الباب اقترب مني وأمسك ذراعي قائلا لماذا لاتردين وهم بامساكي من ملابسي لولا تدخل اصدقائي فغلبتها الدموع مرة أخري والشر يتطاير من أعينهم وأحسست أنه فخ أعد لاصطيادي وشعرت بأن قلبي سقط بين قدمي وأن ما أراهم حولي هالات بيضاء أوغيوم بدون لون وبدأت صديقاتي يصرخن ليلفتن أنظار أي فرد من الأمن بالمحطة وقد نسينا أنها بدون أمن منذ شهور طويلة وبدأ بعض الركاب يتعاطفون مرعوبين تدريجيا وكلما أفلت يده من ذراعي يعاود امساكي ثانية إلي أن احتضنتني سيدة مسنة وهي تسب الباعة وزميلهم وتدفع عني بذراعها النحيلة وأخذتني في يديها وقد تهدلت ملابسي وانحل غطاء رأسي وأنا أشعر بأني أحلم وخرجنا للشارع لأجد أقران البائع يلتفون حولنا يصفقون في الشارع ويهللون ساخرين من بكائي ومعي صديقاتي ويتهكمون علينا والجميع في الشارع يتحاشونهم خوفا علي حياتهم من بطش البلطجية ووصلت إلي البيت بأعجوبة غير مصدقة أنني استرددت حياتي من محطة مترو فيصل.. وبدأت في البكاء من جديد انتهي حديث ياسمين والتي رفضت التصوير خوفا من أن يعرف البلطجية بالمحطة أنها روت ماحدث للاعلام واتجه الأهرام المسائي الي محطة مترو فيصل وقبل أن تصل وتشعر باقتراب المترو من رصيف المحطة يصل الي مسامعك نداءات غريبة وبأصوات عمد أصحابها أن تكون متميزة ولافتة وتخترق الآذان تتشابك وتتداخل في صرخات وليس نداءات للترويج لما يباع علي رصيف المحطة وبمجرد خروجك من باب القطار أنت تتحرك في سوق كبيرة تتكون من مبني المحطة بالكامل من اسفل السلالم وأعلاها وخارج الأبواب الرئيسية وخلفها وجميع الأرصفة أما أسوار المحطة فهي تندات لعرض المفروشات وربط الشماسي بها وشد خيام المبيت للمسجلين والبلطجية. ويقول الحاج ابراهيم عيد موظف علي المعاش نحن في هذا الهم يوميا وكأنها سوق الجمعة وليست محطة مترو تابعة للدولة وهذا المكان ينقل آلاف الركاب يوميا لضواحي فيصل وتتمسح في الخروج والدخول في الباعة وأصدقائهم الخارجين عن القانون الواقفين معهم اما لاخذ اتاوة أو للتسلية بمعاكسة الفتيات والسيدات, وتري عطيات فوزي ربة منزل ان هذه المحطة تحديدا هناك تعمد تركها بدون أمن ويبدو أن الباعة وما يحصلونه من أموال يدفعون رشاوي وتشير إلي أن المشاجرات حدث عادي كل ساعة بالمحطة. والبائعون ابقوا شباك التذاكر فقط المكان الشاغر الوحيد الذي لم يحتل, وبالمناسبة هؤلاء البلطجية يسرقون في الميزان ولا يجرؤ أحد علي ارجاع ما اشتراه أو فتح فمه بأي كلمة اعتراض وإلا الاهانة هي مصيره وإهدار كرامته, ونحن كسيدات كثيرات نخشي هذه المحطة ويقول حازم عبدالفتاح محام مقيم بفيصل حالة محطة مترو فيصل غريبة للغاية وتدعو للاندهاش فلا يوجد اي فرد امن علي الإطلاق والباعة يقسمون اليوم ورديات فيما بينهم مما يؤكد ان الأمر استقر ان المحطة سوق بمعني الكلمة ينتشر فيها المجرمون وأرباب السوابق والسؤال هو لماذا محطة مترو فيصل بدون رادع حتي الآن فهل هي مستعصية علي الأمن ويري عبدالمنعم أحمد طالب بجامعة القاهرة ان رؤية وجوه الباعة وما تركه الزمن والمعارك من علاقات عليها يبث الرعب في القلوب, ونحن خلال رحلتي الذهاب والعودة نتحاشي الاحتكاك مع هؤلاء ونعذر اختفاء أمن المترو فهم يحتاجون أمنا من نوع خاص للتعامل مع هؤلاء. وأشار إلي أن الفتيات وأغلب الركاب يصابون بالرعب عندما تبدو نذر معركة أو شجار بين الباعة والجمهور أو بينهم وبين الخارجين عن القانون وشركائهم, ويضيف أحمد سعيد طالب بالثانوية العامة ان ترك هؤلاء بهذا الشكل يوصم ما قمنا به من ثورة للتطهير من الظلم ويجعل كثيرا من الناس يردد أن هذه السلبيات وهذا الخروج عن القانون بسبب الثورة, والثورة بريئة من هؤلاء ونحن نتمني أن يزور وزير الداخلية المحطة ليري بعينيه ما نعانيه.